الحصار يمنع حجاج قطر من أداء المناسك

بدأ عدد من أصحاب حملات الحج القطرية يفقدون ما تبقى من آمال في إمكانية تسيير رحلاتهم إلى الأراضي المقدسة هذا العام، وذلك بسبب ظروف الحصار المفروض على قطر.

وبينما لم يصدر أي قرار رسمي من وزارة الأوقاف في قطر بشأن الحج، أكد أصحاب حملات للجزيرة نت أنه قد يتعذر على المواطنين والمقيمين في قطر إتمام مناسك الحج هذا العام.

وأكد مصدر من وزارة الأوقاف القطرية -طلب عدم ذكر اسمه- أن الوزارة لم تحدد مصير حجاج هذا العام، ولم تبلغ بعد أصحاب الحملات برد نهائي، لأنها لا تزال تنتظر بدورها ردا من السلطات السعودية بشأن عشرة بنود تتعلق بالظروف التي ستحيط بسلامة حجاج قطر كما جرت العادة في الأعوام الماضية.

وكانت السلطات السعودية أصدرت بيانا أكدت فيه ترحيبها بحجاج قطر، لكنها منعت استقبال رحلات البر، كما منعت وصول حجاج قطر عبر الخطوط الجوية القطرية، وهو البيان الذي يعمق أزمة الحجاج ويقصي نسبة كبيرة منهم ويفرض مزيدا من العراقيل أمام إتمام المناسك، بحسب مصدر وزارة الأوقاف.

ترحيب أم عرقلة؟
ويرى بعض أصحاب حملات الحج أن بيان ترحيب السلطات السعودية بحجاج قطر يزيد من تعميق أزمة الحج ولا يساعد في حلها.

وقال صاحب حملة التوبة للحج والعمرة جاسم الحردان إن ترحيب السلطات السعودية بحجاج قطر لو كان حقيقيا لترجمته إلى قرارات تنفيذية تنقذ ما تبقى من آمال في إتمام مناسك الحج، ولسمحت بنقل حجاج قطر عبر خطوطها الجوية بعد أن منعت الخطوط القطرية من نقلهم، لكنه ترحيب إعلامي لا أكثر.

واعتبر -في حديث للجزيرة نت- أن أول القرارات التي يمكن اتخاذها هو فتح المسار الإلكتروني من قبل وزارة الحج السعودية، باعتباره الوحيد الذي يضبط عمليات الحج، سواء تعلق الأمر بالترتيبات الإدارية أو المالية أو حجوزات الفنادق، وكذا تنقل الحجاج بين مختلف مواقع الحج والمشاعر.

وأضاف الحردان أن المعالجة الحقيقية لأزمة الحج التي هي نتاج الحصار المفروض على قطر، تقع في مسؤولية السلطات السعودية، فوقف عمل السفارة القطرية والقسم القنصلي في السعودية يزيد من تعقيد المشكلات التي تطرأ خلال أداء مناسك الحج، كوفيات الحجاج أو فقدان جوازات السفر.

وأشار الحردان إلى أن من الصعب حاليا تسيير أي رحلات حج إلى الديار المقدسة حتى لو رفعت القيود المفروضة، لأن من المعتاد أن تكون كل الترتيبات قد انتهت، بعد أن تكون بعثة الحج القطرية قد تسلمت جميع مواقعها في المشاعر المقدسة.

ولفت إلى أن حملات الحج والعمرة قد تكبدت خسائر كبيرة بسبب تداعيات الحصار، لأن مجال عملها محدود في تسيير الرحلات إلى الأراضي المقدسة فقط. وأوضح أن حجاج قطر أصبحوا أكثر تخوفا من تعرض أمنهم وسلامتهم للخطر، إثر حملات التحريض ضدهم في وسائل الإعلام السعودية.

الحج برا
وتبددت نهائيا آمال حملات الحج برا في تسيير رحلاتها إلى الأراضي المقدسة هذه السنة، وقد استرد عدد من المقيمين في قطر -ممن لديهم تصريح بالحج من وزارة الأوقاف في قطر وموافقة من السعودية- المبالغ التي قدموها سابقا وجوازات سفرهم، بعد رفض السفر من معبر أبو سمرة البري المغلق منذ فرض الحصار على قطر.

والنسبة الكبرى من الحجاج -خاصة المقيمين في قطر- يتعاقدون مع حملات الحج المرخص لها برا، بسبب انخفاض تكلفة الحج، وهم مطالبون اليوم إما بإلغاء حجزهم أو تحويله إلى إحدى الحملات المرخص لها جوا، والتي بدورها تبقى مهددة بالإلغاء رسميا في أي لحظة.

ويبلغ عدد الحجاج المرخص لهم هذا العام 1200 حاج، لكن تطورات الحصار لا تنبئ بانفراج محتمل لأزمة الحج غير المسبوقة في تاريخ الحملات وحجاج قطر.