من يدعم حفتر في حربه على اتفاق الصخيرات؟
وتضمن إعلان حفتر رفضه الخضوع للمؤسسات المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، في إشارة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.
وفي أقوى إشارة على أنه قد يرشح نفسه لرئاسة ليبيا العام المقبل، قال حفتر إنه لن يستمع إلا لما وصفه بـ"صوت الشعب الليبي الحر"، وهو ما اعتبره محللون إشارة قوية على توجهه لترشيح نفسه رئيسا لليبيا.
تهديد ووعيد
وفي لهجة تحدٍّ للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، ربط حفتر بين إعلانه نهاية اتفاق الصخيرات وبين ما قال إنه تهديد ووعيد تتعرض لها قواته باتخاذ إجراءات دولية صارمة ضد قيادتها إذا ما أقدمت على أي خطوة خارج نطاق المجموعة الدولية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
واللافت أن إعلان حفتر لم يحظ بأي تأييد من أي جهة محلية أو إقليمية أو دولية، بل على العكس فإن كافة المواقف التي صدرت أعلنت رفضها لإعلان نهاية اتفاق الصخيرات.
وجدد رئيس المجلس الرئاسي الالتزام بإجراء الانتخابات في ليبيا خلال 2018، وأنه لن يسمح بوجود فراغ تملؤه الفوضى والانتهاكات ويتسلل إليه التطرف والإرهاب، داعيا الليبيين في الداخل والخارج للتسجيل والمشاركة في الانتخابات.
تصدع في معسكر حفتر
وفي موقف لافت، دعا رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح الليبيين للمشاركة في الانتخابات المقبلة "منعا للفراغ السياسي"، وهو الموقف الذي فسر على أنه تصدع في الجبهة الداعمة لحفتر، لا سيما وأن مجلس النواب هو من منحه صفة "القائد العام للجيش الليبي" وأعلن ترقيته لرتبة مشير.
كما أكد وزراء دول جوار ليبيا مصر وتونس والجزائر في اجتماعهم الذي عقد أول أمس الأحد في تونس تمسكهم بالحل السياسي في ليبيا وفقا لبنود اتفاق الصخيرات.
#حفتر وهو يعلن إنهاء اتفاق #الصخيرات ومعه فرص السلام بليبيا لا يقل تطرفا عن ابو بكر البغدادي . فرفض المشاركة السياسة تطرف وسبب لاستمرار الحرب .
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) ١٧ ديسمبر، ٢٠١٧
وأكد الوزراء الثلاثة دعمهم للاتفاق باعتباره "إطارا للحل السياسي في ليبيا"، وقالت وزارة الخارجية التونسية إن الوزراء جددوا دعمهم للاتفاق السياسي الليبي باعتباره إطاراً للحلّ السياسي في ليبيا، وتأكيدهم الدور المركزي والمسؤولية السياسية والقانونية لمنظمة الأمم المتحدة باعتبارها الراعي للحوار السياسي الليبي والمعني بمتابعة تنفيذ بنوده وتطبيق مخرجاته.
دوافع حفتر
ودفعت هذه المواقف مجتمعة الكثير من المراقبين للسؤال عن دوافع حفتر في إعلانه وفاة اتفاق الصخيرات.
وقرأ محللون ليبيون في إعلان حفتر أنه تعبير عن ضيقه من الدعم الدولي الكبير للاتفاق السياسي ومخرجاته لا سيما المجلس الرئاسي برئاسة فائز السراج الذي استقبلته عواصم هامة دوليا كواشنطن، وإقليميا كالقاهرة الداعم الأبرز لحفتر ودوره في شرق ليبيا.
تظاهرة في بنغازي مطالبة بعدم تمديد ولاية الأجسام السياسيـة المنتهية ولايتها وداعمـة لـ المشير خليفة حفتر لتولـي زمام السلطة في البلاد .
— Wagak (@WagakOriginal) ١٧ ديسمبر، ٢٠١٧
ولفت آخرون إلى ما اعتبر تراجعا كبيرا في شعبية حفتر في شرق البلاد وغربها، حيث لم ينجح مناصروه إلا في حشد العشرات في مظاهرة مؤيدة لإعلانه في العاصمة طرابلس، بينما أظهرت كافة المواقف الصادرة من الشرق الليبي -ومن أهمها بيان قبيلة العبيدات- انحيازها للعملية السياسية واستمرارها في دعمها.
السراج رداً على حفتر: لا وجود لتواريخ نهاية اتفاق الصخيرات إلا عند التسليم لجسم منتخب من الشعب
معناهاسيبقى الحال كما هو عليه " فوضى عارمة " وكما هي الاوامر الخارجية التي تأتي لكل من في السلطة— محمد الدالي (@aldale66) ١٨ ديسمبر، ٢٠١٧
لكن آخرين اعتبروا أن حفتر ربما يسعى لمقايضة جديدة بدعم غير معلن من أطراف إقليمية وربما دولية، حيث يحظى حفتر بدعم كبير من مصر والإمارات إقليميا، ومن دول أوروبية كفرنسا كشف عن تعاونها العسكري والأمني مع قواته التي تصنف على أنها خارجة عن الشرعية.
وكشف النقاب في القاهرة اليوم عن أن مصر ربما تسعى لعقد لقاء بين السراج وحفتر، على هامش زيارة يقوم بها السراج لها، على الرغم من تأكيد مصادر ليبية مقربة من السراج أن الأخير يعارض اللقاء بحفتر في هذه الظروف.
ويخلص مراقبون للشأن الليبي إلى أن إعلان حفتر يعد اختبارا جديا للمجتمع الدولي، وما إن كان يدعم حقا العملية السياسية في البلاد، أم أنه مستمر في إعلان دعمها علنا، والتحالف سرا مع حفتر، الذي يحظى بدعم أثبتته وثائق وتقارير دولية من دول عربية تموّل الانقلابات على مخرجات الربيع العربي، وغربية يبدو أنها تفضل إعادة إنتاج قذافي جديد ليحكم ليبيا.