عائلة أبو غوش.. شهيدان في عام واحد

فلسطين القدس مخيم قلنديا يناير 2017 حسين سالم أبو غوش الشهيد الثاني لعائلته أعدم في الذكرى الأولى لاستشهاده ابن عمه
حسين سالم الشهيد الثاني لعائلة أبو غوش أعدمه الاحتلال في الذكرى الأولى لاستشهاد ابن عمه (الجزيرة)

ميرفت صادق-مخيم قلنديا

لم يمر الـ25 من يناير الجاري على عائلة أبو غوش اللاجئة في مخيم قلنديا شمال القدس عاديا، ففي هذا التاريخ قدمت العام الماضي شهيدها الأول وتقدم هذا العام شهيدها الثاني.

ولا تزال ملصقات ابن أخ سالم أبو غوش الشهيد حسين محمد أبو غوش معلقة على الجدران بعدما أعدم قبل عام برصاص الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذه مع صديق له عملية طعن أصابت مجندتين إسرائيليتين غرب رام الله وسط الضفة الغربية.

مساء الأربعاء الماضي مضى الحسين "الثاني" لعائلة أبو غوش على درب ابن عمه حين حاول – وفق إفادة الاحتلال- تنفيذ عملية دعس لجنود ومستوطنين قرب مستوطنة "كوخاف يعقوب" الجاثمة على أراض شرق مخيم قلنديا.

 عائلة أبو غوش قدمت شهيدين خلال عام واحد (الجزيرة)
 عائلة أبو غوش قدمت شهيدين خلال عام واحد (الجزيرة)

احتضنت والدة الشهيد حسين سالم أبو غوش (19 عاما) ثيابه وانزوت في طرف البيت لم تقو على الحديث، بينما قال والده إنهم "يعيشون صدمة كبيرة" وأضاف "بينما كنا نستعد لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد ابن أخي، ونستقبل مولودا جديدا في العائلة باسمه، استقبلنا خبر استشهاد ابني حسين أيضا".

لكل بيت حسينه
خمسة أشقاء، اختاروا جميعا إطلاق اسم والدهم الذي توفي في طفولتهم على أبنائهم، فكان لكل بيت حسينه في العائلة التي عانت العام الماضي من احتجاز جثمان شهيدها الأول بعد إعدامه، ثم هدم منزلها في نيسان/أبريل بحجة أن عمليته أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة أخرى.

أما شهيدها الثاني حسين سالم أبو غوش الذي تناديه عائلته أيضا باسم "عبود" فلم يكن ناشطا في المخيم، ولم يسبق اعتقاله كما الغالبية في المخيم، لكن اهتماماته وحياته تغيرت بعد استشهاد ابن عمه وصديقه الوحيد.

يقول والده "ابني شاب عادي لا علاقات كثيرة له، وهو شخص طيب وحنون على والدته وشقيقاته، وكان ابن عمه الشهيد أقرب الناس إليه"، ويضيف "تخاف والدته عليه لدرجة أنها تجلس لتشم ثيابه إذا غاب قليلا.. وفي صغره عندما ذهب إلى الروضة كانت تبكي من شوقها إليه حتى يعود".

ابنة عمه ميس شقيقة الشهيد الأول، تقول إنه لازم عائلتها منذ استشهاد شقيقها، و"إذا مرض عمه يظل على رأسه حتى يشفى، وحين هدم الاحتلال بيتهم قبل شهور كان خير مساند لهم".
وتضيف ميس "مر عام صعب على العائلة منذ استشهاد حسين الأول، وعندما فقدنا شهيدنا الثاني عاد الحزن من جديد".

مشوار قصير
ويؤكد والد "عبود" أنه لم يتحدث كثيرا مؤخرا ولم يشر إلى أنه سيقوم بعملية أو سينتقم لابن عمه، وفي يوم الحادثة طلب مفاتيح السيارة و"قال لوالده إنه ذاهب إلى مشوار قصير" بعد أن قبّل يديه.

لكن عائلته تعرفت عليه من صورة السيارة التي نشرها الاحتلال وقال إنه حاول تنفيذ عملية دعس بها قبل إعدامه، حيث استدعى الاحتلال الإسرائيلي الوالد بعد العملية مباشرة.

وقال إنه خضع لاستجواب عن العائلة وأفرادها وأسمائهم ونشاطهم، ورفض الاحتلال إعطاءه أية معلومات عن ظروف إعدام ابنه أو طبيعة إصابته أو مكان احتجاز جثمانه.

‪‬ قدم مخيم قلنديا للاجئين خلال العام الأخير 15 شهيدا(الجزيرة)
‪‬ قدم مخيم قلنديا للاجئين خلال العام الأخير 15 شهيدا(الجزيرة)

وفي العزاء الصامت، تحدثت خالته هديل أبو غوش عن رؤيا قصها الشهيد على عائلته قبل أسبوع، قال إنه عاتب ابن عمه حسين لذهابه دون وداعه، فأجابه "لا تحزن سآخذك عندي"، وقالت "كان يبكي وهو يتحدث عن رؤياه".

غير أن حزن عبود على رحيل صديقه وابن عمه لم يحل دون المداومة على تعلّم صيانة الأجهزة بأحد المعاهد في رام الله، ودفع قسط الفصل القادم، وكان يعمل بأحد الشركات المتخصصة بذلك، وقبل أيام من العملية مازح زملاءه في العمل بألا ينسوا تحضير كعكة عيد ميلاده في التاسع من فبراير/شباط القادم.

وقدم مخيم قلنديا منذ بداية الهبة الفلسطينية مطلع أكتوبر 2015 خمسة عشرة شهيدا غالبيتهم أعدموا بحجة تنفيذ أو محاولة تنفيذ عمليات دعس أو طعن، وهدم الاحتلال في هذه الفترة منازل ثلاثة منهم.

المصدر : الجزيرة