أهالي مضايا السورية يطالبون بإنهاء الحصار والقصف

بلدة مضايا
قصف قوات النظام على بلدة مضايا في وقت سابق (الجزيرة)

 سلافة جبور-دمشق

"باتت تفاصيل معاناتنا اليومية مملة لكثيرين، يمرون بها مرور الكرام وهم يتصفحون نشرات أخبار الحرب السورية، دون أن يعرفوا أن كل يوم جديد من الحصار والقصف يعني بالنسبة لنا موتا جديدا".

لم تجد مواطنة سورية خيرا من هذه الكلمات لتعبر للجزيرة نت عن معاناة سكان بلدتها "مضايا" الواقعة في ريف دمشق الغربي.

وتناشد أم مجد كافة الأطراف القادرة على الضغط على النظام السوري وحزب الله اللبناني لإنهاء حصار البلدة، والتوقف عن استهداف سكانها بالقصف والتجويع.

ويعيش في هذه البلدة الجبلية ما يقارب أربعين ألف نسمة في ظروف معيشية قاسية تفتقد لأبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء، وتزيد من وطأتها فقدان وسائل التدفئة في ظل برد قارس، عازية الأمر إلى الحصار المطبق الذي يفرضه النظام وحزب الله منذ نحو عام ونصف العام.

ويعد الشهران الأخيران الأشد وطأة -وفق العديد من سكان مضايا- مع ارتفاع وتيرة القصف والقنص التي أوقعت عشرات الضحايا والجرحى، وتسببت في دمار المزيد من المنازل التي تؤوي كل منها عشرات المدنيين وتحميهم -ولو جزئيا- من الموت.

ويؤكد أحد ناشطي البلدة صعوبة الظروف المعيشية في مضايا مع نفاد كافة أنواع الوقود والأخشاب، والشح الكبير في الأدوية والتحذيرات من نفاد المواد الغذائية.

ويضيف الناشط الإعلامي حسام محمد -للجزيرة نت- أن الناس لجؤوا لحرق ما تبقى لديهم من أثاث وأقمشة بهدف الحصول على بعض الدفء مع تدني درجات الحرارة في البلدة الجبلية، أما مخزون المواد الغذائية فقد اقترب من الانتهاء مع استهلاك آخر ما حصلوا عليه من مساعدات أممية أواخر العام الفائت.

سكان مضايا يؤثرون البقاء بالبيوت في ظل الحصار
سكان مضايا يؤثرون البقاء بالبيوت في ظل الحصار

الوضع الطبي
وبالنسبة للوضع الطبي فيعد من الأسوأ حالا، مع تزايد انتشار الأمراض وارتفاع أعداد جرحى القصف والقنص الذين يقوم على علاجهم طبيب بيطري يساعده طالبا طب أسنان في ظل غياب الأطباء والكوادر المختصة عن البلدة وعدم توافر المعدات الطبية اللازمة لعلاج الحالات الحرجة.

ونتيجة تدني مستوى الرعاية الطبية في مضايا توفي سبعة مدنيين خلال الشهر الحالي، منهم امرأة حامل وافتها المنية مع طفلها أثناء الولادة، وشاب في الثلاثين من عمره لم يصمد طويلا أمام مرض الفشل الكلوي.

كما أدى القصف العنيف إلى وفاة خمسة أشخاص خلال الأيام الأخيرة الماضية منهم طفل لم يكمل الثانية من عمره، مع استمرار استهداف المدارس والمعاهد والمساجد ومنازل المدنيين من قبل الحواجز العسكرية المحيطة والتي يسيطر عليها بشكل أساسي مقاتلو حزب الله.

مسن يجسد مأساة مضايا
مسن يجسد مأساة مضايا

مناشدة
ويناشد أهالي مضايا كل من يستطيع التدخل لحل أزمتهم والممتدة منذ أكثر من عام ونصف العام، وذلك إثر دخولها في اتفاقية "البلدات الأربع" والتي تربط مصير مضايا والزبداني بريف دمشق ببلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب المحاصرتين من قبل المعارضة.

ووفق الناشط الإعلامي، لم يعد أهالي مضايا يهتمون بدخول القوافل الإغاثية "غير المجدية" وإنما يشكل فك الحصار وفتح الممرات الإنسانية وإدخال العيادات المتنقلة أهم مطالبهم، إضافة لتنفيذ باقي بنود اتفاقية البلدات الأربع ووقف القصف والأعمال العسكرية بشكل نهائي.

ويختتم محمد "أصابنا اليأس من إسماع صوتنا للعالم، فالوضع الميداني في مدينة إدلب يطغى على المشهد، والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ما عادت تقدم لنا سوى التنديد والمطالبة وإحصاء عدد الشهداء. كم سمعت من حولي يتمنون الموت العاجل على إكمال حياتهم تحت الحصار والقصف والبرد".

المصدر : الجزيرة