دراسة: علاقة السيسي بإسرائيل غير مسبوقة

Egypt's President Abdel Fattah al-Sisi attends a news conference with Greek Prime Minister Alexis Tsipras and the Cyprus' President Nicos Anastasiades (unseen) at the El-Thadiya presidential palace in Cairo, Egypt, October 11, 2016. Picture taken October 11, 2016. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
إسرائيل ترى في نظام السيسي فرصة غير مسبوقة لتمتين العلاقات مع مصر (رويترز)

قالت دراسة إسرائيلية صدرت حديثا إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ما زال يواجه تحديات بعد مرور ثلاثة أعوام على وصوله للسلطة، جزء منها مشاكل قديمة في الدولة، وآخر نشأ في السنوات الأخيرة، في ظل حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

وأضافت الدراسة -التي أعدها البروفيسور أفرايم كام، ونشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن مصادر مشاكل السيسي تكمن في ثلاثة عوامل أساسية، أولها المواجهة التي يخوضها مع خصومه السياسيين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، وثانيها الحرب التي يشنها على الجماعات الإسلامية المسلحة، وثالثها التحديات الاقتصادية.

وأوضح كام -وهو مساعد رئيس المعهد- أن خصومة السيسي مع الإخوان تزداد في ظل ما تحظى به الجماعة من تأييد شعبي لأن السلطة تم انتزاعها منها بطريقة غير قانونية، وهو ما يرشح استمرار المواجهة بين الجيش والجماعة.

ورغم ما اتخذه السيسي ضد الإخوان من إجراءات عنيفة، وما يبثه تجاههم من اتهامات بتورطهم في الأعمال المسلحة التي تشهدها البلاد بين الفينة والأخرى، فليس هناك الكثير من الأدلة والشواهد التي تؤكد هذه المزاعم.

التهديد الأمني المتمثل بالجماعات المسلحة العاملة ضد نظام السيسي، تتركز في ثلاثة مواقع، أولها في سيناء، وثانيها ببعض المناطق الحضرية بقلب مصر، وثالثها في غرب البلاد متأثرة بالقتال في ليبيا

التهديد الأمني
أما عن التهديد الأمني المتمثل بالجماعات المسلحة العاملة ضد نظام السيسي، فتتركز وفقا للدراسة في ثلاثة مواقع أساسية، أولها في شبه جزيرة سيناء، وثانيها ببعض المناطق الحضرية في قلب مصر، وثالثها تقع في غرب البلاد متأثرة بالقتال الدائر في ليبيا المجاورة.

وأوضح كام -الجنرال السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) والمحاضر بكلية الأمن القومي- أن ما زاد من خطورة سيناء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، ورغم ما بذله نظام السيسي من جهود أمنية، وتعزيزات عسكرية كبيرة في سيناء، لكنه يعلم أنه لن يستطيع القضاء الكلي على التنظيم لأن الجيش المصري ليس متشجعا كثيرا لخوض معارك برية على الأرض مع مقاتلي التنظيم.

كما اعترف النظام متأخرا أن جزءا من مواجهته للجماعات الإسلامية المسلحة بسيناء يتعلق بحصوله على الدعم السياسي من سكانها، ومحاولته إيجاد عازل بينهم وبين مقاتلي التنظيم.

ولفتت الدراسة إلى أن ما قام به النظام المصري من عمليات عسكرية على الحدود مع قطاع غزة تمثلت بهدم مئات من المنازل، والإضرار بمصادر أرزاق سكان شمال شرق سيناء، تسبب بعداوات بين الدولة المصرية والسكان، وأسفر عن تنفيذ عمليات مسلحة ضد الجيش أسهمت في حالة عدم الاستقرار الأمني داخل مصر، وهو ما أساء لسمعة الحكومة.

إسرائيل ترى في السيسي فرصة لتمتين العلاقات مع مصر، فمستوى المصالح المتبادلة اتسع مؤخرا ليصل لدرجة غير مسبوقة من الحميمية والود، وتبقى المسألة الأمنية هي بيضة القبان في هذه العلاقات الثنائية

دعم إسرائيلي
الدراسة طرحت تساؤلات حول قدرة نظام السيسي على الاستقرار والبقاء رغم ما يمر به من أزمات أمنية واقتصادية، لاسيما بعد إيقاف دول الخليج العربي دعمها المالي لمصر وما تسببه من هزة حقيقية للنظام.

وتحدثت كذلك عن أن إسرائيل ترى في نظام السيسي فرصة لتمتين العلاقات مع مصر، حي أن مستوى المصالح المتبادلة بين القاهرة وتل أبيب اتسع في السنوات الأخيرة، ليصل لدرجة غير مسبوقة من الحميمية والود، وتبقى المسألة الأمنية هي بيضة القبان في هذه العلاقات الثنائية.

إسرائيل من جهتها تبدي دعمها الكامل للجهود الأمنية والعسكرية المصرية بسيناء، وتقدم مساعدتها للجيش المصري في مجال المعلومات الأمنية والاستخبارية.

وأضاف الكاتب أن هناك تعاونا بين مصر وإسرائيل بمجالات لا داعي لذكرها بهذه الدراسة.

وأشار إلى أن إسرائيل تنشط في إقناع الولايات المتحدة لضمان استمرار الدعم الأميركي لمصر في ظل توتر علاقات السيسي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

الدراسة ختمت بالقول إن إسرائيل تنظر بعين الرضا لما يقوم به السيسي تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتدمير مئات الأنفاق التي توصل السلاح إليها، وإعلان الحركة منظمة إرهابية، واعتبرها عدوة لمصر نظرا لعلاقتها بجماعة الإخوان.

كما أن السيسي يرى في اتفاق السلام مع إسرائيل كنزا استراتيجيا، بل إنه تجاوز نظام الرئيس السابق حسني مبارك في إبداء دعم أكبر لعملية التطبيع مع إسرائيل، ليس فقط في المجال الأمني وإنما في المجالات السياسية والاقتصادية.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية