الروهينغا والإيغور وأفريقيا الوسطى.. مسلمون تتجاهلهم الإنسانية

Bangladeshi workers carry relief materials for Rohingya refugees stranded in the no man's land area between Bangladesh and Myanmar, in the Palongkhali area near Ukhia on October 18, 2017.Almost 600,000 Rohingya refugees have reached Bangladesh since August, fleeing violence in Myanmar's Rakhine state, where the UN has accused troops of waging an ethnic cleansing campaign against them. / AFP PHOTO / MUNIR UZ ZAMAN (Photo credit should read MUNIR UZ ZAMAN/AFP/Get
منذ 25 أغسطس/آب الماضي عبر أكثر من 582 ألف لاجئ من الروهينغا الحدود إلى بنغلاديش (غيتي)

في وقت تعلو فيه أصوات بالعالم تصم المسلمين بالإرهاب، يتعرض مسلمو ميانمار وشمالي غربي الصين وأفريقيا الوسطى إلى صنوف شتى من القمع والقتل والتعذيب والتجويع والاغتصاب والتهجير، وفق إفادات حقوقيين ومنظمات دولية، وتصل أحيانا إلى حملات تطهير عرقي وإبادة جماعية ممنهجة.

وفيما يلي عرض موجز لهذه النماذج الثلاثة التي لم تلق تحركا دوليا جماعيا لوقفها:

الروهينغا
تعد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار الأكثر اضطهاداً في العالم، وبموجب قانون أقرته عام 1982، تعتبر ميانمار الروهينغا مهاجرين غير نظاميين من بنغلاديش وتحرمهم من كافة حقوقهم، بينما تصنفهم الأمم المتحدة الأقلية الدينية الأكثر اضطهاداً في العالم.

وفي أعقاب تسليم اللجنة الاستشارية لتقصي الحقائق في أراكان، برئاسة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، تقريرها إلى الحكومة يوم 23 أغسطس/آب الماضي، وثقت الإفادات الميدانية قيام جيش ميانمار بغزو قرى المسلمين في إقليم أراكان قبل عيد الأضحى الماضي لتهجيرهم، رافق ذلك هجمات لمليشيات بوذية متطرفة سرقت ماشية المسلمين وأحرقت قراهم.

وفي اليوم التالي لإعلان اللجنة تقريرها للرأي العام العالمي يوم 24 أغسطس/ آب الماضي، وقعت هجمات متزامنة على مركز للشرطة وحرس الحدود في منطقة مونغدو غرب أراكان، خلفت 96 قتيلا. 

وعقب الهجمات بدأ الجيش بهدم وحرق قرى المسلمين، وتحدثت منظمة رايتس ووتش هيومن عن حرق 288 قرية وارتكاب مجازر بحق سكانها متذرّعا بالهجمات على مركز للشرطة وحرس الحدود.

وارتكب الجيش والمليشيات عمليات سحل وتعذيب واغتصاب وقتل للمسلمين وإحراق لقراهم، يأتي ذلك ضمن سلسلة من العنف تستهدف تطهير ميانمار من المسلمين.

وأسفر ذلك العنف عن مقتل الآلاف من المسلمين، بحسب نشطاء محليين، ودفعت ما يزد عن 582 ألفا آخرين للجوء إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة، ووصفتها منظمة العفو الدولية بأنها جرائم ضد الإنسانية.

ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي عبر أكثر من 582 ألف لاجئ من الروهينغا الحدود إلى بنغلاديش المجاورة، هرباً من استهدافهم من قبل الجيش والمليشيات البوذية.

أفريقيا الوسطى
منذ مارس/آذار 2013، اندلعت المجازر بحق مسلمي هذه الدولة الأفريقية حين أطاح ما كان يعرف بـ"تحالف سيليكا"، وهو ائتلاف عسكري وسياسي ذو أغلبية مسلمة، بالرئيس المسيحي فرانسوا بوزيزي.

هذا الانقلاب حمل ميشيل دجوتوديا إلى الحكم، وهو أول مسلم يحكم البلد منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960، غير أن مليشيات مسيحية بدأت بالتشكّل تحت اسم أنتي بالاكا لإعادة السلطة إلى المسيحيين.

واندلع صراع سياسي أجّج نوعا من الانقسام القومي والديني بين المسيحيين، الذين يشكلون نصف السكان، والمسلمين الذين يمثّلون 15%.

ومن حينها، تطارد المليشيات المسيحية المسلمين، وأضحت عمليات الذبح وقطع الأوصال والسحل قبل القتل من أحداث الرعب اليومية المعتادة في أحياء المسلمين.

ومع إجلاء عشرات الآلاف منهم نهاية يناير/كانون الثاني 2014، تحوّل مسجد بانغي المركزي إلى مخيّم يتجمّع فيه المسلمون الفارون من الموت في العاصمة.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفي قرية دمبي جنوبي شرقي البلاد قُتل إمام مسجد و26 من المصلين في هجوم على المسجد شنته مليشيات محسوبة على أنتي بالاكا المسيحية.

وهي مذبحة جديدة تضاف إلى عشرات المجازر المروعة بحق مسلمي هذا البلد الأفريقي الغني بالموارد المعدنية.

وتشهد محنة اللجوء فصولا أخرى حيث يموت الكثير ممن نجحوا في الفرار من المليشيات المسيحية جوعاً أو عطشاً أو مرضاً جراء المياه الملوثة وغياب مقومات الصحة في باحة المسجد، رغم جهود المنظمات الإغاثية.
 
وعلاوة على البشر، لم تسلم المساجد من المليشيات المسيحية، حيث دمّرت عددا كبيراً منها، بينها مسجد الرحمة في بانغي، كما أحرقت مصاحف وعبثت بمحتويات المساجد.

مسلمو الإيغور
تحت مسمّى مكافحة الإرهاب أو مكافحة التطرّف، كما تسميه السلطات الصينية، يتعرّض الإيغور المسلمون في إقليم شينغ يانغ شمالي غربي الصين للتمييز الديني والثقافي والاجتماعي.

وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، كثفت السلطات الصينية حملتها على مسلمي الإيغور، وأمرتهم بتسليم جميع نسخ القرآن وسجادات الصلاة وغيرها من المتعلقات الدينية الموجودة لديهم، مهدّدة بفرض عقوبات قاسية على المخالفين.

هذه الانتهاكات ليست جديدة، بل تعود لعقود من الزمن، بلغت ذروتها في العقدين الأخيرين لمواجهة مساعي سكان الإقليم للتمسك بالإسلام وهويتهم الإيغورية.

ووفق هيئة الإحصاء الصينية تمثل أقلية الإيغور المسلمة في الصين 2% من إجمالي السكان البالغ 1.3 مليار نسمة. وتخشى بكين أيضا تصاعد المعارضة القومية في الإقليم، التي تناهض ما تسميه الاستعمار الصيني، وهو ما ترى فيه الصين حركة إرهابية.

المصدر : وكالة الأناضول