المصالحة الفلسطينية.. أجواء صاخبة وتوقعات متواضعة
لكن وفد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) برئاسة عزام الأحمد طالب بأن يقتصر الحوار على ملف تمكين الحكومة والأمن واعتبارهما أساس هذه الجولة، وسرد ما اعتبرها شواهد على أن حماس لم تمكن الحكومة في بعض الملفات، وهو ما رد عليه وفد حماس بسرد الخطوات التي اتخذت فعلا وتؤكد أن هناك تقدما كبيرا في هذا الملف.
وتمسكت حماس وفصائل أخرى بمناقشة كل الملفات في هذه الجولة، وهو ما سخن من الأجواء التي كادت أن تفجر الجولة بعد أن وصلت الأمور حد تبادل الاتهامات بعدم الجدية في المصالحة بين الوفود المشاركة.
رقابة مصرية
وكان المركز الفلسطيني للحوار الناطق باسم حركة حماس قد كشف عن أن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج كان قد طلب من رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار عندما التقاه قبل أيام أن يقتصر البحث في جولة القاهرة الحالية على ملف تمكين الحكومة والأمن فقط، وهو ما رفضه السنوار.
وبالرغم من تنظيم أجندة الحوار عبر اتفاق جميع الفصائل على أن مرجعية الحوار هي اتفاق 2011 في القاهرة، ووضع المخابرات المصرية الملفات الأخرى على الطاولة بغير رغبة وفد فتح، إلا أنها كانت واضحة في أنها لا تريد الخوض في ملف العقوبات الذي يبدو أن وفد فتح غير مخول بالبحث فيه، إلا إذا تغيرت المعطيات في ضوء جولة اليوم الأربعاء.
وأضاف البردويل -في فيديو له نشره من القاهرة- أن المخابرات المصرية "أخذت على عاتقها أن تكون هناك رقابة مصرية على خطوات تطبيق المصالحة".
وأكد أنه تم وضع جداول ومواعيد لتطبيق ملفات 2011 كلها، على أن يتم استكمال اللقاءات اليوم الأربعاء، وإصدار البيان الختامي لجولة الحوار.
سقف التوقعات
عدد المغادرين من معبر رفح خلال 3 أيام من فتحه بعد إغلاق دام عدة شهور يعادل نصف عدد المغادرين على الجسر إلى الأردن في يوم واحد.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يشارك في حصارنا وقتل أحلامنا.#افتحوا_المعبر pic.twitter.com/mfdiCOrUYA— مصطفى أبو زر | غزة (@MustafAbuZir) ٢١ نوفمبر، ٢٠١٧
وبعيدا عن عودة الفصائل الفلسطينية لـ "كلاكيت" جولات المصالحة التي عرفها الفلسطينيون منذ 11 عاما، تبدو الأجواء في الشارع الفلسطيني -لا سيما في قطاع غزة- تعبر عن حالة التشاؤم الكبيرة بعيدا عن التصريحات الدبلوماسية للسياسيين.
ما يجري في #معبر_رفح يشرح كل ما يلزم عن عملية المصالحة؛ دوافعها وملابساتها ونتائجها
— Lama Khater لمى خاطر (@lama_khater) ٢١ نوفمبر، ٢٠١٧
فالاختبار الذي عاشه الفلسطينيون في معبر رفح الذي انتظروا افتتاحه بعد مئة يوم من الإغلاق المتواصل شكل صدمة، أكدت لكثير منهم أن الواقع بعيد جدا عن التفاؤل بنهاية معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
اختبار معبر رفح
هو نفس الشخص في الصورتين..
في #الأولى ينظم حركة السير في عز الأمطار، وقد اشتهر ببرعاته في تنظيم المرور حتى حصل على لقب الشرطي المثالي في #غزة.
في #الثانية يقف لـ3 أيام منتظراً فتح #معبر_رفح للسفر للعلاج من مرض خطير أصابه لكنه للاسف لم يسافر فقد أغلق المعبر#افتحوا_معبر_رفح pic.twitter.com/lS4AaJfkxo
— أدهم أبو سلمية #غزة (@adham922) ٢١ نوفمبر، ٢٠١٧
فقد حفلت مواقع التواصل الفلسطينية بسرد القصص والصور التي اعتبروها تأكيدا على أن كل التفاؤل الذي ردده السياسيون لم ينعكس على واقع حال تحذر تقارير رسمية لـ الأمم المتحدة بأنه خطير وأن أزمة القطاع ستصل لذروتها خلال عامين سيتحول خلالها القطاع لمكان غير قابل للحياة.
قبل ان نقل #وحدتنا_تستحق
على انصار الفصائل الفلسطينية المؤثرين أن يقولو خيرا ، "وبلاش فلسفة زيادة "
إدعمو المصالحة
قمنا بحملة #لا_تراجع
وجمعنا الآن أكثر من 50 الف توقيع في أسبوع حتى اللحظة
اتحدث عن شباب محايدين #مع_المصالحة
أنتم أصحاب الإنتماؤ الحزبي
قررو وغيرو أنتم وفصائلكم— شادي صبح #غزه#فلسطين (@shady_to1) ٢٠ نوفمبر، ٢٠١٧
والأجواء في الضفة ليست بعيدة، فهناك تصريحات أطلقها مسؤولون أمنيون عن استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهجومهم على سلاح المقاومة، عوضا عن شكوى حماس الدائمة من استمرار أجهزة السلطة الفلسطينية باعتقال واستدعاء كوادرها.
وبعيدا عن الواقع الفلسطيني، تبدو المؤشرات على التدخلات العربية والإسرائيلية والأميركية، والشروط التي يتم ترديدها على أسماع المسؤولين الفلسطينيين، لا تبشر بأن هناك رغبة حقيقية لتحقيق مصالحة إلا إذا كانت وفق المقاس الإسرائيلي الذي يبدو أن عواصم عربية رئيسية تدعمه ولو في السر.