هل تحتاج سوريا لحكومة معارضة أخرى بإدلب؟

المؤتمر السوري العام وصراع الإدارة
"المؤتمر السوري العام" أثناء انعقاده الأحد في إدلب

محمد نور-الجزيرة نت

تحت نظر هيئة تحرير الشام وسمعها، عقد أكاديميون ومعارضون سوريون بمحافظة إدلب (شمال) الأحد "المؤتمر السوري العام"، وذلك بهدف إنشاء إدارة سياسية ومدنية داخلية للمعارضة، مما أثار الكثير من الجدل بشأن منافسة هذا الكيان للحكومة السورية المؤقتة.

وبعد جولات عدة قام بها معارضون في إدلب في ظل الهدنة الناتجة عن اتفاق أستانا، انعقد الأحد ما سمي بالمؤتمر السوري العام الذي نص على إنشاء هيئة تأسيسية يناط بها تشكيل حكومة داخل سوريا، وقال القائمون على المؤتمر إنه ضم شريحة كبيرة من أطياف الشعب، أبرزهم العقيد رياض الأسعد الذي ينسب له تأسيس الجيش السوري الحر عام 2011.

لكن شخصيات وفعاليات واسعة قالت إنها لم تُستشر في هذا المؤتمر، ومنهم رئيس مجلس محافظة القنيطرة الحرة ضرار البشير، الذي أكد معارضته للمؤتمر.

كما قال محافظ ريف دمشق الحرة مصطفى سقر للجزيرة نت إن المؤتمر زاد من الانقسام والانشقاق في ساحة المعارضة.

من جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر ياسر النجار إن الهيئة التأسيسية لديها الكثير من العمل لإقناع الجميع بأدائها على الأرض ولتبديد مخاوفهم وتجاوز الصعوبات، مضيفا أن ائتلاف قوى الثورة غير قادر على رقابة الحكومة الموقتة "العاجزة" عن إدارة ملفات ملكية العقارات والنقل، وإدارة النفوس، وخاصة في مناطق اللجوء.

وأشار إلى أن المؤتمر صنع هيئة تأسيسية تتكون من 10% ممن حضروا للمؤتمر، وذلك بعد تقسيم الحاضرين إلى 16 ورشة مختصة، حيث رشحت كل منها أربعة أشخاص لتنتقي الهيئة اثنين منهم بما يتوافق مع التخصص والتوزيع الجغرافي.

وكُلفت الهيئة التأسيسية باختيار رئيس للحكومة خلال أسبوعين، إضافة إلى تشكيل لجنة لصياغة الدستور ولجنة أخرى تعمل على توثيق بيانات وإحصاءات للسوريين في مناطق المعارضة ودول اللجوء، وذلك من أجل انتخاب مجلس شورى للبلاد.

‪الحاج‬  (الجزيرة)
‪الحاج‬ (الجزيرة)

معارضات قانونية
تعليقا على هذا الحدث، قال الدبلوماسي المنشق عن النظام بشار الحاج علي للجزيرة نت إنه لا يمكن لمجموعة يكاد وجودها يقتصر على محافظة واحدة تسمية هذا المؤتمر باسم المؤتمر العام، في ظل غياب تمثيل محافظات سورية أخرى.

ورأى أنه يحق لأي تكتل أن يجتمع ويناقش رؤيته المستقبلية ولكن دون أن يفرضها على البقية.

أما رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب فنفى بدوره فشل حكومته، مؤكدا أن وزراءها يمارسون أعمالهم داخل البلاد، بالإضافة لوجود المجلس الأعلى للإدارة المحلية الذي يضم عشرة مجالس محافظات ونحو 350 مجلس مدينة وبلدة.

واتهم أبو حطب المؤتمر بقوله "إنه مدفوع من قبل هيئة تحرير الشام، وهذا يسقط المؤسسات المدنية بالتبعية للجهات العسكرية، كالإدارة الذاتية الكردية".

‪النجار: نسعى للحفاظ على مكتسبات الثورة وعدم الانصياع للضغوط‬ (الجزيرة)
‪النجار: نسعى للحفاظ على مكتسبات الثورة وعدم الانصياع للضغوط‬ (الجزيرة)

منصات التفاوض
وينظر المؤتمرون بعين الريبة للضغوط التي تمارس على الهيئة العليا للمفاوضات لضم منصات محسوبة على النظام وروسيا، كمنصات موسكو والقاهرة وأستانا، بينما يحتاج الداخل السوري لحكومة تمثله.

ومن المقرر أن يُعقد قريبا اجتماع بين الهيئة التأسيسية للمؤتمر والحكومة المنتظرة لبحث ملف المفاوضات بشكل مفصل.

وقال النجار إنهم يسعون للحفاظ على مكتسبات الثورة وعدم الانصياع للضغوط، في وقت قال الحاج علي إن المجتمعين لا يأمنون على قراراتهم من تدخلات الفصائل، وإنهم خلطوا بين مفاهيم الدولة والثورة والسلطة.

ورأى الحاج علي أنه من الأجدر بمنظمي المؤتمر أن يجعلوا من عملهم نموذجا لإدارة محافظة ما، بحيث يتحقق فيها الأمن والعدل والخدمات لتكون مثالا يحتذى به بعيدا عن ضغوط الفصائل المسلحة.

المصدر : الجزيرة