إعادة إنتاج الحريري.. تهدئة لبنانية وانتكاسة سعودية
سعد الحريري لم يتراجع عن استقالته بل تريث في تقديمها بناء على طلب الجندي في ولاية الفقيه ميشال عون. بإختصار، اما ان يذهبوا لحوار يخضع رؤوسهم وينفذون الشروط المطلوبة سعودياً او الاستقالة والعقوبات. #جيري_ماهر
— Jerry Maher (@jerrymahers) ٢٢ نوفمبر، ٢٠١٧
لكن محللين لبنانيين مؤيدين للحريري لم يخفوا مفاجأتهم من خطاب الحريري وتراجعه عن الاستقالة، واختار محللون عرب الترحيب بالحريري "مستقلا" في إعلانه وخياراته السياسية.
المعسكر السعودي
ولم يخف المحلل السياسي المناوئ لـ حزب الله علي الأمين تأكيده أنه تفاجأ من مضامين خطاب الحريري، وهي المفاجأة التي ظهرت في غياب معلقين سعوديين ولبنانيين بشروا حتى قبل ساعات قليلة بأن الحريري سيؤكد على استقالته وأسبابه من قصر بعبدا وليس من الرياض.
بعد تجربة مريرة مع حزب الله منذ إغتيال والده وحتى الآن ليس أمام سعد الحريري إلا التمسك بإستقالته والتخلي عن الحكومة لصالح المعارضة مع حلفائه كخيار إستراتيجي لمواجهة تحالف عون – نصرالله. من العبث توقع شيئ لصالح لبنان من نصرالله وهو وحزبه ورقة إيرانية في الشام.
— خالد الدخيل (@kdriyadh) November 21, 2017
المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل كتب على حسابه على تويتر قبل يوم من الاستقالة "ليس أمام سعد الحريري إلا التمسك باستقالته، والتخلي عن الحكومة لصالح المعارضة مع حلفائه كخيار إستراتيجي لمواجهة تحالف عون نصر الله، من العبث توقع شيء لصالح لبنان من نصر الله، وهو وحزبه ورقة إيرانية في الشام".
كما كان مفاجئا بيان استقالة #سعد_الحريرى من الرياض، كلامه في #بعبدا وفي بيت الوسط اليوم مفاجئا ايضا.
— علي الامين (@alyalamine) November 22, 2017
والمعنى السياسي اللافت في تراجع الحريري عن استقالته، أن ذلك يبقيه رئيسا لـ حكومة لبنان التي يشارك بها حزب الله الذي أعلنه بيان وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في القاهرة الأحد الماضي حزبا إرهابيا، وهو ما دفع البعض لسؤال بدا أقرب لـ "الفانتازيا السياسية" إن كان الحريري أصبح اليوم رئيسا "لحكومة لبنان الإرهابية"؟
#عاجل/تستمر فصول أغرب استقالة لمسؤول-في 4 نوفمبر استقال #سعد_الحريري من #السعودية-باستقالة مسببة-وشن أعنف هجوم على إيران وذراعها القوي#حزب_الله-وتوعد بقطع يدها-ولمح لاحتمال اغتياله-زار #فرنسا و #مصر وعاد ل #لبنان-للمشاركة باحتفال الاستقلال-واليوم يعلن تريثه!وتراجعه عن الاستقالة! pic.twitter.com/ryLqXEudLh
— عبدالله الشايجي (@docshayji) ٢٢ نوفمبر، ٢٠١٧
وقرأ محللون ومعلقون على خطابي بعبدا وبيت الوسط بأنه بمثابة رسالة نهاية شبح الحرب التي كان يراد للبنان أن يكون ساحة لها بين السعودية وإيران، بينما اعتبرها آخرون رسالة قوة للحريري سينطلق منها لمواجهة حزب الله وتدخلات إيران بلبنان بقوة الحشود التي حضرت لتحيته في بيروت من كل مناطق لبنان.
النأي بلبنان
بعد الذي حصل مع الحريري علينا أن نقتنع أن لا حضن دافئاً لنا جميعاً إلا لبنان فلنعمل لبناء دولة عادلة فيه يسودها قانون لا يميز بين لبناني وآخر وتحترم المواطن وتكون أماً حاضنة له
— Wiam Wahhab (@wiamwahhab) ٢٢ نوفمبر، ٢٠١٧
نصر الله ذهب لأبعد من ذلك بنفي أي علاقة لحزبه بأي تدخلات أو نقل أسلحة في اليمن والكويت والبحرين، في رسالة لن تقنع المملكة السعودية، لكنها ربما تمهد لإعادة تموضع لدور الحزب مع مؤشرات تهدئة تلوح في المنطقة، بدأت بسوريا والعراق، ولا يعرف إن كانت ستنتقل لليمن.
#الحريري عاد الى بيروت بطلاً قومياً .. سواء بقي في السلطة أم رحل فلن ينسى للسعودية هذا الفضل في تعميق شعبيته لبنانياً وعربياً !!
— ايمان الحمود (@imankais1) ٢١ نوفمبر، ٢٠١٧
واللافت أن هناك من اعتبر أن الأزمة الحالية ساهمت بإعادة إنتاج الحريري رئيسا لوزراء لبنان، وأن "أزمة احتجازه" كانت لصالحه وخياراته في التهدئة داخل لبنان، الأمر الذي اعتبره محللون لبنانيون إضعافا لخيارات استبداله، وإضعافا لما سمي "الرؤوس الحامية" التي حرضت الرياض على الحريري لأنه رفض مواجهة حزب الله في لبنان.
يستطيع الحريري الان بعدما أكد استقلال قراره مواجهة حزب الله فلقد بات أقوى بين شعبه وانصاره… الأحرار دوما أقوى وأكثر إقناعا .
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) ٢٢ نوفمبر، ٢٠١٧
جمهور #سعد_الحريري يزحف الآن الى #بيت_الوسط من كل حدب وصوب. كثيرون وكثيرات جاؤوا وجئن من أطراف لبنان التي نسيها المركز. هل يمكن اعتبار هذا التحرك الشعبي التضامني، تظاهرة احتجاج ضد #السعودية ومحاولاتها الوقحة للهيمنة على #لبنان ومصادرة قراره من خلال الوصاية على احدى طوائفه⁉️ pic.twitter.com/FNyIWN5FgR
— Pierre Abi-Saab (@PierreABISAAB) November 22, 2017
وبين الشد والجذب، يبدو أن تجيير عودة الحريري وتراجعه عن الاستقالة سيستمر بين أنصار السعودية، وخصومهم في لبنان، بانتظار مصير تسوية يعيش الاستقرار في لبنان على وقعها، رغم الانتكاسة التي أصابت دور السعودية التي كانت أحد رعاتها، نتيجة الصدمة في معسكر أنصارها الذين أخذوا عليها ما اعتبروه إهانة لزعيمهم، والتي وظفها خصومهم جيدا.