"حوار حول الصيام".. برنامج يجمع بين الأديان بأوكرانيا

أثناء تصوير حلقة عن الصيام بين اليهودية والإسلام
تصوير حلقة عن الصيام بين اليهودية والإسلام ضمن برنامج "حوار حول الصيام" بأوكرانيا (الجزيرة)

صفوان جولاق-كييف

كثيرة هي المقاطع والبرامج الإيمانية التي تنتشر في المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان المبارك وغيره من المناسبات والأعياد الدينية في أوكرانيا، وتستهدف معظمها المسلمين دون غيرهم لنشر الوعظ والنصح والوعي وغيرها.

تتيانا سوتشكوفا مخرجة تلفزيونية في مركز "صدى ميديا" للإنتاج التلفزيوني، اعتنقت الإسلام قبل أعوام قليلة وبادرت قبل أسابيع بإنتاج برنامج بتوجه آخر، حمل عنوان "حوار حول الصيام" لاقى ترحيبا بين أوساط المسلمين وغيرهم.

وتقول سوتشكوفا للجزيرة نت "أحب الإقناع بالمنطق بعيدا عن الأسلوب التقليدي، وبات من الصعب أن تعرّف بالإسلام بشكل مباشر، خاصة في مجتمعات تنتشر فيها أديان ومعتقدات كثيرة وتتراجع فيها نسب المهتمين بأمور الدين والفكر عموما بسبب أمور الحياة وتحدياتها".

الصيام بين الأديان
وتضيف شرحا لمبادرتها "فكرة البرنامج هي طرح الصيام كما هو من مصادره، من خلال مقابلات مباشرة بين داعية مسلم مع قساوسة وكهنة وحاخامات ومتعبدين، وهذا الأمر يهم المشاهد لأنه مبني على حوار حضاري، يعكس صورة جميلة عن التعايش، ويفسح المجال أمام التفكير، وربما الاختيار".

المخرجة تتيانا سوتشكوفا مع الداعية طارق سرحان (الجزيرة)
المخرجة تتيانا سوتشكوفا مع الداعية طارق سرحان (الجزيرة)

وتوضح المخرجة الأوكرانية أن فكرة برنامجها جديدة لكنها ليست الأولى في هذا الشأن، فقبلها كانت سلسلة أفلام وثائقية حملت عنوان "التاريخ- العلم- الدين"، تطرقت إلى الصيام والزواج والموت والروح والمال وغيرها من رؤى مختلفة لمفكرين ورجال دين، وكذلك سلسلة "الأخلاق"، وجميعها عرضت على بعض المحطات التلفزيونية في أوكرانيا.

وعن أجواء عمليات التصوير والانطباعات، يقول الداعية طارق سرحان -الذي كان مشاركا أو مقدما في عدد من البرامج المذكورة- للجزيرة "شاركت سابقا في برامج حوارية، كنت أدافع فيها عن الإسلام وأحاول إزالة الشبهات عنه، وعندها كنت أشعر أن الإسلام في قفص الاتهام وسيبقى كذلك في أعين الكثيرين، لكننا نستشعر من خلال مثل هذه المبادرات أن نظرات الإعجاب والإيجاب أكثر، وربما تأثيرها على العامة والنخب أكبر وأعمق، وفي النهاية هذا ما نسعى إليه".

انتقادات مسلمين
لم يخف الداعية أن هذه البرامج تتعرض للانتقاد من المسلمين قبل غيرهم، ويضيف "لماذا نلتقي باليهود وفلسطين محتلة؟ سؤال نقدي يطرح علينا، بل يذهب متشددون إلى انتقاد لقاء المسيحيين وحتى المسؤولين الحكوميين".

الداعية سرحان مع أحد قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في كييف (الجزيرة)
الداعية سرحان مع أحد قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في كييف (الجزيرة)

ويوضح طارق سرحان أن "الدعوة والتعريف لا تستثني أحدا، والحوار حول الصيام وغيره لا يعني الاتفاق على تنازلات أو صلح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مثلا".

ويتابع "جئنا طلبة وتعلمنا على أيادي يهود ومسيحيين وشيوعيين وملحدين، والتعريف بالإسلام لا ولن يستثني فئة، وهذه الفئات لا تضّيق علينا وكثيرا ما تفرح بنا، وبعضهم يغيرون رؤاهم بل يسلمون، في حين لا يأتي من بعض المسلمين المتشددين إلا العرقلة والنقد والجرح للأسف".

أما الراهب الهندوسي أتشيودا فيؤكد على أهمية السماع مباشرة بقوله "أنا أقول دائما.. اسمع مني ولا تسمع عني"، ويضيف "سعدت مؤخرا بزيارة المركز الإسلامي والإفطار فيه مع عدد من رجال الدين الآخرين. من الروعة أن نشهد في أوكرانيا زيارات متبادلة، لأننا لا نريد أن نعاني من الانطوائية والانشغال بالأمور الخلافية كدول أخرى، فالقواسم المشتركة بيننا أهم وأكثر".

المصدر : الجزيرة