انتخابات بلدية بنكهة رئاسية في الجزائر

حملة الانتخابات البلدية 2017.
انتخابات المجالس البلدية والمحافظات تقرر إجراؤها غدا (الجزيرة نت)

عبد الحميد بن محمد-الجزائر

تجري غدا الخميس انتخابات للمجالس البلدية والمحافظات في الجزائر، حيث تعد سادس انتخابات محلية تعددية منذ الانفتاح السياسي في البلاد عام 1989، لكنها تأتي هذه المرة وأعين القوى السياسية على الانتخابات الرئاسية مطلع 2019.

ويشارك في هذه الانتخابات أكثر من خمسين حزبا بالإضافة إلى المستقلين، يتنافسون جميعا على 1541 مجلسا بلديا و 48 محافظة، ووفق وزارة الداخلية فقد بلغ عدد المرشحين 165 ألف مترشح للمجالس البلدية، و16600 مترشح للمحافظات، في حين يتجاوز عدد الناخبين 22 مليونا. كما تعد هذه الانتخابات آخر محطة سياسية قبل انتخابات الرئاسة المقررة مطلع 2019.

ورغم التفاؤل بأن يكون حجم المشاركة مقبولا هذه المرة مقارنة بالانتخابات التشريعية التي جرت في مايو/أيار الماضي ولم تتعد نسبة المشاركة فيها 35%، فإنها هذه المرة لن ترتفع كثيرا، بسبب ما يصفه مراقبون بالاستقالة الشعبية وفقدان الثقة بين الشارع ومختلف المؤسسات السياسية.

وقد تجلت استقالة الشعب من الفعل السياسي في أطوار حملة الانتخابات التي دامت ثلاثة أسابيع رغم أهمية البلديات في الحياة اليومية للمواطنين.

يتنافس المرشحون على 1541 مجلسا بلديا و48 محافظة 
يتنافس المرشحون على 1541 مجلسا بلديا و48 محافظة 

وتشير الكثير من التوقعات إلى أن النتائج لن تبتعد كثيرا عن تلك التي أسفرت عنها آخر انتخابات للمجالس البلدية والمحافظات التي جرت عام 2012 حيث حصد حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الأغلبية، تلاه شريكه التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي أحمد أويحيى.

كما تكررت النتائج نفسها في الانتخابات التشريعية الماضية حيث نال هذان الحزبان الأغلبية الساحقة.

تقدم الموالاة
ويعتبر رئيس الكتلة النيابية للتجمع الوطني الديمقراطي (موالاة) بلعباس بلعباس أن حظوظ أحزاب الموالاة بهذه الانتخابات متفاوتة "والفيصل بين الموالاة والمعارضة هو مدى نجاحهم في إقناع المواطنين طيلة أيام الحملة الانتخابية" مرجحا أن تميل الكفة بشكل واضح لأحزاب الموالاة. 

ويصف بلعباس -في تصريح للجزيرة نت- ادعاء المعارضة بعدم تكافؤ الانطلاقة مع الموالاة بسبب إقصاء الكثير من القوائم ورفض العديد من الترشيحات بأنه "هروب للأمام من قبل المعارضة وتبرير مسبق لأي نتائج سيئة".

بوقاعدة: أهم ما يميز هذه الانتخابات إعادة تطبيع الموالاة لعلاقتها مع الشعب
بوقاعدة: أهم ما يميز هذه الانتخابات إعادة تطبيع الموالاة لعلاقتها مع الشعب

وبرأي رئيس الكتلة النيابية لـ حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش، فإنه من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات بناء على مجريات الحملة الدعائية لأن هناك عوامل أخرى ستؤثر في النتائج مثل "التزوير وانحياز الإدارة الذي بدأ قبل انطلاق الحملة من خلال إسقاط المرشحين ورفض الترشيحات".

ويحمل حمدادوش -في تصريحات للجزيرة نت- السلطات مسؤولية أي تلاعب بإرادة الناخبين، كما لا يخفي طموح حزبه في تحسين نتائج الانتخابات البلدية مقارنة بمثيلتها التي جرت خريف 2012.

حظوظ متقاربة
وباعتقاد الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر توفيق بوقاعدة فإن أهم ما يميز هذه الانتخابات هو إعادة تطبيع الموالاة لعلاقتها مع الشعب "من خلال تقديم مرشحين يتمتعون بنظافة اليد والسمعة الطيبة في بعض المناطق".

‪‬ لخضاري: الرهان الأساسي للسلطة هو رفع نسبة المشاركة لتحقيق نوع من الاستقرار والرضا المجتمعي
‪‬ لخضاري: الرهان الأساسي للسلطة هو رفع نسبة المشاركة لتحقيق نوع من الاستقرار والرضا المجتمعي

ويضيف بوقاعدة للجزيرة نت أن الحظوظ ستكون -لأول مرة- متساوية بين المعارضة والموالاة، وإن كان يشدد على أن الأخيرة ستأتي في المقدمة وتحافظ على الريادة.

أما الباحث بالشأن السياسي علي لخضاري فيشير إلى أن هذه الانتخابات تعد محطة تحضيرية هامة للانتخابات الرئاسية عام 2019.

ويضيف للجزيرة نت أن الرهان الأساسي للسلطة هو رفع نسبة المشاركة خاصة، وبالتالي تحقيق نوع من الاستقرار والرضا المجتمعي في ظل حزمة قرارات التقشف التي تضمنتها موازنة 2018.

ويرجح لخضاري أن تبقى أحزاب الموالاة بالمقدمة بسبب ثبات وعائها الانتخابي الثابت، بالمقابل لا يعتقد أن يكون "للمعارضة المتفرقة" رهانات واضحة قد تؤثر في المشهد السياسي غير تحقيق مكاسب انتخابية مرحلية.

المصدر : الجزيرة