الزامل.. انتقد طرح أرامكو فانهالت عليه التهم

ليس غريبا أن تعتقل حكومة عربية شخصا لإبداء رأي في سياساتها، لكن الغريب أن تعود تلك السلطات وتأخذ بتلك الآراء من غير أن تفرج عن المعتقل، بل الأدهى أن تكيل له التهم وتحاكمه محاكمة سرية.

هذا ما ناله رجل الأعمال السعودي الشاب عصام الزامل، الذي اعتقلته السلطات السعودية على خلفية انتقاده طرح شركة أرامكو النفطية المملوكة للدولة للاكتتاب.

والزامل محتجز منذ سبتمبر/أيلول 2017 إلى جانب عشرات من المثقفين ورجال الدين في حملة على المعارضين المحتملين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تركز برنامجه الطموح للإصلاح الاقتصادي على بيع ما يصل إلى 5% من عملاق النفط السعودي أرامكو.

وفي سلسلة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي قبل احتجازه قال الزامل -الذي عمل مهندس برمجيات في شركة أرامكو- إن تقدير قيمة أرامكو بتريليوني دولار الذي أشار إليه الأمير محمد سيتطلب من السلطات ضم الاحتياطيات النفطية للشركة في عملية البيع.

وبعد نحو سنة من اعتقال الزامل تعود السلطات السعودية للأخذ برأي الزامل وغيره من الاقتصاديين، فقد ذكرت رويترز في أغسطس/آب أن الحكومة ألغت خطط الطرح العام الأولي لأسهم أرامكو واستغنت عن المستشارين الماليين الذين كانوا يعدون لما وصف بأنها أكبر عملية طرح لأسهم بالبورصة في التاريخ.

وقد نقلت وسائل إعلام محلية أن النيابة العامة السعودية وجهت اتهامات لرجل أعمال بارز، منها الانتماء إلى تنظيم إرهابي ولقاء دبلوماسيين أجانب سرا، فيما نقلت رويترز عن جماعة القسط الحقوقية السعودية البارزة التي تتخذ من لندن مقرا لها وشبكة من النشطاء الذين يتابعون ويوثقون حالات الأشخاص أن تلك الشخصية هي الزامل.

وذكرت صحيفة عكاظ السعودية أمس الاثنين أن من بين التهم الانتماء إلى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى الاتصال بقطر والتحريض على القيام باحتجاجات في السعودية.

وأكد حساب "معتقلي الرأي" على تويتر إبرام المحكمة الجزائية المتخصصة جلسة سرية أمس لعصام الزامل وجهت له خلالها النيابة العامة عدة تهم وفق قانوني مكافحة الإرهاب ومكافحة جرائم المعلوماتية، مطالبة بما سمّته إنزال عقوبات مشددة عليه.

ورغم تأييده –في المجمل- للإصلاحات الاقتصادية التي طرحتها رؤية السعودية 2030، والإجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة السعودية إثر هبوط أسعار النفط، طالب الزامل في تغريدات له على تويتر أن يشارك الجميع "صغير وأمير" فيما وصفه بـ"ربط الأحزمة"، وأن تكون هناك محاربة حقيقية للفساد، كما دعا إلى مشاركة المواطنين في كل القرارات التي تمس مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.

والزامل من النشطاء على موقع تويتر ويتابعه أكثر من 900 ألف، وقد أسس شركة "رمال" لتقنية المعلومات الرائدة في مجال التكنولوجيا والمعلومات، كما عمل عضوا في مجلس رجال الأعمال الشباب وغرفة التجارة.

وحاز في 2009 على جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال، وجائزة خريجي الدولة للإنجازات عام 2014، كما رشح لجائزة منتدى الإعلام العالمي ليكون صاحب أفضل مدونة عن الاقتصاد، وكتب في عدة صحف سعودية، كما حاز على ترتيب متميز ضمن أفضل شخصية عربية على تويتر.