دبكة وزيتون فلسطين بلندن يكذبان نبوءة غولدا مائير

دبكة فلسطينية - دبكة وزعتر وزيتون في لندن.. وإعلان بطلان نبوءة غولدامائير
رقصة الدبكة الفلسطينية في مهرجان "يوم فلسطين الثالث عشر" بلندن (الجزيرة)

لندن-الجزيرة نت

في بلد بلفور وليس بعيدا عن مكان الأرشيف البريطاني الذي يحتضن وثيقة وعده المشؤوم، صدح الجيل الثالث من فلسطينيي بريطانيا وأطفالهم بأغنية ورقصوا الدبكة على ألحان الحنين لفلسطين. هكذا ردوا على بلفور الذي لم يعاصروه، وعزفوا في مئوية وعده، الذي سلبهم الوطن، أنهم عائدون لفلسطين أرض الزعتر والزيتون، وطن البرتقال الحزين.

ولو عاشت رئيسة وزراء الاحتلال الراحلة غولدا مائير حتى اليوم لشهدت خيبة نبوءتها. صحيح أن كثيرا من جيل النكبة ماتوا، لكن أجيالا بعدهم ولدت مجبولة على حلم العودة، لم ينسوا كما تنبأت مائير، بل نقلوا حلم العودة والتحرير وورثوه جيلا عن جيل.

في مدينة الضباب كانت رؤية الجيل الثالث من فلسطينيي بريطانيا واضحة، أحيوا يوم فلسطين، حلما وأملا، زيّا ولحنا، حناء ووعدا بالوفاء.

 
وازدانت إحدى قاعات لندن بالأعلام الفلسطينية وصور القدس والأقصى في مهرجان "يوم فلسطين الثالث عشر"، الذي اعتاد فلسطينيو بريطانيا إحياءه رفقة الجاليات العربية والمسلمة، لينقلوا حلم العودة لأبنائهم، ويحكوا لهم كل عام قصة الوطن المسلوب.
 
‪‬ فلسطينيو بريطانيا يسعون لنقل تراث بلدهم إلى أبنائهم والتمسك بقضيتهم(الجزيرة)
‪‬ فلسطينيو بريطانيا يسعون لنقل تراث بلدهم إلى أبنائهم والتمسك بقضيتهم(الجزيرة)

توريث حلم العودة
هنا تشتم رائحة الزعتر والزيتون، فضلا عن الأطباق الفلسطينية التي تشهد إقبالا كبيرا ويذهب ريعها لصالح دعم فلسطينيي الداخل والشتات. كما يحرص فلسطينيو بريطانيا على أن يلبس أطفالهم الزي الفلسطيني التراثي، وأن يرقصوا الدبكة كبارا وصغارا على أغاني التراث الفلسطيني وأنغام العودة.

وفي حديث للجزيرة نت يقول رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا حافظ الكرمي "اليوم ختام أنشطة كثيرة نظمت ببريطانيا، ركزت على إحياء مئوية وعد بلفور". ويوضح أن الحفل تضمن فعاليات تحت شعار "مئة عام على وعد بلفور المشؤوم" اشتملت على التراثيات التي تركز على غرس روح المواطنة لدى الجيل الجديد، الذي سيحمل هذه القضية من أجل إثبات بطلان وعد بلفور.

ويضيف الكرمي أن فلسطينيي بريطانيا يربون أبناءهم على فهم هذا الوعد الذي أعلن في هذا البلد، والعمل على نقضه في أرضه، مؤكدا أن الفعاليات الثقافية كالدبكة وغيرها مهمة جدا في غرس الهوية، وروح الانتماء لفلسطين لديهم وحمل قضيتهم والدفاع عنها في كل المنابر.

الهوية
الأطفال، أمين وريتال وبيسان، ألبسهم ذووهم كغيرهم الأثواب الفلسطينية التراثية التي تحكي حكايات مختلفة لكل بلدة فلسطينية. ويعكس كل ثوب خصائص سكان تلك المنطقة، فسكان الساحل يتميزون بالأثواب المطرزة، بينما تخلو أثواب سكان المناطق الجبلية من التطريز لانشغال النسوة هناك بالعمل في الزراعة وعدم توفر الوقت لديهم للتطريز.

‪‬ حافظ الكرمي: فلسطينيو بريطانيا يربون أبناءهم على فهم وعد بلفور والعمل على نقضه في أرضه(الجزيرة)
‪‬ حافظ الكرمي: فلسطينيو بريطانيا يربون أبناءهم على فهم وعد بلفور والعمل على نقضه في أرضه(الجزيرة)

كما يحكي كل ثوب حكاية المدينة والحضارات التي شهدتها. ويمتاز ثوب القدس بأنه أكثر ثوب يتميز بوجود أثر لكل العصور التي مرت على المدينة المقدسة، فعلى الصدر توجد قبة ملكات الكنعانيين، وعلى الجوانب تظهر طريقة التصليب منذ أيام الحكم الصليبي، كما يظهر الهلال دليلا على عودة القدس للحكم الإسلامي.

ولكل لباس وثوب ولونه حكايات كثيرة يعكس تراثا، بل يعكس كذلك -حسب تصريح الحاجة فتحية- الحزن الفلسطيني بعد النكبة، إذ باتت تميل للون الأسود. ويشعر المتجول في أروقة قاعة الحفل -الذي شاركت فيه مختلف الجنسيات- بعبق التراث الفلسطيني وأصالته من الأطعمة وتنوعها إلى الصور القديمة للمدن والبلدات، كما يشعر بروح فلسطين الجامعة والموحدة لكل الجاليات.

ويقول أحد منظمي الحفل والناطق الإعلامي باسم المنتدى الفلسطيني عدنان حميدان للجزيرة نت إنه اشترى القميص الذي يلبسه من فلسطين دعما لأهلها واعتزازا بالمنتج الفلسطيني.

ويضيف أنهم اختاروه من أجل إيصال رسالة لكل من في قاعة الاحتفال بأنه فلسطيني متضامن حتى لو لم يكن فلسطينيا، مشيرا إلى أن كثيرا من الجنسيات شعرت بالفخر والسعادة وهي ترتدي القميص الفلسطيني.

وشارك الفنانان عبد الفتاح عوينات وعامر الأشقر في حفل يوم "فلسطيني الثالث عشر" -الذي نظم بلندن ومانشستير- بوصلات تراثية حظيت بتفاعل كبير من الحضور، كما أدى عدد من الشبان مسرحيات تحكي التغريبة الفلسطينية، واختتم بوصلة دبكة من فرقة الفرسان.

المصدر : الجزيرة