التعاطف مع قطر.. جريمة في دول الحصار

تترصد الدول المحاصرة لقطر بأشد العقوبات التغريدات والتدوينات وكل المواقف التي لا تتناغم والأزمة التي افتعلتها وفرضتها على المنطقة والعالم.

فبعد يومين من قرار الحصار في الخامس من هذا الشهر أعلنت الإمارات العربية والسعودية والبحرين عن عقوبات أذهلت الحقوقيين والناس جميعا تمثلت في السجن حتى 15 عاما لمن يكتب تعاطفا أو محاباة مع دولة شقيقة عربية مسلمة، أما الغرامات فثروة تبلغ نصف مليون دولار.

وبدأت البحرين بتنفيذ العقوبات الجديدة فعلا بعد أن سجنت محاميا ضبط متلبسا يغرد.

ويكشف ذلك برأي كثيرين عن شرخ بين هذه الحكومات وشعوبها، فتضطر إلى قمعها بطريقة حديدية لمجرد الكلام، فماذا لو فعلت شيئا آخر؟

ويؤكد البعض أن ترك الفضاء الإلكتروني -وهو الوسيلة الوحيدة للتعبير الحر في الدول الثلاث- يشي بأن أكثرية الرأي العام فيها معارضة لقرارات الحكومة، أو أن الحكومة عاجزة عن إقناعها، لذلك أفسحت الميدان لمناصرين وهميين وحقيقيين لحاجتها إلى غطاء شعبي وإن بضربة قاصمة للحريات.

وبهذا تظهر هذه الدول أمام العالم كله بعدما وصمت عشرات الأفراد والكيانات بالإرهاب وهي تنتهك حقوق مواطنيها حسب تعبير مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد، فيما تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن محاولات لغسل العقول بحجب مواقع إعلامية ومنع التعبير.

أما منظمة العفو الدولية فوصفت الإجراءات بالتعسفية لدول لديها سجل في قمع التعبير السلمي.

في المقابل، فإن قطر التي حاصرتها المزاعم والحملات التحريضية وما تلتها من قرارات لم تضيق أي واسع في حرية التعبير، ولم تقفل فضاء ولم تهدد أو تطرد أحدا.

المصدر : الجزيرة