واقع عدن بعد عامين من رحيل الحوثيين

مازالت بعض أحياء عدن مدمرة حتى اليوم
ما زالت بعض أحياء عدن مدمرة حتى اليوم (الجزيرة نت)

ياسر حسن-عدن

رغم مرور عامين على رحيل الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، يستذكر أهالي عدن تلك الحرب الأليمة التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، ودمارا شمل كل شيء في المدينة.

ومع حلول الذكرى الثانية لرحيل الحوثيين من عدن، تبرز تساؤلات بشأن ما تحقق في المدينة خلال الفترة الماضية على كل المستويات، وهل عادت الأوضاع إلى طبيعتها وكما يتمناها أبناء عدن؟ أم أن هناك آمالا ومطالب كثيرة ما زالت ضمن أمانيهم؟

ويرى لطفي باخوَّار -وهو مصور صحفي ومن جرحى الحرب- أنه لم تتحقق لعدن وأهلها منذ خروج الحوثيين حتى الآن الآمال والتطلعات التي كانوا ينشدونها ويطمحون إليها، من العيش بأمن ورخاء وتحسين الخدمات.

وقال باخوَّار للجزيرة نت إن أبناء عدن يعانون الأمرين بسبب تردي الخدمات العامة، وعدم وجود قيادة موحدة تدير شؤون المحافظة، بالإضافة إلى تعدد المؤسسات الأمنية، وغياب المؤسسات القانونية والمحاكم.

وأكد باخوَّار أن أبناء عدن يتطلعون لقيادة واحدة للمحافظة بصلاحيات واسعة تعمل على تحسين الخدمات العامة من كهرباء ومياه ونظافة وصحة وتعليم وطرقات، واستتباب الأمن ومنع حمل السلاح الذي شكل عائقا للتنمية وساعد على انتشار الجريمة.

دبابة للحوثيين بعدن بعد حرقها من قبل المقاومة (الجزيرة نت)
دبابة للحوثيين بعدن بعد حرقها من قبل المقاومة (الجزيرة نت)

في المقابل، أكد القيادي في المقاومة ومدير عام مديرية البريقة بعدن هاني اليزيدي أنه قد تحقق للمدينة وأهلها الكثير خلال العامين الماضيين، فقد تحسن وضع الخدمات، وتحسنت الأوضاع الأمنية، وتم تفعيل عمل السلطات المحلية والعديد من مرافق الدولة، كما تم إنشاء وحدات أمنية وعسكرية مختلفة ساهمت في تأمين المدينة.

وعبّر الزبيدي -في حديث للجزيرة نت- عن أمله في توحيد تلك الوحدات الأمنية والعسكرية تحت قيادة واحدة وأن لا تتعدد ولاءاتها، وأشار إلى أن فتح الميناء حرّك الأوضاع الاقتصادية للمدينة، وأقر أن ذلك لم يبلغ المستوى المطلوب حتى الآن.

وأشار إلى أن أهالي عدن يأملون الكثير في المرحلة القادمة على كل المستويات، وهم يرجون أن يتحسن وضع الخدمات بشكل أكبر خاصة الكهرباء التي ما زالت تؤرقهم بشكل يومي، كما يأملون في أن تقوم الحكومة الشرعية بدورها الأمثل فيما يتعلق بدفع رواتب موظفي الدولة، بالإضافة إلى إعادة النظر في الرواتب بما يتناسب مع الوضع المعيشي الصعب للناس، في ظل تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار العملات الأجنبية الذي أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية.

ودعا اليزيدي إلى تفعيل عمل أقسام الشرطة بشكل أفضل، وأن تكون تحت إشراف السلطات المحلية في المديريات، بالإضافة إلى إعادة عمل المحاكم والنيابات العامة لتسهم في حفظ الأمن والاستقرار وإحقاق الحق ومحاكمة الجناة وفقا للشرع والقانون.

سكان عدن يأملون في استكمال توفير الخدمات العامة لتحسين ظروفهم المعيشية (الجزيرة نت)
سكان عدن يأملون في استكمال توفير الخدمات العامة لتحسين ظروفهم المعيشية (الجزيرة نت)

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي محمد قاسم نعمان إن السلطات المحلية المتعاقبة على عدن بعد الحرب استطاعت تحقيق العديد من النجاحات وبالذات في الجوانب الأمنية ومكافحة الإرهاب، بينما ظهر القصور في التحديات المتعلقة بالحياة العامة، خاصة ما يتعلق بإصلاح البنية التحتية وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات العامة، بالإضافة إلى إعادة تفعيل مراكز الشرطة والنيابة والقضاء.

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن مطالب الأهالي اليوم تتركز في حاجتهم للحصول على خدمات الكهرباء والمياه، وتوفير المشتقات النفطية دون انقطاع، وتفعيل دور مراكز الشرطة والنيابة والقضاء، وضمان حصول الموظفين والعسكريين والمتقاعدين على رواتبهم، ومعالجة جرحى الحرب، ورعاية أسر الشهداء، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، إضافة إلى المطالبة بوضع حد لتفشي الفساد.

أما الناطق باسم المقاومة في عدن سابقا علي الأحمدي فاعتبر أن من أهم الأشياء التي تحققت في المدينة هو انتصار إرادة أبنائها وإفشال مشروع الانقلاب، وإن كان هناك قصور فإن له  مسبباته وظروفه، مشيرا إلى أن الإنجازات التي تحققت كانت ضرورية في سبيل استعادة الدولة وإقامة مؤسساتها، وإن كانت لم تصل للحد المُرضي.

وقال الأحمدي للجزيرة نت إن أبناء عدن يأملون في أن يروا المؤسسة الأمنية تعمل بفعالية أكثر، وأن تعود النيابات للعمل وتفتح المحاكم لاستعادة الوضع الطبيعي المتعارف عليه.

المصدر : الجزيرة