الخلافات تبعد حرس نينوى عن عمليات الموصل

قوات حرس نينوى
حرس نينوى يضم نحو ثلاثة آلاف مقاتل سني غالبيتهم من أبناء محافظة نينوى (الجزيرة)
بغداد-الجزيرة نت

أثار قرار إبعاد قوات حرس نينوى التابعة لمحافظها السابق أثيل النجيفي عن الجانب الأيسر لمدينة الموصل شمال بغداد، وتفعيل مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، ردود فعل متباينة بين الأطراف السياسية وخاصة السنية منها.

وترى تلك الأطراف أن عملية الإبعاد جاءت عبر ضغوط سياسية من قبل قوى قريبة من الحكومة، تزامنا مع اقتراب استعادة السيطرة على الموصل، وهو ما أكده النجيفي عبر صفحته على فيسبوك.

واستنكر رئيس الكتلة النيابية لتحالف القوى العراقية أحمد المساري القرار، مؤكدا أنه ليس من حق أي جهة أن تمنع أبناء الموصل من "تحرير مناطقهم"، معتبرا عملية الإبعاد كانت بدوافع وأهداف سياسية، للتنافس على السيطرة على الأرض بعد استعادتها.

وأشار إلى أن القوات المذكورة رسمية تم تشكيلها بأمر حكومي عندما بدأ تشكيل مليشيا الحشد الشعبي، مذكرا بقرار لضمها إلى هيئة الحشد الشعبي باعتبارها قوة تابعة للحكومة، وحذر "من تكرار كارثة احتلال الموصل، إذا استمر حرمان أهلها من إدارتها".

من جهته، قال القيادي في حرس نينوى عبد الله النجيفي -وهو نجل أثيل- إنهم لا يسعون إلى التصعيد إزاء القرار في الوقت الراهن، "خاصة أن أمامنا مصلحة كبرى هي تحرير الجانب الأيمن من المدينة"، موضحا أن انسحاب حرس نينوى إلى معسكر الشلالات كان لغرض إعادة التنظيم وترتيب الأوضاع.

وطالب في حديثه للجزيرة نت باستيعاب حرس نينوى وفهم وضعه، باعتباره القوة الوحيدة المنضبطة التي تستطيع إعادة الثقة بين الأهالي والقوات الأمنية.

المسؤولون في قوات حرس نينوى استنكروا قرار إبعادهم عن عمليات الموصل (الجزيرة)
المسؤولون في قوات حرس نينوى استنكروا قرار إبعادهم عن عمليات الموصل (الجزيرة)

قرار سياسي
ولا يخفي المتحدث الرسمي باسم حرس نينوى زهير الجبوري أن سيناريو سقوط الموصل يتكرر، موضحا أن أحد الأسباب وراء سقوط المدينة بيد تنظيم الدولة كان القرار السياسي الضاغط على القرار العسكري، "وهو أمر يكاد يتكرر الآن وهذا ما نخشاه".

وأضاف للجزيرة نت أن القرار الطائفي يبدو حاضرا، خاصة أن إبعاد حرس نينوى جاء لكونه مؤلفا من أبناء الموصل، "وهو على ما يبدو لا يتناغم مع توجهات بعض الأطراف القريبة من الحزب الحاكم".

من جهته، برر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة يحيى الزيدي قرار إبعاد حرس نينوى بأنه جاء للحفاظ على حياة عناصره، وإبعادهم عن خطوط التماس مع العدو، مؤكدا "أن الأوامر جاءت لتشمل جميع الحشود".

ولفت إلى أن السيطرة على الأرض تجري الآن من خلال قطاعات الجيش وقوات شرطة نينوى حصرا، رافضا التعليق على قرار عدم انسحاب بعض الحشود من الجانب الأيسر، الذي يخالف ما جرى إعلانه.

مذكرة توقيف
وفيما يتعلق بتوقيف النجيفي، فقد سبق لمحكمة التحقيق المركزية العراقية أن أصدرت في أكتوبر/تشرين الأول مذكرة توقيف ضده بتهمة التخابر مع دولة أجنبية.

واعتبر نجله عبد الله أن التلويح بأوامر القبض على والده ما هو إلا "أزمة متجددة تمارس بين الحين والآخر كورقة ضغط للنيل من جهوده في استعادة المدينة وضبط أمنها"، وطالب بضرورة تنفيذ الأوامر القضائية "بحق الآخرين"، الذين تسببوا بسقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويجد الكاتب والمحلل السياسي حمزة مصطفى أن الغموض يلف قضية إبعاد حرس نينوى خصوصا أنها تزامنت مع تحريك مذكرة إلقاء القبض على المحافظ السابق، مؤكدا أن "خلط الأوراق سيزيد تعقيد المشهد في المدينة بعد تحريرها".

ويضم حرس نينوى نحو ثلاثة آلاف مقاتل سني، غالبيتهم من أبناء محافظة نينوى يقودهم المحافظ السابق لنينوى، وقد تلقوا تدريبات على يد القوات التركية في معسكر بعشيقة شمال شرق الموصل.

المصدر : الجزيرة