لماذا لم تحقق "جنيف 7" أي خرق للأزمة السورية؟

UN Special Envoy of the Secretary-General for Syria Staffan de Mistura (3rd L) attends a new round of negotiation with Syria's main opposition High Negotiations Committee (HNC) leader Nasr al-Hariri during the Intra Syria talks, at Palais des Nations in Geneva, Switzerland July 14, 2017. REUTERS/Xu Jinquan/Pool
الجولة السابعة من مفاوضات جنيف انتهت من دون إحراز تقدم سياسي (رويترز)

فادي جابر-غازي عنتاب

للمرة السابعة على التوالي نظمت برعاية أممية مفاوضات غير مباشرة في جنيف بين وفدي المعارضة السورية والنظام السوري حيث عقدت عدة اجتماعات بين كل وفد على حدة مع المبعوث الدولي لسوريا ستفان دي ميستورا بالإضافة لاجتماعات أخرى بين المعارضة السورية وسفراء دول أصدقاء الشعب السوري.

أيمن المحمد صحفي وناشط سوري متابع ومهتم بالشأن السياسي يقول إنه يمكن اعتبار الجولة السابعة من مفاوضات جنيف هي الأهم بين الجولات السابقة، ويرد السبب إلى أنها تأتي بعد تثبيت وقف إطلاق النار وتحديد مناطق خفض التصعيد في أستانا من جهة، ومن جهة أخرى اتفاق واشنطن وموسكو وعمان على إقامة منطقة خفض تصعيد في جنوب سوريا بعيدا عن مساري أستانا وجنيف.

ويرى المحمد أن وقف الأعمال القتالية وعمليات القصف يفتح المجال للحديث عن المسار السياسي الذي بقي معطلا طيلة ست سنوات من عمر الثورة، حيث يقول إن النظام السوري يحاول بشكل حثيث إفشاله لأن أي عملية سياسية ستفضي لمرحلة انتقالية لن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءا منها حسب مخرجات جنيف1.

‪أيمن المحمد عزا عدم إحراز تقدم بجنيف إلى اختلاف أولويات وفدي النظام والمعارضة‬ (الجزيرة)
‪أيمن المحمد عزا عدم إحراز تقدم بجنيف إلى اختلاف أولويات وفدي النظام والمعارضة‬ (الجزيرة)

اختلاف الأولويات
ويرد المحمد عدم خروج هذه الجولة بنتائج إلى رفض النظام مناقشة سلة الانتقال السياسية ومحاولة المبعوث الدولي دمج منصات المعارضة الثلاة في وفد واحد، وهو ما تعرقله المنصة المحسوبة على موسكو.

وتقوم محاور مفاوضات جنيف ومنذ جولتها الرابعة حول أربع سلال، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب. وبينما ركز وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري على محور مكافحة الإرهاب، تشدد المعارضة على عملية الانتقال السياسي، وهو ما يعيق فرصة جلوس الطرفين على طاولة مفاوضات واحدة، كما يقول المحمد.

وفي نظرة غير متفائلة بمفاوضات جنيف ترى الناشطة السورية منال أن جولات جنيف باتت مناسبة إعلامية لا أكثر ولا أقل، وتكرار جولاتها مرتبط بالتغييرات الميدانية على الأرض.

وترى منال أن الفكرة الأساسية من محادثات جنيف منذ بدايتها كانت إجبار روسيا والنظام السوري على خوض حرب سياسية مع المعارضة بغطاء أممي.

وتضيف للجزيرة نت "أعتقد أن سبب عدم التوصل إلى نتائج في مفاوضات جنيف7 هو محاولة روسيا الالتفاف والتهرب من مخرجات جنيف1 والتي تحدثت عن تشكيل هيئة حكم انتقالي في سوريا، وهو ما يعني إنهاء دور الأسد في مستقبل سوريا، لذلك ستتكرر الجولات طالما أن روسيا تقوم بهذا الدور".

غربت شمس جنيف السابعة بلا نتائج، وبانتظار عقد جولات قادمة يبدو المشهد متحركا لصالح دمشق من الناحية العسكرية حيث يتقدم جيشها وحلفاؤه شرق سوريا ووسطها وحول العاصمة السورية دمشق، بينما يبدو المشهد السياسي ثابتا أو يكاد يدور حول محور واحد، وهو ماذا نناقش أولا، مكافحة الإرهاب أم الانتقال السياسي؟

المصدر : الجزيرة