مرشح الحكومة نقيبا للصحفيين بمصر

عمليات الفرز استمرت حتى مطلع الفجر وشهدت تجاذبت انتهت بإعلان أسماء محسوبة على السلطة وأخرى على الاسلاميين والناصريين. (تصوير خاص من داخل قاعة الفرز بداخل نقابة الصحفيين ـ القاهرة ـ 18 مارس 2017 ).
فرز الأصوات استمر إلى مطلع الفجر (الجزيرة)
عبد الله حامد-القاهرة

أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين في مصر فوز عبد المحسن سلامة بمقعد نقيب الصحفيين، مع ستة أعضاء ينتمي اثنان منهم لنفس مؤسسة النقيب الصحفية "الأهرام" بينما ينتمي عضوان آخران لمؤسستين صحفيتين حكوميتين هما "روز اليوسف" و "دار التحرير" ويتبع الاثنان الأخيران لصحف خاصة.

وجرت اشتباكات بالأيدي قبيل إعلان النتيجة بين الصحفيين فيما بينهم وبينهم وبين قاض ومشرفين على عمليات الفرز، بينما عبّر صحفيون عن اعتقادهم بأن الاشتباكات مفتعلة لتمرير أوراق انتخابية تدعم مرشحين بعينهم لصناديق الفرز، خاصة مع سهولة تمرير الأوراق وسط الهرج بين الجموع.

حشود متضادة
وتباينت تحليلات الصحفيين لنتائج الانتخابات، ما بين من يرجعها لنجاح الحشد الضخم للمؤسسات الصحفية الحكومية، بمواجهة حشد للتيار الناصري المتحالف مع اليسار، في ظل انعدام أصوات الإسلاميين الذين يقبع عشرات منهم بالسجون، وبعضهم هارب على ذمة قضايا نشر وانتماء لكيانات محظورة، وآخرون خارج البلاد.

‪اشتباكات بين الصحفيين وقاض وموظفي الفرز هددت سلامة عملية فرز الأصوات‬ اشتباكات بين الصحفيين وقاض وموظفي الفرز هددت سلامة عملية فرز الأصوات (الجزيرة)
‪اشتباكات بين الصحفيين وقاض وموظفي الفرز هددت سلامة عملية فرز الأصوات‬ اشتباكات بين الصحفيين وقاض وموظفي الفرز هددت سلامة عملية فرز الأصوات (الجزيرة)

ورغم ذلك، نجح أحد المحسوبين علي الإسلاميين وهو الصحفي محمد خراجة، بينما كاد ينجح الصحفي مصطفى عبيدو الذي واجه حملة شرسة من فضائيات مقربة للحكومة لظهوره على منصة اعتصام رابعة عام 2013.

ورغم دعم الحكومة للنقيب الجديد وقائمته، فإنها لم تدعم أيا من المرشحات لعضوية المجلس، حيث سقطت 14 مرشحة.

كما اعتبر البعض أن خسارة النقيب السابق يحيى قلاش كانت بمثابة عقاب تصويتي ضد "نقيب تسبب في تدهور العلاقة مع الدولة" إلا أن فوز عمرو بدر الذي اقتحمت الشرطة النقابة لاقتياده نسف هذا الطرح.

وبينما وجّه النقيب الفائز رسالة شكر لعدد من الكتاب المقربين من السلطة الذين ساندوه، شكر النقيبُ السابق الصحفيين مؤكدا أنه سعيد بما قدمه لهم وأنه سيواصل دعمه للنقابة كعضو في الجمعية العمومية.

وقال الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي إن نتائج الانتخابات عكست حالة الحراك الحادثة داخل كتلة الثلاثين من يونيو/حزيران 2013، إذ كانت غالبية المرشحين محسوبة على هذا التكتل، ومع ذلك جرى تبادل الاتهامات بالتبعية للأمن والتحالف مع الإسلاميين.

وتوقع الهتيمي في حديثه للجزيرة نت أن "حالة من الهدوء ستسود بين أطراف معادلة الانتخابات، خاصة وأن الدولة استشعرت انتصارا في هذه المعركة ومن ثم فلا داعي للتصعيد مع الصحفيين، ذلك أن بعض الأطراف كالإسلاميين شاركوا على استحياء، وليس مستبعدا أن تبذل الدولة جهدا من أجل إزالة الاحتقان داخل النقابة عبر تلبية عدد من الوعود التي قدمها سلامة لإسكات المناوئين وإظهار أن الأمور تسير نحو الأفضل بعد قلاش".

‪اللجنة المشرفة على الانتخابات تعلن فوز مرشح الحكومة نقيبا للصحفيين‬ اللجنة المشرفة على الانتخابات تعلن فوز مرشح الحكومة نقيبا للصحفيين (الجزيرة)
‪اللجنة المشرفة على الانتخابات تعلن فوز مرشح الحكومة نقيبا للصحفيين‬ اللجنة المشرفة على الانتخابات تعلن فوز مرشح الحكومة نقيبا للصحفيين (الجزيرة)

معركة السلّم
من جهته، رأى الصحفي أحمد عبد العزيز أن "فوز مرشح السلطة بمقعد نقيب الصحفيين يعني العودة مرة أخرى للحشد المؤسساتي، ويعني عودة دولة مبارك من جديد، وهو ما يجعل من المهم الحفاظ على النقابة في الفترة القادمة ووقف أي زحف حكومي عليها".

واعتبر أن "نجاح عمرو بدر سقوط لوزارة الداخلية في نقابة الصحفيين، حيث اقتحمت الداخلية النقابة لاقتياده للسجن على خلفية اتهامه بنشر أخبار كاذبة، فضلا عن فوز تيار الاستقلال بأربعة من ستة مقاعد" بالمجلس الجديد.

وتابع عبد العزيز في حديثه للجزيرة نت أن "خلاصة انتخابات الصحفيين تقول إن مقعد النقيب للحكومة والمجلس للمعارضة، وأحدهم ـوهو خراجةـ محسوب على تيار معارض بشدة للحكومة ونال قسطا كبيرا من الهجوم عليه من قنوات السلطة".

وفيما يتعلق بمعركة سلالم النقابة، قال المتحدث "إن السلطة ربحت معركة النقيب لكنها لم ولن تربح معركة السلم، فلن يمروا إليه سوى على أجساد الصحفيين، وسيبقى صوتا للمظلومين وسوطا للظالمين".

وأكد رئيس لجنة الأداء النقابي علي القماش أن إسرائيل كانت وراء سقوط عدد من الصحفيين الذين سافروا إليها، حيث رفض الصحفيون مبرراتهم، باستثناء عضو واحد جديد التحق بالمجلس.

المصدر : الجزيرة