حركة "مقاومة" ضد ترمب على تويتر بالولايات المتحدة

US President Donald Trump gestures during the signing of Executive Orders in the Hall of Heroes at the Pentagon in Arlington, Virginia, USA, 27 January 2017.
حركة التمرد بدأت بعد شطب تغريدات وبيانات من مواقع وحسابات أميركية رسمية كانت محرجة للرئيس ترمب (الأوروبية)

بدأت حركة "مقاومة" على مواقع التواصل الاجتماعي ضد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ضوء مساعيه للتحكم في المعلومات والإعلام.

وانطلقت هذه الحركة بعد شطب تغريدات وبيانات من مواقع وحسابات أميركية رسمية كانت محرجة للرئيس الجديد، منها تقارير حكومية عن التغير المناخي الذي يطعن ترمب في حقيقته.

وخرج البعض على موقع تويتر بأسماء بديلة حيث زعموا أنهم موظفون في الحكومة الاتحادية يمارسون حقهم في حرية التعبير، وتصاعدت هذه المقاومة لتتحول إلى حركة.

ونثرت أولى بذور التمرد "وكالة المنتزهات القومية" التي تعرضت لهجوم من الإدارة الجديدة بسبب الصور التي نشرتها على موقعها وتظهر حجم الحشد الذي حضر لمشاهدة تنصيب ترمب، مقارنة مع الحشد الذي شاهد تنصيب الرئيس السابق باراك أوباما قبل ثماني سنوات.

وبعد شطب هذه التغريدات، صدرت تغريدات من حساب باسم وكالة المنتزهات القومية -الذي ذكرت بعض التقارير أن صاحبه موظف سابق في الوكالة- يوفر روابط لدراسات حول التغير المناخي. وعندما أزيلت هذه الروابط، ظهر حساب جديد لوكالة المنتزهات على تويتر وحصل على 1.2 مليون متابع خلال أيام قليلة. ووُصف الحساب بأنه "فريق المقاومة غير الرسمي لجهاز المنتزهات".

وخلال الأيام القليلة الماضية ظهرت العشرات من حسابات تويتر "المتمردة" أو "البديلة"، ومن بينها حساب يتعلق بالإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي (لوكالة الفضاء)، وحساب بديل لإدارة الأغذية والأدوية.

وظهر حساب آخر باسم "حقائق بديلة" على تويتر أصبح له أكثر من 150 ألف متابع، ويهدف إلى توفير البيانات التي قد تخفيها وكالة حماية البيئة.

وجاء على هذا الحساب "قد يستطيع أن يأخذ حسابنا الرسمي على تويتر، ولكنه لن يستطيع أبدا أن يأخذ حريتنا"، مضيفا "نقاوم بشكل غير رسمي".

وبدأت هذه الرسائل في جذب الانتباه مع وسوم من بينها "قاوموا ترمب" و"حقائق عن المناخ"، رغم أنه لم يتضح هل صدرت هذه الرسائل من الموظفين الاتحاديين أنفسهم.

وطبقا لعدد من التغريدات فإن عددا من حسابات تويتر نقلت إلى أشخاص خارج الحكومة لتجنب أي إجراءات عقابية.

ونفى المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أن تكون الإدارة تحاول قمع حرية التعبير بين موظفي الإدارة الاتحادية. وقال ردا على سؤال عما إذا كان البيت الأبيض قد أمر بحملة قمع "لم يصدر أي شيء بهذا الشأن من البيت الأبيض".

ولكن بحسب صحيفة "واشنطن بوست" فقد أعرب ترمب شخصيا عن غضبه لرئيس وكالة المنتزهات القومية بسبب صور التنصيب، وأمره بأن ينشر صورا تظهر أعدادا أكبر من الحشود في حفل تنصيبه.

‪جريدة ديلي نيوز نشرت على غلافها رسما كاريكاتيريا لدونالد ترمب وهو يقطع رأس تمثال الحرية‬  (الصحافة الأميركية)
‪جريدة ديلي نيوز نشرت على غلافها رسما كاريكاتيريا لدونالد ترمب وهو يقطع رأس تمثال الحرية‬ (الصحافة الأميركية)

تكرار الربيع العربي
ويرى الأستاذ في معهد "أوكسفورد إنترنت" فيليب هاورد الذي درس دور مواقع التواصل الاجتماعي في الربيع العربي، بعض التشابه بين هذه الأحداث، وقال "عندما تحاول الحكومات إغلاق موارد المعلومات، يبدأ الناس في البحث عن سبل جديدة للتعبير عن أنفسهم وتبادل المعلومات".

وأضاف "كانت المقاومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جزءا مهما من الربيع العربي، حيث استخدم المحتجون هذه المواقع بنجاح لتحويل حركة الاستياء إلى احتجاجات واسعة في الشوارع. ومن الصعب الآن معرفة هل سيكون لوسائل التواصل الاجتماعي نفس الدور في الولايات المتحدة لأن ترمب وفريقه للاتصالات السياسية ناشط بالفعل على تويتر وفيسبوك".

ووصف جون وندرليتش المدير التنفيذي لمؤسسة "صانلايت" التي تدعو إلى الشفافية في الحكومة، هذه التحركات بأنها غير مسبوقة.

وأوضح أن "هذا نوع جديد من المقاومة الجماعية يقوم به موظفون يشعرون أنهم لا يستطيعون التحدث إلى الناس، ويجدون قنوات بديلة". وأضاف "المذهل هو استجابة عامة الناس التي تنشر هذه الأصوات".

المصدر : الفرنسية