النظام يتحايل على الهدنة بدرعا لقضم الأراضي

خاص للجزيرة نت- جانب من مرابطة قوات المعارضة المسلحة ضد النظام في ريف درعا
جانب من مرابطة المعارضة المسلحة ضد النظام في ريف درعا (الجزيرة نت)

عمر حوراني-ريف درعا 

 تحت دعوى صد هجمات المعارضة المسلحة، تستمر عمليات قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية المساندة لها، في الريف الشمالي لمحافظة درعا، في مسعى لقضم مناطق جديدة، متبعا سياسة جديدة وصفها عسكريون معارضون بالخطيرة.

فمنذ نحو شهرين، تتقدم قوات النظام والمليشيات في المنطقة المحيطة بالأوتوستراد الدولي الرابط بين محافظة درعا والعاصمة دمشق، والذي يعتبر خط الإمداد الرئيسي والوحيد لقوات النظام بالمحافظة الجنوبية، تزامنا مع تمكنها من إحكام السيطرة على بلدة الفقيع وقرية الوردات ومواقع عسكرية محيطة بالأوتوستراد.

سياسة القضم
وقال قيادي عسكري في الجيش السوري الحر إن النظام وبدعم من المليشيات الشيعية المساندة له اتبعوا سياسة جديدة لتتلاءم مع وقف إطلاق النار، وهي قضم مساحات صغيرة من مناطق سيطرة المعارضة، والتقدم ببطء بالاعتماد على عناصر المليشيات في محاصرة المناطق والتسلل إليها، والحد من استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية.

وأوضح عمران أبو الطيب في تصريح لـ الجزيرة نت أن بعض المناطق -وأبرزها بلدة الفقيع وقرية الوردات وتل العين والكتيبة المهجورة بريف درعا الشمالي- خضعت مؤخرا لسيطرة النظام والمليشيات، دون أن يكون هناك إعلان للعمليات العسكرية.

وأشار إلى أن قوات النظام والمليشيات كانت تتقدم وتحاصر دون الاعتماد على سلاح الجو، كي لا تلفت الأنظار، ويوجه لها الاتهام بخرق وقف إطلاق النار.

‪ناشطون يؤكدون أن إعلام النظام يبث أحيانا معلومات كاذبة عن هجوم المعارضة‬ ناشطون يؤكدون أن إعلام النظام يبث أحيانا معلومات كاذبة عن هجوم المعارضة (الجزيرة)
‪ناشطون يؤكدون أن إعلام النظام يبث أحيانا معلومات كاذبة عن هجوم المعارضة‬ ناشطون يؤكدون أن إعلام النظام يبث أحيانا معلومات كاذبة عن هجوم المعارضة (الجزيرة)

وتناولت مؤخرا وسائل إعلام رسمية موالية للنظام العمليات العسكرية بريف درعا الشمالي، على أنها عمليات صد لهجمات المعارضة المسلحة.

وبشأن ذلك، قال الناشط الإعلامي المعارض عمار عبد الله إن إعلام النظام يبث أحيانا معلومات كاذبة عن هجوم المعارضة المسلحة على مناطق سيطرته وخاصة بريف درعا الشمالي، لتكون مبررا لهجماته.

سياسة الحصار
وأضاف العبد الله للجزيرة نت أن قوات النظام والمليشيات تعمد أيضا إلى سياسة فرض الحصار في محاولة لإجبار المدنيين والمقاتلين على تسليم منطقتهم.

وأشار إلى أن هذا ما حدث في بلدة محجة الإستراتيجية لكونها تطل على الأوتوستراد الدولي بريف درعا الشمالي، إذ يسعى النظام من خلال حصارها إلى ربط جميع المناطق التي يسيطر عليها على طول الجانب الغربي للأوتوستراد الدولي، أي من محجة شمالا إلى عتمان جنوبا.

يُذكر أنه منذ حوالي ثمانية شهور، تتركز عمليات النظام والمليشيات المساندة، في المناطق المحيطة بالأوتوستراد الدولي، حيث يهدف النظام إلى تأمينه، وإبعاد المعارضة المسلحة قدر المستطاع عن خط إمداده، كما يسعى إلى إعادة تمركزه في المواقع العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية.

المصدر : الجزيرة