تحية عسكرية إسرائيلية بالأقصى.. الرسالة والدلالة

جنودالقدس-المسجد الأقصى الاحتلال يؤدون تحية عسكرية قبالة قبة الصخرة 2 مايو أيار 2017
أداء التحية العسكرية قبالة الصخرة تم بالتزامن مع اقتحامات للأقصى بمناسبة الاحتفال بقيام إسرائيل (الأوقاف)

أسيل جندي–القدس المحتلة

 

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال المسجد الأقصى المبارك قبل نحو خمسين عاما، أدى جنديان إسرائيليان التحية العسكرية قبالة مصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، بزعم وجود الهيكل في المكان، وهو ما دفع دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لمملكة الأردن إلى اعتبار الحادثة تصرفا بالغ الخطورة.

وتزايدت في الآونة الأخيرة الأساليب الاستفزازية التي يتبعها المستوطنون أثناء اقتحامهم للمسجد الشريف. وبالتزامن مع احتفال الاحتلال بما يسميه يوم الاستقلال أمس، اقتحم 115 مستوطنا باحات الأقصى وبينهم جنود، أقدم اثنان منهم على أداء التحية العسكرية مقابل قبة الصخرة.

وقال رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب إنه أبلغ الحكومة الأردنية بشكل فوري بما حدث، موضحا أن الأخيرة "ستتخذ إجراءات صارمة ردا على التصرف وعلى رأسها إرسال احتجاج خطي رسمي للحكومة الإسرائيلية".

تزايدت في الآونة الأخيرة اقتحامات المستوطنين لباحات الأقصى وتصرفاتهم الاستفزازية
تزايدت في الآونة الأخيرة اقتحامات المستوطنين لباحات الأقصى وتصرفاتهم الاستفزازية

وأكد الخطيب -في حديثه للجزيرة نت- أن الشرطة الإسرائيلية هي التي تسمح للمستوطنين المتطرفين بالتصرف كما يحلو لهم داخل باحات المسجد، مضيفا "سواء ارتدى المستوطنون الزي المدني أم العسكري فهم متطرفون ويحاولون العبث في الأقصى بكل ما أوتوا من قوة بهدف تغيير الوضع التاريخي القائم فيه".

رسائل خطيرة
وحول الرسالة التي يحملها الجنود من خلال أداء التحية العسكرية بالأقصى، أشار الخطيب إلى أن تزامن هذا التصرف مع الاحتفال بما يسمونه يوم الاستقلال الإسرائيلي يعزز خطورة الموقف قائلا إن أداء الجنود التحية أمام الهيكل المزعوم وكأنهم حرروه، لذلك يجب أن يحاكم هؤلاء الجنود ومسؤولو الشرطة الذين سمحوا لهم بالدخول بلباسهم العسكري لهذا المكان المقدس.

ويضاف الانتهاك الجديد لسلسلة انتهاكات اعتاد المستوطنون على استفزاز مشاعر المصلين بها أثناء جولاتهم الاقتحامية لباحات المسجد كخلع الأحذية احتراما منهم لقداسة المكان وفق المعتقدات التلمودية، إضافة لخلع ملابسهم العلوية والمحاولات الدائمة لأداء صلوات تلمودية.

وتكررت أيضا محاولات جماعات يهودية إطلاق طائرات صغيرة مزودة بكاميرات تصوير دقيقة تحلق فوق الأقصى، كإحدى صيحات الاعتداء على المسجد.

ويرى الإعلامي المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصالحة أن ما أقدم الجنود الإسرائيليون على فعله في باحات الأقصى يدلل على ترسيخ رواية أن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية في أذهانهم وأن بناء الهيكل الثالث مكان قبة الصخرة مسألة وقت لا أكثر.

وتطرق مصالحة لسيطرة أوساط اليمين المتطرف على الأجندة التربوية والثقافية ومضامين التعليم في إسرائيل، الأمر الذي ترك أثرا بالغا في أذهان صغار الجنود، وساهم بشكل واضح في وحشية تعاملهم مع أبناء الشعب الفلسطيني.

الخطيب: ما يجري في الأقصى حالة استغلال غير مسبوقة للصمت الدولي
الخطيب: ما يجري في الأقصى حالة استغلال غير مسبوقة للصمت الدولي

وأظهر استطلاع أن 49% من الشباب الإسرائيلي يميل إلى اليمين واليمين المتطرف. وبين الاستطلاع -الذي نشرته دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية خلال العام الجاري بمناسبة مرور 69 عاما على إقامة إسرائيل- أن 17% منهم "تابوا" وعادوا للدين لليهودي، مما يعني وفق مصالحة "الإخلاص للرواية السياسية والدينية اليهودية القائمة على أن لا حق للغرباء في أي شبر من فلسطين".

استغلال الصمت
وفي تعقيبه على ما حدث أمس في باحات الأقصى، قال كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني إن ما يجري في الأقصى والقدس حالة استغلال غير مسبوقة للصمت المريب الذي يلف الموقف الدولي، وحالة الاضطراب والشرذمة التي يعيشها الوطن العربي، بالإضافة لاتجاه أنظار الفلسطينيين لما سيقوله الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنظيرة الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعهما، دون الالتفات لخطورة الانتهاكات بالمقدسات الإسلامية.

وتابع الخطيب أن تصرف الجنود الإسرائيليين يأتي في ظل انشغال الجميع عن القضية الفلسطينية وصرخات الأقصى الذي يتعرض لمشروع تهويدي كبير، مضيفا "أطلقنا صرخة مدوية عام 1996 أن الأقصى في خطر لكن هذه الصرخة ترتفع عاما تلو العام وما من مجيب".

المصدر : الجزيرة