ردود متباينة على مبادرة مقتدى الصدر

Prominent Iraqi Shi'ite cleric Moqtada al-Sadr speaks during news conference in Najaf, south of Baghdad, April 30, 2016. REUTERS/Alaa Al-Marjani
الصدر عرض مبادرته بينما تأمل الحكومة العراقية التغلب على تنظيم الدولة خلال بضعة أشهر (رويترز)

الجزيرة نت-بغداد

 
عرض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مبادرة لمرحلة ما بعد تحرير مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، وبينما رحبت بعض الأطراف بما اعتبرته نقاطا إيجابية فيها، اعتبرت أطراف شيعية أنها تتجاوز مبادرة التسوية الوطنية التي عرضها سابقا التحالف الوطني، وتلامس خطوطا حمراء.

وقال الصدر -في كلمة بثت عبر التلفزيون- أن مبادرته المتضمنة 29 بندا تستهدف إبعاد كل المخاطر المحتملة التي يسعى إليها "أعداء الوطن من أجل جر العراق إلى الهاوية".

وتدعو المبادرة إلى فتح حوار شامل للمصالحة يشمل جميع الطوائف والمكونات والتوجهات برعاية علماء الدين، على ألا تشمل المصالحة حزب البعث (الذي حظرته السلطات).

كما تدعو لإنشاء صندوق دولي لدعم حملة الإعمار في جميع المناطق المتضررة بالداخل تحت إشراف الحكومة، وتأمين الحدود بواسطة الجيش العراقي وقوات حرس الحدود حصرا (في إشارة لرفضه نشر الحشد الشعبي على الحدود) وخروج جميع القوات المحتلة بل والصديقة من البلاد.

‪الشابندر: إشارة الصدر لرفض الوجود الإيراني بالعراق كانت واضحة‬ الشابندر: إشارة الصدر لرفض الوجود الإيراني بالعراق كانت واضحة (الجزيرة نت)
‪الشابندر: إشارة الصدر لرفض الوجود الإيراني بالعراق كانت واضحة‬ الشابندر: إشارة الصدر لرفض الوجود الإيراني بالعراق كانت واضحة (الجزيرة نت)

مواقف متباينة
ورحبت أطراف سياسية سُنية بمقترحات الصدر إذ تجد أن بعض بنودها يتطلب تنفيذا سريعا، بينما اعتبرت أطراف شيعية مبادرته محاولة لتجاوز ما طرحه التحالف الوطني من تسوية شاملة، وأنها لامست خطوطا حمراء لا يجرؤ أي طرف على الحديث عنها.

ويعتبر النائب عن تحالف القوى العراقية مطشر السوداني أن المبادرة تضمنت فقرات ليس بالسهولة التحدث عنها صراحة، خاصة ما يتعلق بملف النازحين.

ولفت إلى أن الصدر تأخر في طرح مبادرته، ورأى أن الجميع أصبح يعي أن العراق يسير في الاتجاه الخاطئ، وأن العملية السياسية لم تنتج إلا الخراب، حتى صار الكل يبحث عن حل للأزمة، على حد قوله.

وفي ما يخص الحلول المقترحة في المبادرة للمناطق السنية -التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة-يرى السوداني أن بعض النقاط تحتاج لتنفيذ فوري، خاصة ما يتعلق بعودة النازحين لمناطقهم، وهو ما لم يتم تنفيذه رغم صدور قرارات حكومية بهذا الشأن.

أما المفكر الإسلامي غالب الشابندر، فيرى أن الصدر أراد بمبادرته موازاة التسوية الشاملة التي طرحها رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم الذي يسعى لإقناع الشركاء السياسيين بها.

وقال إن الصدر تطرق لنقاط حساسة، وأضاف أن إشارته كانت واضحة لرفض الوجود الإيراني في البلاد، وهو مطلب خفي للتحالف الوطني الذي يجد أنه يتحمل مسؤولية احتلال ثان للعراق، وفق تعبيره.

كما قال الشابندر إن المرجعية (الشيعية) راضية عن النقاط التي عرضها الصدر بما أنها تطابق مواقفها، في حين تقف أطراف سياسية عراقية وإيران ضدها.

‪الفيلي أشار إلى أن من شروط نجاح المبادرات اقتناع الأطراف السياسية بها‬ الفيلي أشار إلى أن من شروط نجاح المبادرات اقتناع الأطراف السياسية بها (الجزيرة نت)
‪الفيلي أشار إلى أن من شروط نجاح المبادرات اقتناع الأطراف السياسية بها‬ الفيلي أشار إلى أن من شروط نجاح المبادرات اقتناع الأطراف السياسية بها (الجزيرة نت)

أزمة ثقة
ويتفق النائب السابق وائل عبد اللطيف مع الشابندر بشأن قدرة الصدر على انتقاد ومناقشة القضايا الحساسة، وقال إنه لا أحد يستطيع التحدث سلبا عن الحشد الشعبي. ورأى أن طروحات الصدر منطقية حيال دمج بعض عناصر الحشد بالقوات الأمنية في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة.

وقال إن الشيعة يسيطرون على كامل المؤسسات الأمنية، وبالتالي لا حاجة لمؤسسة شبيهة بما موجود في إيران، وفق تعبيره. ويعترف عبد اللطيف بوجود أزمة ثقة بين أطراف التحالف الوطني، وهو أمر اعتمده الصدر في تعامله مع مشروع التسوية الذي عرضه الحكيم، قائلا إن الآخرين سيسعون بدورهم لإفشال مبادرة الصدر.

مرحلة حساسة
وترهن أطراف سياسية استقرار العراق -بعد القضاء على تنظيم الدولة- ببقاء الأطراف التي تؤمن لها وجودها وسيطرتها على الأرض، وفق ما يراه المحلل السياسي عصام الفيلي الذي قال إن مبادرة الصدر تأتي في مرحلة حساسة خاصة أن العراق لا يملك رؤية موحدة حول مرحلة ما بعد تنظيم الدولة.

وأضاف الفيلي أن هناك من يرغب ببقاء الأميركيين، في حين أن آخرين يعتقدون أن عناصر الحشد الشعبي أولى بمسك الأرض بعد تحرير المناطق السنية، وهو ما يشكل مشكلة كبيرة، وفق تعبيره. كما قال الفيلي إن كثيرا من المبادرات بحاجة للتفعيل، ولاقتناع الأطراف المشاركة في العملية السياسية بها.

المصدر : الجزيرة