عراق ما بعد كركوك.. حلم الأكراد يتحول لكابوس
ويبدو أن مشهد انهيار قوات البشمركة السريع أمام القوات العراقية يعكس الواقع السياسي والميداني الذي آل إليه أكراد العراق، الذين ارتفعت سقوف توقعاتهم حد المطالبة بدولة مستقلة، لينهار ذلك كله بسرعة جعلت المراقبين يتحدثون أن مرحلة ما قبل كركوك تختلف جذريا عن مرحلة ما بعدها.
احتفالات وبكاء
انسحاب الكثير من قوات البيشمركة في كركوك واصدقائهم يبكون ويقولون لقد خانوا قضيتهم…!!
K24 pic.twitter.com/0XcqE8Slgt— مصطفى الحديثي (@mustafalhadithi) October 16, 2017
بالفيديو فرار جماعي لمليشا مسعود بعد وصول الحشد الشعبي الى كركوك
اللهم احفظ إخواننا الأكراد من من مسعود
اللهم اجعلها بردا وسلاما على العراق pic.twitter.com/dIA6ToZ299— ســفيرالحنــانه (@_safeer__) October 16, 2017
كما كان لمشهد فرار آلاف العائلات الكردية من كركوك ثم من المناطق المتنازع عليها ما بدا أنها فرصة للأطراف التي طالما اتهمت إقليم كردستان بتغيير الطبيعة الديمغرافية لهذه المناطق بهدف إحداث التغيير الذي يعكس الوقائع الجديدة على الأرض.
دبابة عراقيه تطهر شوارع #كركوك من صور الطاغيه الاحمق برزاني والأهالي يدوسونها باحذيتهم #كركوك_عراقية_وتبقى pic.twitter.com/WvqoKGXjql
— ابوشهاب (@Haq8Ha) October 17, 2017
فقد اتهم بيان قيادة البشمركة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بأنه شارك في معركة السيطرة على كركوك، لكنه لم يشر إلى دور سليماني الذي ذكرت وسائل إعلام كردية أنه أشرف بنفسه على تقدم القوات العراقية بعدما اتفق مع قيادات في البشمركة التابعة للاتحاد الوطني بالانسحاب لصالح تقدم قوات حكومة بغداد.
خسائر الأكراد
وبينما رفضت قيادات في حزب الاتحاد هذه الاتهامات، وصل مشهد الانقسام حدّ تحميل أحزاب كردية رئيس الإقليم مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وحدّ الدعوة إلى تشكيل حكومة إنقاذ تحل محل الحكومة الحالية، ليتحول البارزاني من لقب القائد التاريخي الذي يبني دولة الحلم الكردي، إلى لقب القائد الذي أعاد كردستان إلى مشهد التشظي والانقسام.
ويختصر موقف القيادي الكردي البارز ورئيس حزب التحالف من أجل الديمقراطية برهم صالح هذه المواقف، حيث انتقد قيادة الإقليم واعتبر ما جرى في كركوك أنه "نتيجة للمجازفات السياسية والخطوات اللاواقعية التي لم تأخذ في حسبانها مصالح الشعب، ونتاج لمحاولات الفاسدين تغطية النهب والسلب باسم كركوك والقومية الكردية".
تحالفات تتشكل
سلسلة الخسائر وصلت إلى المواقف الدولية التي بدت "ناعمة" ردا على سيطرة القوات العراقية على مناطق النفوذ الكردي، وبدا أن رهان الأكراد على التحالف الدولي -وخاصة الولايات المتحدة– لمنع أي تغيير في الوقائع على الأرض قد فشل أيضا، حيث اكتفى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتعبير عن خيبة أمله لما جرى، وتأكيده أن واشنطن لن تنحاز إلى أي من الطرفين الحليفين لها.
وبينما تتضح الصورة الميدانية لخارطة السيطرة الجديدة في العراق وسط تحقيق الحكومة الاتحادية لمكاسبها يوما بعد يوم وخسارة الأكراد مكاسب حققوها منذ عام 2003، ينتظر الجميع الارتدادات السياسية لمرحلة ما بعد كركوك، وانعكساتها على إقليم كردستان خاصة، والعراق وعلاقاته الداخلية والإقليمية عامة. كما تتشكل خارطة تحالفات جديدة في المنطقة تجمع لأول مرة عواصم النفوذ في بغداد وأنقرة وطهران وربما دمشق من أجل مقاربة جديدة لم تكن متوقعة حتى أسابيع قليلة مضت.