حرق صورة ابن سلمان.. اشتباك المعسكر السعودي بلبنان

تصميم كومبو من الصور المرفقة للصورة الرئيسية لتقرير اعمل أعمل على اعداده وتحمل تعليق (صور محمد بن سلمان في شوارع طرابلس اللبنانية وصورة لاحراق احدى هذه الصور من قبل مجهولين) والمصدر مواقع التواصل
مجهولون أقدموا على إحراق صورة لولي العهد السعودي كانت معلقة في طرابلس شمالي لبنان (مواقع التواصل)
محمد النجار
رغم انشغال اللبنانيين بمصير رئيس وزرائهم المستقيل سعد الحريري فإن تقاليدهم في الاشتباك الإعلامي والسياسي تبقى مهيمنة على البلاد، في حين كان مشهد الاشتباك الأحدث داخل المعسكر المحسوب على السعودية أمس السبت لافتا لأنظار المراقبين.
وينتظر اللبنانيون ظهور الحريري عبر شاشة تلفزيون المستقبل في حوار تم الإعلان عنه اليوم الأحد، لكن تصريح الرئيس اللبناني ميشال عون باعتبار أي تصريحات صدرت أو ستصدر عن الحريري "خارجة عن إرادته" ربما يجعل ظهور رئيس الوزراء المستقيل جزءا من المشكلة لا خطوة نحو الحل.
ومساء أمس السبت فوجئ سكان مدينة طرابلس شمال لبنان بإقدام مجهولين على إحراق صورة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهي واحدة من عشرات الصور التي ظهرت في المدينة مؤخرا إظهارا لتأييد السعودية التي تتمتع بنفوذ داخل المجتمع السني في لبنان.
 

وشكل مشهد إحراق الصورة صدمة لقيادات تيار المستقبل، خاصة بعد أن امتدت نيران الصورة إلى داخل بيتهم في اشتباك ظهر علنا بين وزيري العدل السابق أشرف ريفي، والداخلية الحالي نهاد المشنوق، بعد أن أمر الأخير بإزالة كل الصور من طرابلس في حملة بدأتها محافظة طرابلس صباح اليوم الأحد.

اشتباك ريفي والمشنوق

فقد طالب ريفي وزير الداخلية بمحاسبة من قاموا بإحراق الصورة وقال إنهم "معروفون"، في حين رد المشنوق باستنكار ما جرى وأعلن عن قراره بإزالة كل الصور واليافطات السياسية من طرابلس.

 

ريفي عاد ورد على المشنوق بأن صور ولي العهد السعودي "ستبقى مرفوعة في طرابلس"، في حين قال المشنوق إن صور محمد بن سلمان "مكانها القلوب"، ليطالبه ريفي بأن يبدأ من شارع المطار أولا، في إشارة إلى الصور السياسية المرفوعة في معقل حزب الله.

كما تداول رواد مواقع التواصل في لبنان أنباء عن رفض المشنوق إعطاء رخصة لإقامة مظاهرة في طرابلس كان يعتزم ريفي تنظيمها، وتحدث بعضهم عن أن الهدف منها التأكيد على تأييد جمهور مدينة طرابلس للسعودية وقيادتها، خاصة ولي العهد محمد بن سلمان.
ولم يعلق المشنوق مباشرة على هذه الأنباء، لكنه نشر على حسابه الرسمي في تويتر نص قرار يعلن فيه منع إقامة أي مظاهرات أو تجمعات في هذه الفترة قد تهدد السلم الأهلي بالبلاد.

وكان لافتا الجدل الذي حدث بين جمهور المستقبل المؤيد للحريري على منصات التواصل، بين من طالب بنزع كل عوامل التوتر ومظاهرها، وبين من ذهب إلى مهاجمة المشنوق واعتباره "وزير داخلية حزب الله".

في حين ظهر مؤيدون للحريري وتيار المستقبل من أحد أهم معاقلهم في الطريق الجديدة عبر إحدى القنوات اللبنانية وهم يجمعون على المطالبة بعودة الحريري إلى لبنان، دون أن تغيب عن هؤلاء لغة النقد الموجهة للسعودية ظاهرا وباطنا.

المستقبل ووفد العشائر
هذه الأجواء دفعت كتلة المستقبل البرلمانية برئاسة فؤاد السنيورة لعقد اجتماع طارئ أدانت فيه "أي حملات تستهدف السعودية وقيادتها وتعتبر هذه الحملات جزءا من مخطط لتخريب الاستقرار الوطني".

الكتلة أعلنت رفضها القاطع "للتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية الشقيقة"، كما أدانت "الاعتداءات التي تستهدف المملكة من قبل أدوات إيران في اليمن وغيرها"، لكنها جددت في الوقت نفسه وقوفها وراء قيادة الرئيس الحريري، وأكدت على أنها "تنتظر بفارغ الصبر عودته إلى لبنان"، في موقف اعتبر أنه يوازن بين رفض التدخل الإيراني، ومطالبة السعودية بالسماح بعودة الحريري.
 
وقبل هذا الاشتباك في العالم الافتراضي كان القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري يثير جدلا جديدا بعد أن نشرت وسائل الإعلام اللبنانية والسعودية خبرا وصورا عن استقباله "وجهاء العشائر العربية في لبنان".
 
ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن وفد الوجهاء تقديره لدور المملكة في دعم الاستقرار بلبنان منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم، ودعوتهم الفرقاء اللبنانيين إلى الابتعاد عن "الشائعات المغرضة التي تزيد من التوتر وتقويض الوحدة".
 

نشعر بالذل
لكن فيديو نشرته مواقع لبنانية أظهر الناطق باسم الوفد جهاد المانع وهو يلقي كلمة داخل السفارة السعودية ناشد فيها الملك سلمان بن عبد العزيز السماح بعودة الحريري إلى لبنان.

 
وقال المانع "المملكة لا ترضى لنا بالذل (..) ولا نسمح لأحد بأن يزايد على المملكة بشأن الحريري، ولكن الشعب محبط وأكثر من محبط، المملكة بالنسبة لنا هي أمنا وأبونا، لكننا لا نقبل بأن يقول أحد أين رئيس حكومتكم، نحن نريد أن نعرف مصير رئيس حكومتنا".
 
وتابع "نطالب ملك العرب والعروبة بأن يطلب من الرئيس الحريري العودة للبنان حفاظا على كرامتنا".
 
وفسر مراقبون مشهد الوفد الذي نقلت عنه وسائل الإعلام السعودية شكره للمملكة، في الوقت الذي أظهرت فيه كلمة المانع تأكيده على المطالبة بمعرفة مصير الحريري بأن ذلك يختصر مشهد الارتباك الذي بات يغلف المعسكر المحسوب على السعودية في لبنان.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة اللبنانية + مواقع التواصل الاجتماعي