بذكرى أكتوبر.. أبطال النصر في سجون السيسي
عبد الكريم سليم-القاهرة
وتظل حالتا عنان ومرزوق هما الأبرز والأجدر بالتأمل، فالأول أعلن نهاية العام الماضي اعتزامه الترشح للرئاسة بعد الحصول على إذن من القوات المسلحة، كما هو معمول به من قواعد عسكرية، فوجد نفسه متهما بخرق القواعد العسكرية بالترشح بلا إذن، ليقبع بسجن عسكري بلا أمل في الخروج قريبا.
أما الثاني فقد مثل إزعاجا للنظام منذ مشاركته في إقامة دعاوى قضائية ضد الحكومة بشأن التأكيد على مصرية جزيرتي تيران وصنافير اللتين سلمتهما الحكومة للسعودية.
معصوم الذي كان دائم الافتخار على صفحته الشخصية بمشاركته في الحرب وبطولات زملائه دعا في أغسطس/آب الماضي النظام إلى استفتاء على شرعيته، فإذا رفض النظام الاستفتاء فالجمعية العمومية للشعب المصري مدعوة لاجتماع بميدان التحرير نهاية الشهر، وبحلول عيد الأضحى الماضي وجد مرزوق نفسه ضحية اتهامات بالإرهاب، مسجونا وأمواله مصادرة.
ورجح مراقبون في وقت سابق أن تكون الذكرى 45 لحرب أكتوبر فرصة للنظام ليتخلص من حرج اعتقال عسكريين ساهموا في النصر، ثم مرت الذكرى أمس بلا مؤشرات على تحرك بهذا الاتجاه.
شرعية القوة
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي سليم عزوز فإن السيسي ليس معنيا بحرب أكتوبر ومن شاركوا فيها، لأنه لم يشارك بها، لذلك لا يستمد شرعيته منها بل يستمدها من القوة ومن توافقات دولية وإقليمية، لأنه إذا اعتُمدت شرعية أكتوبر فلن يكون هو الخيار الوحيد أمام الناس.
ويعتقد عزوز أن موقف السيسي تجاه حرب أكتوبر أنه لا يريد أن يقول إن الجيش انتصر على العدو الإسرائيلي، لأن العدو بات اليوم صديقا وحليفا.
ولا يبدي الكاتب الصحفي سيد أمين دهشة إزاء استمرار السيسي باعتقال أبطال شاركوا بحرب أكتوبر، مشيرا إلى أن مشاركتهم في الحرب قد تكون دافعا للنظام للتنكيل بهم، خوفا من خروج أحدهم لمنافسته استنادا لرصيد المشاركة في أكبر انتصار عسكري مصري.
ويؤكد أمين أن مستقبل هؤلاء القادة سياسيا محكوم عليه بالموت، وحتى لو أفرج عنهم السيسي فسيكون ذلك بشرط عدم منافسته أو حتى معارضته.