اللاجئون العراقيون بالأردن.. كرامة مسلوبة

صور لتجمع لاجئين عراقيين في الأردن خلال العيد.
تجمع لاجئين عراقيين في الأردن خلال العيد (الجزيرة-أرشيف)

رائد عواد-عمّان

ضاقت الدنيا باللاجئ العراقي مدحت حاتم إلا من رحمة الله ومن بعده الجهات الخيرية الداعمة للمرضى، 27 عاما من معاناة المرض لفلذة كبده مع مرضى التلاسيميا حطمت آماله بعيش كريم، وسط مبالغ خيالية لا طائل له بها لعلاج يتجاوز شهريا عشرة آلاف دولار لإزالة الحديد الزائد من جسم مريض التلاسيميا.

ويتلقى ابنه العلاج دون التفاتة حكومية من السفارة العراقية وحتى المفوضية التي قطعت عنهم الأدوية منذ عام، وكله أمل بالهجرة إلى الخارج لتقديم علاج مثالي يريحه وعائلته، بينما ترقد ابنته البالغة من العمر 29 عاما على سرير الشفاء هي الأخرى للتعافي من مرض السكري المزمن.

ولا تختلف شيئا حالُ فارس جاسم مع معاناة اللجوء والمرض، فهو لا يعيش إلا على المساعدات من أصحاب الخير، وبعض الأدوية التي تصرفها المفوضية الدولية لعلاج ابنه المصاب بالصرع، من دون أي تأمينات صحية خارجية من السفارة العراقية أو المفوضية.

ويقول جاسم إنه قدم منذ أربع سنوات ونصف السنة طلبا للهجرة إلى أميركا عن طريق المفوضية لتحسين ظروفه وعلاج ابنه الوحيد، إلا أن الطلب جوبه بالرفض دون إبداء الأسباب ما استدعاه لاستئناف الطلب من جديد منذ العام الماضي، ولم يصله أي رد رسمي منذ ذلك الوقت، من دون أن يجد عملا شريفا في الأردن لعدم حصوله على تصريح خاص للعمل، وهو ما يعرضه للخطر والسجن في حال مخالفة ذلك.

‪عائلة عراقية لاجئة في الأردن‬ عائلة عراقية لاجئة في الأردن (الجزيرة)
‪عائلة عراقية لاجئة في الأردن‬ عائلة عراقية لاجئة في الأردن (الجزيرة)

واقع مرير
ولا تختلف معاناة اللاجئين العراقيين في الأردن عن غيرها من لاجئين آخرين تشردوا من بلدانهم بحثا عن كرامة الإنسان وهربا من جحيم الموت والدمار.

على أن واقع معاناة اللاجئين العراقيين في المملكة والمسجلين رسميا في مفوضية اللاجئين الدولية تتفاوت من حيث قلة ذات اليد، والوضع المعيشي العام، ووجود مرضى أو حالات احتياجات خاصة تثقل كاهل اللاجئين فوق لجوئهم.

ووفق المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين، فإن عدد العراقيين المسجلين رسميا في الأردن حتى بداية الشهر الحالي 61 ألف لاجئ، قد لا يوجدون كلهم داخل المملكة لهجرتهم لدول أوروبية وأميركا وكندا وغيرها.

واستقبل الأردن كغيره من الدول المجاورة للعراق قبل ثلاثة أعوام المئات من المهجرين من مسيحيي الموصل بعد سيطرة تنظيم الدولة على المدينة عام 2014، في أوضاع يصفها الكاتب السياسي وليد الزبيدي بأنها من أسوأ الظروف.

ويضيف الزبيدي أن الكتل السياسية العراقية تبحث عن المكاسب ولا تقدم حلولا مصيرية بحق خمسة ملايين مهجر عراقي بالداخل والخارج، إضافة إلى هروب أكثر من عشرين ألف كفاءة خارج العراق، فضلا عن وجود مئات الآلاف من المعتقلين في أربعمئة سجن سري داخل البلاد.

المصدر : الجزيرة