مؤتمر ببيروت لإعادة إعمار دول النزاعات

جلسة افتتاح مؤتمر تمويل إعادة الإعمار ما بعد التحولات العربية
جلسة الافتتاح لمؤتمر تمويل إعادة الإعمار

وسيم الزهيري-بيروت

لم تضع الحروب الدائرة في دول عربية أوزارها حتى اليوم، لكن التفكير في إعادة الإعمار انطلق على أكثر من صعيد، فانعقد مؤتمر في بيروت تحت عنوان "تمويل إعادة الإعمار-ما بعد التحولات العربية" بدعوة من اتحاد المصارف العربية والاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، وركزت المداولات على الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع المصرفي في هذا الشأن.

وأجمع المشاركون على أن إعادة الإعمار تتطلب مبالغ "خيالية"، لكن لا وجود لأرقام محددة يمكن البناء عليها. وقال رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه إن تقديرات دولية ومحلية تشير إلى أن تكلفة إعمار البنى التحتية في دول الصراعات العربية قد تبلغ حوالي تريليون دولار.

وأضاف أن الخسائر الصافية في النشاط الاقتصادي تجاوزت ستمئة مليار دولار، أي ما يعادل 6% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أدت الأحداث إلى عجز في الماليات العامة للدول التي تعاني من الحروب بلغ حوالي 250 مليار دولار بين عامي 2011 و2015. 

في المقابل تحدث الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح عن تضارب كبير في الأرقام، وقال للجزيرة نت إن ذلك يعود إلى أن الحروب لم تنته بعد، ولأنه لا يمكن إجراء معاينة ميدانية دقيقة أيضا.

وعن أهداف المؤتمر، قال فتوح إن من واجب القطاع المصرفي بدء تحضيراته وتسليط الأضواء على موضوع إعادة الإعمار ودراسة التكلفة والخسائر ومدى قدرته على المساهمة، مضيفا أن لقاء اليوم يشكل تحضيرا لمؤتمر ضخم سيعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تحت عنوان "الإعمار والتنمية الاقتصادية".

‪حشد من رجال المال والأعمال العرب يحضرون اللقاء‬ (الجزيرة)
‪حشد من رجال المال والأعمال العرب يحضرون اللقاء‬ (الجزيرة)

دور المصارف
وتشير أرقام اتحاد المصارف العربية إلى أن موجودات القطاع المصرفي العربي بلغت 3.4 تريليونات دولار في نهاية عام 2016، وأصبحت تشكل 140% من حجم الناتج المحلي الإجمالي العربي، كما بلغت الودائع المجمعة حوالي 2.2 تريليون دولار. 

وفي هذا السياق قال مدير إدارة المخاطر في بنك التضامن الإسلامي باليمن نبيل شهالي إن دورا كبيرا ينتظر المصارف العربية في إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية والتنمية، مشددا على أهمية إعطاء دور للشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير الاقتصادات العربية.

وحول إعادة الإعمار في اليمن، قال شهالي للجزيرة نت إن البلاد بحاجة أولا إلى توافق سياسي من أجل التفكير في المرحلة المقبلة، ولفت إلى أن القطاع المصرفي اليمني تضرر بشكل كبير مما أفقده قوته، مؤكدا عدم وجود أرقام دقيقة لحجم الخسائر في اليمن وجميع البلدان التي تعاني من صراعات. 

من جهته قال عبد المنعم محمد فضل المولى نائب المدير العام لمصرف الادخار والتنمية الاجتماعية السوداني إن حجم الدمار كبير جدا في الدول العربية ويحتاج أموالا ضخمة، وأكد للجزيرة نت أن المصارف العربية لديها الإمكانات لتساهم بشكل فعال في إعادة الإعمار.

المصدر : الجزيرة