الإخوان المسلمون.. وجود قديم في الخليج

لم يكن اسم جماعة الإخوان المسلمين يثير كل هذا الجدل والحساسية داخل منظومة دول الخليج العربي قبل موجات الربيع العربي. ويعود وجود الإخوان على أرض بعض الدول الخليجية إلى مرحلة ما قبل الاستقلال في أربعينيات القرن الماضي.

الكويت
تعد الكويت الدولة الخليجية الأولى التي وصلها الفكر الإخواني عبر الطلبة الذين درسوا في مصر في مراحل مبكرة.

نجح إخوان الكويت في صياغة تفاهمات مع الدولة وزادوا نشاطهم فيها بشكل علني وشرعي تحت مظلة جمعية الإصلاح الاجتماعي، مما انعكس في شكل حضور اجتماعي وسياسي وإعلامي لافت، ويقود الإخوان هناك منذ عقود اتحادات الطلبة، ولهم صحيفة أسبوعية وهيئات إغاثية وخيرية.

ورغم أن العلاقات مع السلطة مرت بمراحل مد وجزر، فإنهم يعدون اليوم كتلة وزارية داخل مجلس الأمة وقد استقبلهم أمير الكويت في أكثر من مناسبة.

السعودية
ظلت السعودية ولسنوات طويلة الملاذ الآمن للقيادات الإخوانية الفارة من حملات القمع والتنكيل التي تعرضوا لها من نظام جمال عبد الناصر في مصر في ستينيات القرن الماضي، وحافظ الأسد في سوريا في الثمانينيات.

ظلت قياداتهم مقربة في عهد الملك فيصل، واتخذ بعضهم مستشارين له مثل السوري معروف الدواليبي والعراقي محمود الصواف، كما كانت أدبيات الإخوان تلقى دعما من الجهات الرسمية في المملكة التي احتضنت مفكريهم مثل محمد قطب شقيق سيد قطب.

وعلى الرغم من أنه لم تعرف كيانات تنظيمية لإخوان سعوديين، فإن المملكة وفرت لهم مؤسسات مساندة مثل رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي.

قطر
ومثلما عليه الحال في السعودية تكرر المشهد بصورة أقل في قطر التي لجأ إليها عدد من قيادات الإخوان في ستينيات القرن الماضي كان أبرزهم الشيخ يوسف القرضاوي الذي عمل مديرا للمعهد الديني الثانوي قبل أن يؤسس كلية الشريعة بجامعة قطر ويتولى عمادتها، إلا أنه لم يضطلع بدور سياسي واقتصر نشاطه على الجوانب الإغاثية والثقافية.

البحرين
مثل الحضور الإخواني في البحرين مفارقة لافتة فهم جزء من القوى المحسوبة على السلطة التي تواجه معارضة شيعية على الأرض، الأمر الذي دفع السلطات البحرينية للنأي بنفسها عن اتخاذ الخطوات التي اتخذتها الإمارات والسعودية مؤخرا ضد الجماعة.

ولفت وضع إخوان البحرين انتباه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، واعتبرهم المثال الأبرز لبيان صعوبة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.

الإمارات العربية
أما في الإمارات العربية التي ترفع اليوم لواء الحرب على جماعة الإخوان المسلمين وعلى تيار الإسلام السياسي عربيا وإقليميا، فقد كان الحضور الإخواني لافتا منذ تأسيس الاتحاد حيث شارك الإخوان في أول حكومة اتحادية في الإمارات عام 1971.

وكان للشخصيات السياسية الإماراتية الإخوانية مثل الوزير سعيد عبد الله سليمان حضور كبير في القطاع التعليمي والتربوي والقضائي في البلاد، كما أمنت الحكومة بعثات تعليمية لإسلاميين مثل موسى أبو مرزوق الذي صار لاحقا رئيس المكتب التنفيذي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومع انطلاق الربيع العربي ودعم الإخوان للثورات الشعبية التي طالبت بإسقاط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، تبدلت الحال وشنت الإمارات حملة شرسة عليهم، اعتقلت خلالها العشرات من القيادات وسحبت الجنسية الإماراتية من عدد منهم، ولم تتردد في تقديم الدعم لكل من له خصومة مع الإخوان في مشارق الأرض ومغاربها.

المصدر : الجزيرة