الكوليرا باليمن.. الطاعون المتمدد بساحات الحرب والفقر

A man lies on the bed of a cholera treatment center in Sanaa, Yemen May 15, 2017. Picture taken May 15, 2017. REUTERS/Khaled Abdullah
الكوليرا زادت اليمنيين وهنا على وهن (رويترز)

ياسر حسن-عدن 

لا تزال الكوليرا تشكل الهاجس الأبرز لليمنيين الذين باتوا بين مطرقة الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين وبين سندان هذا الوباء القاتل، وسط اتساع الفقر وتردي الخدمات الصحية بمختلف أنحاء البلاد.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية للحد من تفشي المرض، فإن وباء الكوليرا ما زال يزداد انتشارا.

وبحسب آخر الإحصاءات فقد بلغ عدد الوفيات بالمرض 1740 شخصا حتى الآن، في وقت تم تسجيل قرابة 300 ألف حالة يشتبه في أنها مصابة بالكوليرا، بمعدل 7300 يشتبه في إصابتهم يوميا.

وما يفاقم معاناة المصابين بالمرض هو ما تواجهه البلاد من معارك دمرت البنى التحتية والمنشآت الصحية التي باتت غير قادرة على استقبال الأعداد الكبيرة من المرضى، في بلد أكثر من نصف سكانه فقراء.

ويدخل الوباء شهره الرابع في ثاني موجة له خلال أقل من عام، حيث كانت الموجة الأولى قد اجتاحت عددا من المحافظات اليمنية خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول وحتى ديسمبر/كانون الأول الماضيين مما أودى بحياة 103 أشخاص، بحسب إحصاءات وزارة الصحة اليمنية.

وتسعى وزارة الصحة بالتنسيق مع منظمات دولية للحد من تفشي الوباء من خلال فتح مراكز خاصة لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها وتقديم الرعاية اللازمة لها.

وقال وكيل وزارة الصحة اليمنية علي الوليدي إنهم وزعوا الأدوية والمستلزمات الطبية على المراكز التي خُصصت لاستقبال المصابين بالإسهالات الحادة.

غرف عمليات
وكذلك تم توزيع مادة الكلور وتعقيم المياه في المحافظات التي ظهر فيها الوباء بالشراكة مع بعض المنظمات العربية والدولية، كما تم إنشاء غرفتي عمليات مركزية في كل من عدن وصنعاء، وغرف عمليات فرعية في المحافظات تقوم بالرصد وتقدم التقارير إلى الوزارة مساء كل يوم.

وأضاف للجزيرة نت أن هناك حملات تثقيف صحي في المناطق التي يتفشى فيها الوباء، وهناك دورة تقام هذا الأسبوع بهدف تنفيذ حملة تثقيف صحي من منزل إلى منزل.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات أدت إلى نقصان أعداد الوفيات بالوباء مقارنة مع أعداد المشتبه في إصابتهم بالمرض، كما أن نسبة شفاء المرضى من الكوليرا صارت 99% في المستشفيات مؤخرًا.

وبشأن عدم إدخال اللقاحات إلى اليمن قال الوليدي "ليس لدينا أي تحفظ بهذا الشأن، غير أن هناك وجهات نظر في ذلك ببعض الجهات، كون اللقاحات المتوفرة هي مليون جرعة فقط، وهذا غير كافٍ".

وأضاف "هذا المشروع قائم وسيتم تنفيذه في حال توفر اللقاحات الكافية، والاتفاق بشأن ذلك بين الوزارة والمنظمات الدولية التي ستقدم تلك اللقاحات".

تكثيف الجهود
ودعا المسؤول اليمني المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي إلى تكثيف جهودها للقضاء على وباء الكوليرا، وتقديم موقف واضح من "العبث الذي تقوم به سلطات الانقلاب في صنعاء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها".

بدوره، قال الناطق الرسمي للصليب الأحمر الدولي في اليمن عدنان حزام إن المنظمات الدولية تعمل من أجل السيطرة على وباء الكوليرا من خلال تقديم العون الطبي المتمثل "في المحاليل الطبية ومحاليل الإرواء".

وأكد للجزيرة نت أن الصليب الأحمر يدعم 18 مركزا متخصصا لاستقبال مرضى الكوليرا في 12 محافظة يمنية، ويساهم في علاج نحو 15% من الحالات المشتبه في إصابتها. كما نفذ حملات توعية بكيفية الوقاية من هذا المرض استهدفت قرابة 250 ألف شخص في مناطق مختلفة من البلاد.

وأشار إلى أن البنية الصحية شبه المنهارة تمثل عائقاً كبيراً أمام عمل المنظمات الدولية، الأمر الذي يضاعف العبء عليها في تقديم العون الطبي.

ودعا إلى تكاتف جهود الجميع من أجل القضاء على وباء الكوليرا من خلال دعم وتحييد المنظومة الصحية حتى تؤدي دورها الخدمي على الوجه الأمثل، بالإضافة إلى خلق وعي مجتمعي للوقاية من الأوبئة.

المصدر : الجزيرة