تنظيم الدولة بالصومال.. احتمالات التمدد والتهديد

epa05545885 Somali government soldiers gather at the scene of a car bomb attack in Mogadishu, Somalia, 18 September 2016. A local report says that several people including a Somali military general and his bodyguards were killed after their convoy was hit by suspected car bomb attack in Mogadishu. Somalia's Islamist militant group Al-Shabaab often launch similar attacks in the country. EPA/SAID YUSUF WARSAME
جنود صوماليون في مكان تفجير سيارة ملغمة في العاصمة مقديشيو (الأوروبية-أرشيف)

عاد موضوع حضور تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال للواجهة بعد صدور تقرير للأمم المتحدة الأربعاء الماضي أشار إلى تنامي عدد أتباع التنظيم في شمال شرقي البلاد في الأشهر الماضية، وزاد من تسليط الضوء على التهديد الذي يمثله التنظيم الغارات الجوية التي شنتها أميركا على التنظيم في الأيام الماضية.

وما يزال فرع تنظيم الدولة بالصومال في طور التشكل رغم مرور العام الثاني من تاريخ إعلان ولادته في أكتوبر/تشرين الأول 2015، فمحدودية أتباع تنظيم الدولة وقلة عتاده وقدراته القتالية تبقيه متخفياً في جبال "عيل مدو" شمال شرقي الصومال، رغم محاولته استعراض عضلاته عبر أنشطة تبقى محدودة جدا لحد الآن.

وبرز نجم التنظيم في الصومال بعد اغتيال أحمد عبدي غوداني، الزعيم الروحي لحركة الشباب المجاهدين في غارة جوية أميركية في سبتمبر/أيلول 2014. وأدى رحيل غوداني وتراجع نفوذ حركة الشباب في أقاليم صومالية إلى حدوث انشقاقات في الحركة طالت قياديين بارزين، وهو ما دفع عبد القادر مؤمن المنشق عن الحركة لإعلان مبايعته هو وعشرات المقاتلين المنشقين لزعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي.

إقليم بونتلاند
ويقول وزير الدولة للإعلام بحكومة إقليم بونتلاند شرقي الصومال عبد الفتاح نور إن وجود تنظيم الدولة بالصومال يشكل تهديداً أمنيا للمنطقة، وخاصة للصومال، إذ إن "ثقله القتالي لا يقل خطورة عن الجماعات المتشددة الأخرى كحركة الشباب التي أربكت أمن الصومال ودول الجوار".

وأضاف الوزير الصومالي في تصريح للأناضول أن حكومة بونتلاند تخوض حربا ضارية على التنظيم، الذي لا يتعدى عدد مقاتليه 100 مقاتل، بينهم أجانب.

ويشير الوزير نور إلى أن مقاتلي التنظيم يتمركزون في منطقة جبلية ووعرة (جبال عيل مدو) ساعدتهم على البقاء واستمرار نشاطهم من هذه المنطقة، رغم الضربات العسكرية التي يتعرضون لها من الادارة المحلية والشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم أميركا.

ويقول المحلل السياسي الصومال عثمان إبراهيم إن وجود تنظيم الدولة في بلاده، وإن كان بطريقة متخفية، يشكل تهديدا لأمن واقتصاد الصومال، غير أن إبراهيم قلل من احتمال تمدد خطر التنظيم إلى دول الجوار حاليا.

ويوضح المحلل أن تنظيم الدولة لن يجد قريبا بيئة مناسبة في الصومال لأنها "استوعبت خطورة الارتماء في أحضان الحركات الإرهابية، وأخذت درسا من الانجرار وراء حركة الشباب، التي ما تزال تهيمن على مناطق صومالية".

غير أن إبراهيم حذر من أنه في حال عزز تنظيم الدولة وجوده بالمنطقة فإن تهديداته لن تقتصر على الجانب الأمني، بل ستشمل الجانب الاقتصادي في هذه المنطقة الضعيفة اقتصاديا، إذ سيمثل تهديدا على الموانئ البحرية، خاصة مع احتمال أن يقيم علاقات مع القراصنة من أجل الإضرار بحركة التجارة في الموانئ الإقليمية والمحلية.

عناصر مهمشة
ويقول مختصون إن تنظيم الدولة لا يشكل حاليا تهديدا ملحوظا على المنطقة، كونه يضم أفرادا كانوا مهمشين أصلا داخل حركة الشباب إدارياً واقتصادياً، كما أن العامل القبلي ربما يكون عامل ضعف لتنظيم الدولة، إذ إن فئة قليلة فقط من أتباعه تنتسب إلى قبيلة زعيم التنظيم بالصومال عبد القادر مؤمن، لذا فإن ما يجمعهم كلهم فقط للآن هو فكرة الانتقام من حركة الشباب، جراء تصفيتها عدداً من أتباعه بين عامي 2012 و2014.

وعن قدرة تنظيم الدولة على الصمود، يقول المختص بشؤون الحركات الإسلامية بالصومال محمد عمر إن التنظيم بين مطرقة عدوته اللدودة حركة الشباب التي لا ترغب في وجود فكر جهادي مغاير لأفكارها، وسندان القوات الصومالية التي تعاونها قوات الاتحاد الأفريقي، وهو ما يعزز فرضية عدم صمود التنظيم طويلا.

ويضيف عمر أن بقاء فرع تنظيم الدولة بالصومال مرهون ببقاء التنظيم الأم في العراق وسوريا كونه مصدر الدعم الوحيد له، وفي حال انحسار نفوذه بالدولتين سينال نصيبه من التقوقع والتراجع حتما، ففرع الصومال بلا مصادر دخل محلية ويختفي فقط خلف جبال عيل مدو.

المصدر : وكالة الأناضول