تفجير الراشدين بحلب.. فتّش عن المستفيد

تفجير حي الراشدين.. من الفاعل؟
عشرات الضحايا سقطوا في التفجير (الجزيرة)

صهيب الخلف-حلب

لم يمنع التفجير الذي وقع في حي الراشدين غربي حلب الذي سقط فيه عشرات الضحايا النظام السوري والمعارضة المسلحة من تنفيذ اتفاق المدن الأربع.

وقال التلفزيون التابع للنظام إن التفجير نفذه انتحاري بسيارة ملغـّمة، في وقت قالت مصادر أخرى إن عبوة ناسفة وضعت في سيارة محملة بمواد غذائية بعد عبورها من مناطق سيطرة النظام.
 
ووقع التفجير قبل انتقال الحافلات التي تقل سكان ومقاتلي بلدتي الفوعة وكفريا إلى مناطق سيطرة جيش النظام في مدينة حلب بنحو كيلومتر واحد، مفجرا أيضا أسئلة كثيرة عن الجهة التي تقف وراءه والأهداف التي دفعتها لتنفيذه وتداعياته المحتملة.
 
ويرى منسق فصائل المعارضة المسلحة عبد المنعم زين الدين أن التفجير الذي جرى "ليس من أخلاق الثوار ولا من مبادئهم وقد أدانت الفصائل هذا التفجير في بيانات واضحة"، مشيرا إلى أن النظام "يتاجر حتى بمؤيديه ويضحي بهم عندما تكون له مصلحة في ذلك".

وأضاف زين الدين للجزيرة نت "النظام أراد أن يصرف الأنظار عن مجزرة الكيميائي المروعة التي أعادت تسليط الضوء على بشار الأسد كمجرم حرب ينبغي محاكمته"، مؤكدا أن شهادات كثيرة في موقع التفجير أشارت إلى قدوم السيارة الملغمة من مناطق سيطرة النظام.

وأوضح أن الدقائق الأولى بعد التفجير "أظهرت بوضوح المبادئ السامية التي يتحلى بها أصحاب الثورة حيث علاجوا الشيوخ والأطفال من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا دون تمييز بينهم وبين المصابين من مقاتلي المعارضة المسلحة الذين أصيبوا أيضا في التفجير، مثبتين من خلال ذلك أن النظام وحده هو الطائفي البغيض الذي استجلب المليشيات الطائفية".

التزام
وغير بعيد عن الرأي السابق، اعتبر مصدر في هيئة تحرير الشام -رفض ذكر اسمه- أن من يقف وراء التفجير أراد أن يفشل الاتفاق ويجعل حياة سكان مضايا والبلدات الأخرى قرب دمشق في خطر محدق.

وأضاف المصدر للجزيرة نت أن الهيئة "ماضية في تنفيذ الاتفاق وحافظت على المبادئ والثوابت طيلة فترة المفاوضات حرصا منها على مصير السكان هناك ولإنقاذهم وحمايتهم "، مؤكدا أن هدف الاتفاق النهائي هو وصول سكان الزبداني إلى مناطق سيطرة المعارضة سالمين بعد محاولات حزب الله اللبناني الحثيثة اقتحام المدينة.

وعن مواقف أطراف التفاوض الذين توصلوا إلى اتفاق المدن الأربع، قال الصحفي حسام محمد إن المفاوضين من هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية لم يكونوا على شقاق حيال توقيع الاتفاق أو تنفيذ بنوده.

وأضاف أنه على النقيض من هذا التوافق بين المعارضة المسلحة "كان الشقاق عند الطرف المقابل حيث وجدت خلافات حادة بين نظام الأسد من جهة والطرف الإيراني من جهة أخرى، مما يجعل أحد الطرفين أو كليهما في خانة الشك حيال التفجير".
 
ورجح محمد تورط روسيا في التفجير بشكل مباشر أو غير مباشر قائلا إنها تريد أن تزعج إيران التي تعتبر الاتفاق تقوية لموقفها فيما وصفه بالهلال الشيعي في سوريا والعراق ولبنان، كما حذر من احتمال إقدام النظام على قصف المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة بشكل مكثف "انتقاما لإرضاء الطرف الإيراني".
 
وبموجب اتفاق المدن الأربع وصل إلى إدلب ٢٣٢٥ شخصا بينهم مقاتلون من المعارضة المسلحة قادمون من بلدتي مضايا وبقين عبر المناطق التي يسيطر عليها جيش النظام، في حين خرج من الفوعة وكفريا نحو ٥٠٠٠ شخص بينهم مقاتلون من المليشيات المساندة للنظام.

ويتوقع أن يستأنف تنفيذ بنود الاتفاق بإخراج ١٥٠٠ من المعتقلين في سجون النظام على ثلاث دفعات، وأن يستكمل إخراج سكان الزبداني وبلودان غربي دمشق إلى إدلب ونحو ٣٠٠٠ ممن بقي من سكان الفوعة وكفريا إلى مناطق سيطرة جيش النظام.

المصدر : الجزيرة