قراءة عراقية في تأييد إسرائيل استفتاء الأكراد

Iraqi Kurdish President Masoud Barzani attends a rally to show their support for the upcoming September 25th independence referendum in Duhuk, Iraq September 16, 2017. REUTERS/Ari Jalal
البارزاني يواصل الحشد لاستفتاء إقليم كردستان العراق (رويترز)
بغداد-الجزيرة نت

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الداعمة لقيام دولة كردية في شمال العراق– ردود فعل غاضبة بين القوى السياسية العراقية، واعتبرها البعض البداية لتحقيق مشروع "بلفور" الداعي للدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات.

ويرى مسؤول الملف الكردي بالتحالف الوطني عبد الله الزيدي أن الموقف الإسرائيلي الأخير "يضعف القضية الكردية، ويثير حفيظة الناس والمجتمع ككل" واستغرب صمت الإقليم إزاء هذه التصريحات، معتبرا أن ذلك "يؤشر لمنحى جديد لقضية الأكراد في سعيهم للاستفتاء والانفصال عن بغداد".

وفيما يخص الفيديوهات التي تبين تأييد الأكراد لـ إسرائيل، قال "إن الإقليم مطالب بتوضيح ما يتم تداوله عبر الإعلام وشبكات التواصل من مشاركة شخصيات إسرائيلية في عدد من النشاطات الكردية" لافتا إلى أن هذه التصرفات من شأنها زعزعة الصف العراقي وخلق نزاعات تمتد على المستوى الشعبي والجماهيري".

‪جاسم محمد جعفر: تأييد نتنياهو لإقامة دولة كردية تتويج لعلاقات قديمة‬  جاسم محمد جعفر: تأييد نتنياهو لإقامة دولة كردية تتويج لعلاقات قديمة (الجزيرة)
‪جاسم محمد جعفر: تأييد نتنياهو لإقامة دولة كردية تتويج لعلاقات قديمة‬  جاسم محمد جعفر: تأييد نتنياهو لإقامة دولة كردية تتويج لعلاقات قديمة (الجزيرة)

الجذور
ولم يستغرب النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر تصريحات نتنياهو، واعتبرها "تتويجاً للعلاقات الوثيقة بين الأكراد وإسرائيل التي تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، أسسها الملا مصطفى البارزاني مؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادات من حزبه".
 
وأضاف جعفر أن "بناء دولة كردية محاذية لـ تركيا وسوريا ستكون شبيهة بإسرائيل، وبالتالي فإن الأخيرة ستدعم نجاح هذا الأمر من أجل الضغط أمنيا وعسكريا على تلك الدول فضلا عن إيران التي تعتبرها عدوها الأول بعد العراق، واليهود يطمحون إلى قيام دولتهم المزعومة وفق مشروع بلفور من الفرات إلى النيل".
 
من جهته، أكد النائب عن حزب الدعوة علي العلاق سعي إسرائيل إلى توسيع دائرة نفوذها بالمنطقة "من خلال علاقاتها مع بعض الدول العربية وإقليم كردستان، لافتا إلى أن الدولة الصهيونية تسعى إلى تقسيم الأمة العربية والإسلامية من خلال دعمها لأي جهد انفصالي أو إثارة النزاعات عبر العمليات الإرهابية".

واعتبر العلاق الاستفتاء "خطوة سيستغلها اليهود من أجل الهيمنة على المنطقة وإضعافها" مستغرباً "تفاعل الأكراد مع الدعوات الإسرائيلية الداعمة لمشروع التجزئة والتقسيم".

وحول تداعيات الاستفتاء المرتقب على العراق والمنطقة، قال "الأمر لا يخلو من الخطورة، لكن بالمقابل فإن العراق سيقف ضد توجهات التقسيم، ولن نرضخ لمطالب الانفصال التي تشجع على خلخلة مكونات المجتمع العراقي".

‪علي العلاق: العراق لن يقف مكتوف الأيدي تجاه توجهات التقسيم‬ علي العلاق: العراق لن يقف مكتوف الأيدي تجاه توجهات التقسيم (الجزيرة)
‪علي العلاق: العراق لن يقف مكتوف الأيدي تجاه توجهات التقسيم‬ علي العلاق: العراق لن يقف مكتوف الأيدي تجاه توجهات التقسيم (الجزيرة)

تبرير
أما النائب عن ائتلاف الوطنية حامد المطلك، فقال إن التدخل الإسرائيلي في الشأن العراقي فعل سلبي تجاه العرب والأمة الإسلامية "ولا نقبل التصريحات الأخيرة التي من شأنها أن تزعزع الثقة بين الدول وبين الشعب العراقي الرافض لسياسة اليهود ضد الشعب الفلسطيني وكل التوجهات التي تؤثر على أمن واستقرار البلاد".

على الجانب الآخر، قال النائب عن التحالف الكردستاني عادل نوري "بالرغم من موقفنا الرافض لاغتصاب الكيان الصهيوني لجزء من الأراضي الإسلامية، إلا أننا لا نجد من يناصر قضيتنا إلا اليهود فقط، والأكراد تعرضوا خلال المائة العام السابقة لأبشع المجازر على يد المسلمين من العرب والفرس فضلا عن الأتراك".

لكنه استدرك قائلا "إن الأمر يدمي القلب عندما تجد المناصرة من اليهود ولا تجدها من إخوتك المسلمين في الحصول على حقك الطبيعي قيام الدولة الكردية".
 
ويرى رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري أن التصريحات الإسرائيلية المؤيدة للاستفتاء والانفصال سترتد سلبا على رئيس الإقليم مسعود البارزاني.

وأضاف "إن طبيعة الكرد الإسلاميين لن تتقبل فكرة التعاون مع اليهود، الأمر الذي سيؤثر على قضية الاستفتاء الذي تؤيده إسرائيل" كما رجح تدخل إيران عسكرياً "إذا ما تشكلت الدولة الكردية، باعتبار أنها ستكون منصة باتجاهها".  

المصدر : الجزيرة