معركة غربي الموصل بين الواقعية والتحديات

Iraqi army vehicles gather outside a building used by Iraqi security forces to check residents' ID cards in a search for Islamic State fighters in Mosul, Iraq February 16, 2017. Picture taken February 16, 2017. REUTERS/Khalid al Mousily
قوات عراقية أثناء انتشارها في أحد أحياء الموصل في وقت سابق من هذا الشهر (رويترز)

                                                                       

أمير فندي – أربيل

يبدو أن قائد قوات التحالف الدولي ستيفن تاونسند لم يطلق تصريحه الأخير عن صعوبة معركة الموصل اعتباطا، فها هي جحافل القوات العراقية تقف منذ أيام عند عتبات محيط الموصل من جهتيها الغربية والجنوبية، دون أن تتمكن من تحقيق تقدم كبير.

ورغم ذلك، هناك من يخالف القائد الأميركي ومعظم المحللين العسكريين في مسألة صعوبة هذه المعركة ومستوى التحديات التي تواجه كلا الطرفين، ففي تصريح للجزيرة نت أكد المحلل العسكري مؤيد الجحيشي أن معركة الجزء الغربي من الموصل لن تكون صعبة على الجيش العراقي، معللا ذلك بطبيعة أحياء الجانب الغربي من المدينة.

وقال جازما إنها ستكون سهلة، لأن معظم أحياء هذا الجانب من المدينة ذات أزقة وممرات ضيقة ومزدحمة، وبالتالي فإن تنظيم الدولة لن يتمكن من استخدام أسلحته التقليدية وخصوصا العربات الملغمة، وهو ما سيفقده أهم سلاح ردع يمتلكه.

الجحيشي: المعركة غربي الموصل ستكون سهلة على الجيش العراقي (الجزيرة)
الجحيشي: المعركة غربي الموصل ستكون سهلة على الجيش العراقي (الجزيرة)

ويرى المراقبون أن الجيش العراقي اكتسب خبرة جيدة خلال حربه في الجزء الشرقي من الموصل وغيرها من المدن العراقية التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، وتعرف على أسلوبه في القتال داخل المدن والشوارع، وهو ما يرجح كفة الجيش خصوصا أنه يمتلك أسلحة أكثر تطورا من التي يمتلكها التنظيم، إضافة إلى الغطاء الجوي الذي يؤمنه التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي.

إلا أن ذلك يبقى استنتاجا يستند إلى معطيات محددة، فقد تكون هناك تحولات جديدة ومباغتة تقلب الطاولة لصالح التنظيم، خصوصا عقب بروز خلافات حادة بين قطاعات الجيش العراقي وتشكيلاته والمليشيات التي ترافقه في هذه المعركة.

وقد سجلت الأيام الأخيرة مقتل ضابط وجرح عدد من الجنود عقب خلاف نشب بين قوة من الجيش وقوة مكافحة الإرهاب التي تعتبر نفسها اليد الضاربة.

خريطة غربي الموصل (الجانب الأيمن) وتبين مواقع ارتكاز القوات العراقية قبل الهجوم (الجزيرة)
خريطة غربي الموصل (الجانب الأيمن) وتبين مواقع ارتكاز القوات العراقية قبل الهجوم (الجزيرة)

طبيعة الأرض
ويتشكل الجانب الغربي للموصل من 94 حيا، ومعظم هذه الأحياء صغيرة وذات أزقة ضيقة وكثافة سكانية عالية، ونحو ثلث مباني هذا الجانب هي أبنية رسمية ومنشآت حكومية، أهمها مطار الموصل الدولي الذي يحاول الجيش العراقي حاليا الوصول إليه.

ويبدو أن الجيش أنجز خطوة كبيرة على طريق السيطرة على المطار بتمكنه من السيطرة على قرية البوسيف التي تطل على المطار مباشرة، لكنه يبقى هدفا صعبا حتى الآن، خاصة أن تنظيم الدولة -بحسب مصادر من داخل الموصل- دفع بخيرة مقاتليه إلى محيط هذا المطار، مزودين بعشرات العربات الملغمة والأسلحة المتوسطة، إضافة إلى طائرات مسيرة محملة بقنابل شديدة الانفجار.

ونصح الجحيشي الجيش العراقي بفتح ممر آمن لمقاتلي تنظيم الدولة من جهة الغرب وصولا إلى الأراضي السورية، لدفعهم للخروج من الموصل إلى سوريا، معتبرا أن من شأن مثل هذه الخطوة أن تحسم الحرب لصالح الجيش العراقي في وقت أسرع.

وأضاف أنه ليس من المنطقي أن تحاصر مقاتلا جاء من الخارج ليموت هنا، فهذا سيدفعه للقتال حتى آخر رمق، مشيرا إلى أن من المنطق أن يُترك مجال لهذا المقاتل للهرب مما يضمن بالتالي عدم مشاركته في الحرب.

المصدر : الجزيرة