بالرقة المدمرة.. كتيبات وشعارات من مخلفات تنظيم الدولة

Veiled women walk past a billboard that carries a verse from Koran urging women to wear a hijab in the northern province of Raqqa March 31, 2014. The Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL) has imposed sweeping restrictions on personal freedoms in the northern province of Raqqa. Among the restrictions, Women must wear the niqab, or full face veil, in public or face unspecified punishments
تنظيم الدولة فرض على سكان مدينة الرقة رؤيته للدين طوال السنوات الثلاث الماضية (رويترز)

داخل كشك مدمر في الرقة السورية يمكن قراءة عبارة "عملية نوعية لجنود الخلافة" على كتيب ملطخ بالدماء، وهو عينة من إصدارات دأبت الماكينة الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية على الترويج لها.

وإلى جانب كونها معقل التنظيم الأبرز في سوريا شكلت الرقة مركزا لمعظم إنتاجه الاعلامي الذي يروج لبياناته وعملياته ويصور المدينة بمثابة "جنة" جهادية نجح في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فيها.

وعلى غرار باقي أحياء المدينة دمرت الغارات والمعارك المراكز التابعة لتنظيم الدولة والتي شكلت العمود الفقري لآلته الترويجية.

وفي أحياء عدة بالمدينة تنتشر أكشاك إسمنتية مع لافتات كتب عليها "نقطة إعلامية" تولى عناصر التنظيم من خلالها توزيع إصداراتهم المطبوعة سواء تلك المتعلقة بهجماتهم العسكرية في سوريا والعراق أو مبادئ توجيهية للصوم في شهر رمضان وصولا إلى قواعد ارتداء النساء الثياب.

ولا تزال إحدى هذه النقاط موجودة في ساحة الساعة في الرقة بالقرب من صالة عرض في الهواء الطلق تحت سقف مدمر جزئيا.

وتضم هذه النقطة ستة صفوف من مقاعد مقسمة بين اللونين الأحمر والأخضر يكسوها الغبار أمام واجهة معدنية يفترض أن شاشة تلفزيون محطمة على الأرض في مكان قريب كانت معلقة عليها.

ويقول المقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية شورش الرقاوي "هنا كانوا يبثون إصداراتهم حول معاركهم وعقوباتهم وأناشيدهم".

‪قوات سوريا الديمقراطية بدأت إزالة أعلام وشعارات تنظيم الدولة من مدينة الرقة‬ (رويترز)
‪قوات سوريا الديمقراطية بدأت إزالة أعلام وشعارات تنظيم الدولة من مدينة الرقة‬ (رويترز)

الأغاني والأناشيد
وقبل أيام تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي من السيطرة على الرقة بالكامل على عقب هجوم واسع بدأته في يونيو/حزيران الماضي.

واقتصرت الحركة في الأحياء المدمرة المحيطة بساحة الساعة أمس السبت على جرافات وبضع شاحنات بيضاء صغيرة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.

ويروي شورش كيف كان عناصر تنظيم الدولة الذين عملوا في النقاط الإعلامية يعترضون سبيل الشبان الذين يحملون هواتف نقالة ويعملون على محو الأغاني المسجلة عليها وإحلال أناشيد إسلامية مكانها.

ويضيف "كانوا يحضرون الأطفال الصغار ويطلبون منهم الجلوس هنا، يوزعون عليهم السكاكر وأكياس البطاطس والبسكويت ويجعلونهم يشاهدون معاركهم وأناشيدهم".

وأتقن تنظيم الدولة منذ نشأته الترويج لإصداراته عبر آلة دعائية عصرية ومتعددة اللغات من خلال نشر مجلات عبر الإنترنت وبث نشرات إذاعية وإنتاج مقاطع فيديو توثق عمليات إعدام مرعبة.

ورغم استمرار الآلة الدعائية التابعة للتنظيم بعد خسارته مدينة الرقة في العمل من مكان آخر لكن الحنين إلى "الخلافة" يبدو واضحا أنه في أدبياته الأخيرة.

أطفال الرقة بدؤوا العودة للمدارس بعد سنوات من إجبارهم على التعلم وفق مناهج تنظيم الدولة (رويترز)
أطفال الرقة بدؤوا العودة للمدارس بعد سنوات من إجبارهم على التعلم وفق مناهج تنظيم الدولة (رويترز)

مجلات وإذاعات
وقرب كشك إسمنتي في ساحة الساعة في الرقة تمكن مشاهدة أسماء وشعارات العديد من وسائل إعلام التنظيم مكتوبة على لافتات رمادية، بينها إذاعة البيان والحياة والفرقان ومجلة النبأ.

واستفاد التنظيم من مواقع التواصل الاجتماعي ليعمم مقاطع فيديو توثق عمليات إعدام جماعية وقطع رؤوس شملت رهائن غربيين أو متهمين بالتجسس ضده.

وفيما كان العالم يطلع من بعيد على هذه الإصدارات غالبا ما أُجبر شورش ورفيقه خالد أبو وليد على مشاهدة هذه الممارسات مباشرة.

ويتذكر خالد عمليات "الجلد والضرب القوي جدا" التي عاينها، ويروي كيف كان الناس يغلقون محلاتهم ويتجمعون لمشاهدة العقوبة التي يتم تنفيذها أيا كان نوعها.

وفي كل ناحية من شوارع الرقة تقريبا يمكن العثور على قصاصات ورقية صادرة عن تنظيم الدولة، وذلك في مؤشر على نظام الإدارة الهائل الذي تمكن من إرسائه خلال سيطرته على المدينة منذ العام 2014.

وعلى إحدى البطاقات يظهر جدول عدد المرات التي تلقى فيها صاحبها الزكاة ومساعدات خيرية من آخرين.

المصدر : الفرنسية