وعود السيسي تلاحقه في ذكرى الانقلاب

بحلول الذكرى الرابعة للانقلاب العسكري في مصر، يعود الاهتمام بسلسة الوعود التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبقدر ما كانت الوعود براقة وتعد بغدٍ أفضل للمصريين كان الواقع أبعد من ذلك الخيال في ظل أزمات متلاحقة ومتصاعدة.

وفي ذكرى الانقلاب يتساءل المصريون عن الوعود التي ساقها السيسي في خطابه الشهير في الثالث من يوليو/تموز 2013 ويتسابقون لمقارنتها بواقعهم المعيش في وقتنا الراهن.

فبعد أن أطاح السيسي ومن خلفه المؤسسة العسكرية بمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، وألغى الدستور المستفتى عليه، وعيّن رئيسا مؤقتا للبلاد، قال السيسي إن الجيش ليس راغبا في سلطة، لكنه سرعان ما خلع بزته العسكري وظهرت حملات تطالب بترشحه للرئاسة حتى صار رئيسا في انتخابات غاب عنها الشباب، وشككت منظمات حقوقية في نزاهتها.

السيسي تعهد "باتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة"، غير أنه دمج الشباب في السجون، ولم يفرق بين إخواني أو يساري أو شيوعي، وحقق مساواة في الاعتقال بين الجميع.

وعلى عكس وعده "ببناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحدا من أبنائه وتياراته، وينهي حالة الصراع والانقسام"، انسد أفق العمل السياسي في مصر وضاعت مكتسبات ثورة يناير، وجرّمت المظاهرات وغاب الحديث تماما عن الحريات.

وأضيف إلى ذلك انتهاك حرمة الدم وإزهاق أرواح آلاف إما في السجون أو خلال فض مظاهرات واعتصامات، كما تعمقت أسباب الانقسام السياسي والمجتمعي، وضربت الخلافات السياسية البيت الواحد، ووصلت إلى مستوى مقلق تمثل في القطيعة بين الجيران وزملاء العمل، بل والوشاية بينهم.

الإعلام والاقتصاد
وفي حين كان الوعد "وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية"، شهد عصر السيسي إغلاق الفضائيات المعارضة له، وحجب العشرات من المواقع.

وعلى المستوى الاقتصادي، لم تفلح المنح الإماراتية والسعودية في إنعاش الاقتصاد، واختل ميزانه وصار منهكا بعدما أثقلته قرارات السيسي بتعويم الجنيه، وضياع مليارات الدولارات في مشاريع لم تجن أرباحا حتى الآن كتفريعة قناة السويس، وهو الوضع الذي أجبر السيسي على فرض مزيد من الضرائب على المواطنين ورفع أسعار السلع والوقود.

على أن أخطر ما شهده عهد السيسي -وفقا لمراقبين- هو اختزال كل السلطات في يده، وتقزيم دور مؤسسات الدولة كمؤسسة القضاء التي ضرب بأحكامها عرض الحائط، وصادق ليلة عيد الفطر على اتفاقية نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، في خضم اتهامات لنظامه بالخيانة والتفريط في التراب الوطني.

حصاد السنوات الأربع لنظام السيسي كان مخيبا لآمال عدد من مؤيديه قبل معارضيه، وبات الكثيرون ممن التفوا حوله في بداياته يرون أن المبررات التي ساقها للانقلاب صارت من أبرز سياساته الآن.

المصدر : الجزيرة