من هو التيار الثالث المتهم بالوقوف وراء حرائق البصرة؟

تظاهرات البصرة
حرائق طالت مقرات حكومية ومكاتب أحزاب إسلامية رافقت مظاهرات البصرة هذا الصيف (الجزيرة)

عمار الصالح-البصرة

"نحن ثلة حرة من أبناء العراق أفرزتنا المعاناة ولا نتبع أي جهة دينية أو سياسية، هدفنا هو إنقاذ شعبنا من هذه المحنة الصعبة، نحن على ثقة بأننا سننقذ بلدنا لأننا بدأنا بأنفسنا" بهذا البيان يعرف التيار الثالث عن نفسه عبر فضاء فيسبوك، واختار هذا الاسم دلالة عن رفض التيارين الإسلامي والمدني.

أغلب أعضاء التيار باتوا مطلوبين للجهات الأمنية بتهمة تنفيذ أعمال حرق وتخريب المقرات الحكومية ومكاتب الأحزاب الإسلامية بعد اشتراكهم في المظاهرات التي شهدتها البصرة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول الماضيين، للمطالبة بتوفير الخدمات ومعالجة ملوحة المياه.

ويؤكد مصطفى البصري -وهو اسم حركي لأحد الأعضاء المطلوبين أمنيا- أن "التيار حركة شبابية عفوية لا تحمل برامج أو أهدافا سياسية، ولا تتوفر لنا مقرات أو إمكانيات مادية، وأعضاؤه غير مسلحين".

ويقول إن "ما يجمع بيننا هو مبدأ رفض الفساد وانعدام الخدمات في العراق ورفض سلطة الأحزاب المسؤولة عن هذا الواقع".

ويقول عن انخراطه في التنظيم "تعرفت على أعضاء التيار من خلال صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وانتميت إليهم بداية العام الجاري، وكانت لقاءاتنا تجري في ساحات المظاهرات، وأعضاؤه متحمسون لإحداث تغيير في الواقع المرير للعراق".

زميله في التيار كريم الحسن تبدو نبرته قاطعة، فهو يعتقد أن "جميع المسؤولين في الحكومة متورطون بقضايا فساد، وولاؤهم لدول خارجية، وهو حال يجب تغييره وعدم السكوت عليه مهما كانت التضحيات".

‪قيادات في المظاهرات يرون أن التيار الثالث مجموعة راديكالية جاءت ردة فعل لمأساة العراق‬ (الجزيرة)
‪قيادات في المظاهرات يرون أن التيار الثالث مجموعة راديكالية جاءت ردة فعل لمأساة العراق‬ (الجزيرة)

كبش فداء
ويعتقد نائل الزامل -وهو ناشط مدني شارك في المظاهرات- أن التيار الثالث هم مجموعة شبابية راديكالية جاءت ردة فعل للمأساة التي يعيشها الناس، ويقول إن "مشكلتهم تكمن في أنهم يحملون خطاب الكراهية ورفض الآخر، مما هيأ الأجواء المناسبة لتحميلهم مسؤولية حرائق البصرة، فالسلطة وأحزابها تبحث عن كبش فداء".

والتيار لا يملك -بحسب الزامل- قاعدة واسعة "فهم لا يمثلون سوى نسبة 20% من متظاهري البصرة، وكانوا موجودين بشكل علني ولديهم صفحات في فيسبوك يهاجمون فيها القوى السياسية الإسلامية والمدنية ويحملونها مسؤولية تردي الأوضاع في العراق، كما أن أغلب أعضائه من المراهقين فكريا ولم يتعلموا الشيء الكثير".

ويرى الزامل أن "هذه المجاميع ضعيفة لكنها ستبقى مستمرة في نشاطها، فهي على الرغم من كونها تدعي التحرر لكن فكرها منغلق وهي كالجماعات السلوكية أو ما تعرف بالحركات المهدوية أو جند السماء، والعراق مرت به عشرات الحركات الشبيهة بها".

‪صفحة البجاري على فيسبوك‬ البجاري لم تستبعد وجود خلايا نائمة للتيار الثالث في البصرة
‪صفحة البجاري على فيسبوك‬ البجاري لم تستبعد وجود خلايا نائمة للتيار الثالث في البصرة

أهداف التيار
وترجح الجهات الأمنية أن التيار الثالث تأسس عام 2014، ويقول قائد شرطة البصرة الفريق رشيد فليح إن "هذا التنظيم -وبحسب اعترافات أعضائه- بدأ نشاطه لاستقطاب الشباب في المقاهي والكازينوهات تحت واجهة كونه تنظيما سلميا حيث استمر يتحين الفرص لتحقيق أهدافه".

وبعد اختراق مواقعهم الإلكترونية -يتابع فليح- تبين أن لهذا التيار قيادات، وكانت هنالك اجتماعات لأعضائه سبقت المظاهرات، وكان هدفهم إسقاط الحكومة المحلية في البصرة والسيطرة على المرافق الرئيسية.

من جهتها، لا تستبعد عضوة مجلس النواب العراقي عن محافظة البصرة زهرة البجاري وجود خلايا نائمة لهذا التيار في المدينة.

وتقول "إن ظهور مثل هذه الحركات لم يأت بشكل مفاجئ، فعمليات الحرق والتخريب تبين وجود جهة منظمة تقف خلف هذه الأحداث".

وترى البجاري أن معالجة الأزمات التي تعاني منها البصرة تساهم في تجنيب الشباب الانخراط بمثل هذه الحركات.

المصدر : الجزيرة