الإعلام الإسرائيلي يتبنى الرواية الرسمية ويتجاهل إضراب الأسرى

تبنى الإعلام الإسرائيلي الرواية الرسمية بشأن إضراب الأسرى الفلسطينيين وتجاهل الخبر منذ بدايته ثم روج لفيديو نشرته مصلحة السجون الإسرائيلية، زعم أنه للأسير القيادي مروان البرغوثي وهو يتناول الطعام أثناء الإضراب.

وهذه أول مرة يتصدر خبر إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام عناوين الصحف الإسرائيلية بهدف كسر صمود الأسرى. ولم يشكك الإعلام المذكور -الذي صمت لأسابيع عن ظروف الأسرى ومطالبهم- في صحة هذه الرواية، وسارع ونشر صورا مهينة لشخص يمثل كل أسير فلسطيني، بل كل إنسان لا يتوقع أن ثمة من يصوره وهو في الحمام.

وقال المحامي أفنير بينشوق من جمعية حقوق المواطن "لا خلاف في أن تصوير شخص وهو داخل المرحاض هو انتهاك للخصوصية، وحتى داخل الزنزانة حيث يوجد الأسير طيلة الوقت من حقه ألا يصور، ناهيك عن أن نشر هذه الصور، التي من شأنها إهانة وتحقير الشخص، هي مساس خطير بخصوصيته".

ولم يحد الإعلام الإسرائيلي عن حملة التحريض التي شنها الساسة الإسرائيليون على الأسرى المضربين، فوصفوهم بالمخربين والإرهابيين، بل منهم من دعا لتركهم حتى الموت.

في هذا السياق قال الصحفي الإسرائيلي يوسي نيشر إن هذا الإعلام يعكس موقف الشارع الذي ينظر للشأن الفلسطيني من المنظور الأمني، مشيرا إلى أن الرسالة التي وصلت من الأجهزة الأمنية أن الإضراب سياسي وسينكسر. وأضاف أن فيديو البرغوثي يعطي انطباعا بأن الصحافة تجندت لتمرير رسالة الأجهزة الأمنية بهدف كسر الإضراب.

ورغم تراجع تأثير الإعلام الرسمي مقابل الإعلام الحديث، فإن غالبية الإسرائيليين يتبنون الرواية الرسمية فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، وهو ما يعني أن قناعاتهم لا تنبع فقط من تأثرهم بإعلامهم بل من كونهم جزءا من هذه المؤسسة التي ترى نفسها فوق الجميع.

المصدر : الجزيرة