البرلمانيون العرب يحذرون من حرب دينية تشعلها إسرائيل

جانب من المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي ـ الجزيرة نت
البرلمانيون العرب قالوا إن القضية الفلسطينية تمر بظروف دقيقة في سياق إقليمي مضطرب (الجزيرة نت)

الحسن أبو يحيى-الرباط

أدان المشاركون في المؤتمر الخامس والعشرين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي بالعاصمة المغربية الرباط الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة بحق المسجد الأقصى، وحذروا من أن تل أبيب تدفع نحو حرب دينية بالمنطقة.

وقالوا في البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد أمس الخميس تحت شعار "دورة القدس" إن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس تستهدف دفع المنطقة إلى حرب دينية، وتصادر حق العبادة باعتباره حقا إنسانيا أساسيا.

وجاء في البيان أن رؤساء البرلمانات العربية ومن يمثلهم في هذا المؤتمر كلّفوا لجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني المنبثقة عن الاتحاد البرلماني العربي في دورته الثالثة والعشرين، برئاسة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ورؤساء برلمانات المغرب والأردن وفلسطين والجزائر، بالقيام بزيارات لعدد من الدول النافذة في القرار الدولي للقاء قادتها وبرلماناتها، وذلك لطرح موضوع الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.

‪المالكي‬ المالكي (يمين) قال إن إسرائيل تعرف أن الاستقرار لن يتحقق إلا بحل عادل لقضية الشعب الفلسطيني (الجزيرة نت)
‪المالكي‬ المالكي (يمين) قال إن إسرائيل تعرف أن الاستقرار لن يتحقق إلا بحل عادل لقضية الشعب الفلسطيني (الجزيرة نت)

رفض قاطع
وعبّر أعضاء المؤتمر عن الرفض القاطع لكل الطروحات الإسرائيلية القائلة بالقدس الكبرى وأية طروحات لحل قضية القدس على أساس وضعها تحت وصاية دولية، وشدّدوا على أن القدس العربية عاصمة دولة فلسطين هي القدس الشرقية بحدودها المعترف بها والتي كانت قائمة قبل الاحتلال الإسرائيلي في 1967.

من جانب آخر اعتبر أعضاء المؤتمر أن القضية الفلسطينية تمر بظروف دقيقة في سياق إقليمي مضطرب تستفيد منه الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والقمعية، مؤكدين أن القضية الفلسطينية تسمو على ما سواها من قضايا أخرى، وأن القدس بمسجدها الأقصى، وجميع الأماكن المقدسة من كنائس ومساجد وأماكن تراثية، هي ملك خالص للشعب الفلسطيني.

وأثناء افتتاح المؤتمر الذي احتضنه مقر البرلمان المغربي قال رئيس مجلس النواب المغربي حبيب المالكي -الذي يرأس الاتحاد البرلماني العربي- إن إسرائيل لا يمكنها مطلقا أن تنعم بالأمن والسلم والاستقرار فقط لأنها أحاطت نفسها بجدار إسمنتي عال مكهرب أو بالأسلحة والقوات العسكرية والأمنية.

وأضاف "إنها تعرف أن الاستقرار الحقيقي لن يتحقق سوى بحل عادل منصف لقضية الشعب الفلسطيني، وهو حلّ مفتاحه الاستقلال وبناء الدولة الوطنية الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى ديارهم".

‪المشاركون في المؤتمر رفضوا طروحات إسرائيل عما تسميه القدس الكبرى‬ المشاركون في المؤتمر رفضوا طروحات إسرائيل عما تسميه القدس الكبرى (الجزيرة نت)
‪المشاركون في المؤتمر رفضوا طروحات إسرائيل عما تسميه القدس الكبرى‬ المشاركون في المؤتمر رفضوا طروحات إسرائيل عما تسميه القدس الكبرى (الجزيرة نت)

سرقة وطن
وجاء في كلمة رئيس الاتحاد البرلماني العربي أن إسرائيل "سرقت وطنا من شعبه وأهله، وسرقت تاريخا لشعب حقيقي، ومازالت تسرق الأرض من مزارعيها، والبيوت الآمنة من سكانها، وتوسع مساحات الاستيطان، وتحاصر شعبا أعزل في غزة والضفة الغربية، وتسرق المياه الفلسطينية، وتقتلع الشجر وتدمر الحجر، وتقتل كل أسباب الأمل في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وفي الفضاء المتوسطي".

ودعا المالكي البرلمانيين العرب إلى العمل على "تمكين شعبنا العربي الفلسطيني من حقوقه، ليعود المسجد الأقصى إلى حالته الطبيعية ووضعه السابق الذي يكفله القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة".

وفي جلسة الافتتاح، قال رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي إن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولى والمحورية، وإن دعم صمود أهل القدس واجب ديني وقومي وأخلاقي وإنساني.

واعتبر مشعل أن الصمت المستمر للمجتمع الدولي عن الانتهاكات والاعتداءات والجرائم الإسرائيلية زاد من غطرسة وتغول دولة الاحتلال، وزاد من سعيها المحموم لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس.

واستنكر رؤساء البرلمانات العربية ورؤساء الوفود المشاركة في هذا المؤتمر ما صدر عن السلطات الإسرائيلية من انتهاكات لحرمة المسجد الأقصى، وطالبوا المجتمع الدولي بالتصدي للممارسات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، ومنها محاولات تزييف تاريخ القدس.

ويتألف الاتحاد البرلماني العربي الذي تأسس عام 1974 من شُعب تمثل المجالس البرلمانية ومجالس الشورى العربية، ومن أهدافه تعزيز الحوار والتشاور بين المجالس البرلمانية العربية والبرلمانيين العرب، وتعزيز العمل المشترك وتنسيق الجهود البرلمانية العربية في مختلف المجالات وعلى المستوى الدولي.

المصدر : الجزيرة