"موسم الموت" في الصومال يجبر الآلاف على الفرار

– شدة الجفاف أجبرت القرويين في إقليم أرض الصومال على النزوح من مناطقهم ،إبريل 2016
الجفاف أجبر القرويين في أقاليم بالصومال على النزوح من مناطقهم (الجزيرة)

يفر سكان قرى جنوب غرب الصومال بحثا عن الغذاء مع قرب ما يُسمى "موسم الموت"، حيث الأمطار القليلة والمحاصيل شبه المعدومة تهدد بتحويل الجفاف الحالي إلى مجاعة.

وقد حذرت الأمم المتحدة مؤخرا من "أسوأ أزمة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية" مع خطر حدوث مجاعة تشهدها مناطق أخرى مثل جنوب السودان والصومال واليمن ونيجيريا.

وما زالت ذكرى مجاعة 2011 التي أودت بحياة 250 ألف شخص حية في ذاكرة الصوماليين، بينما يرى البعض أن الوضع الحالي أسوأ، فقد نقص الغذاء أولا ثم جفت الآبار، وما تبقى من المياه ملوث وهو ما أدى إلى انتشار الكوليرا في بعض القرى.

ويقول مراسل الجزيرة جامع نور إن إقليم بيداوا من أكثر الأقاليم الصومالية تأثرا بالجفاف الذي يضرب البلاد، وهو ما أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية وهلاك المواشي.

ويشير المراسل إلى أن حكومة الإقليم وجهت نداءات للمنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة، لافتا إلى أن استجابة هذه المنظمات ما زالت ضعيفة.

ماريا إبراهيم وأولادها السبعة وعائلتان من الجيران كانوا آخر السكان الذين هجروا قريتهم الواقعة في جنوب غرب الصومال بحثا عن الغذاء.

أما مسلمة كوسو التي ولدت مع المجاعة قبل 25 عاما ونجت من تلك التي حدثت في 2011، فقد أجبرها الجفاف هذه السنة للمرة الأولى على ترك بيتها، فغادرت قرية روبي مطلع مارس/آذار الجاري ومشت أربعة أيام باتجاه الشمال مع أولادها الستة لتصل إلى بيداوا. وعندما سئلت عن السبب قالت وهي تومئ بيدها إلى فمها "العطش.. الجوع".

‪أكثر من 11 ألفا أصيبوا بالكوليرا منذ بداية العام بحسب الأمم المتحدة‬  (الجزيرة)
‪أكثر من 11 ألفا أصيبوا بالكوليرا منذ بداية العام بحسب الأمم المتحدة‬  (الجزيرة)

نازحون مرضى
وفي مركز "ديغ رور" الذي يعني "أول الأمطار"، يوضح عبد الرحيم محمد أن أعداد المرضى الجدد تزيد بوتيرة أكبر من قدرة برنامج المساعدة الغذائية الذي تدعمه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

وفي فبراير/شباط الماضي استقبل المركز 75 طفلا، وهو عدد أكبر بمرتين عما استقبله في الشهر السابق له، وتوقع محمد أن يرتفع العدد بمقدار الضعف.

لكن الحالات الأكثر حرجا أرسلت إلى مستشفى المدينة. هؤلاء هم المصابون بضعف كبير يعرقل تغذيتهم أو بأمراض مثل الكوليرا التي أدت إلى وفاة 286 شخصا من أصل 11 ألفا أصيبوا بالمرض منذ بداية العام في الصومال.

ولا يكف مخيم النازحين في بيداوا عن التوسع، ففي فبراير/شباط الماضي تم تسجيل 3967 عائلة حسب الأمم المتحدة. وبلغ العدد في الأسبوع الأول من الشهر الجاري 2929 عائلة، مما يعني أن نحو 2500 شخص يصلون يوميا إلى بيداوا.

ويقيم هؤلاء في ظروف قاسية جدا، فبعد الظهر تبلغ الحرارة نحو أربعين درجة مئوية، وتعصف رياح ساخنة بممرات المخيم.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية