هل يفك جيش الفتح حصار حلب ثانية؟

الأهمية العسكرية للسيطرة على كلية المدفعية بحلب
جيش الفتح سيطر على الكليات العسكرية بمدخل حلب الجنوبي قبل نحو شهر ثم خسرها مؤخرا (خرائط غوغل)

محمد كناص-غازي عنتاب

بعد 28 يوما من فك الحصار عن أحياء المعارضة المسلحة في حلب، عادت المدينة إلى داخل سياج النظام ثانية، وذلك بعد هجوم مفاجئ الأحد على مواقع جيش الفتح في الكليات الحربية بمدخل حلب الجنوبي.

ومع استعادة النظام لمواقعه في جنوب حلب، تظهر أسئلة معقدة عن كيفية عودة النظام بقوة، ولا سيما أن قواته كانت تخسر عشرات الجنود أمام تقدم المعارضة، كما أن جيش الفتح أبدى صلابة قوية في صد 22 محاولة من قبل المليشيات الموالية للنظام.

وقال الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام الإسلامية (من مكونات جيش الفتح) أبو يوسف المهاجر إن ما حصل في حلب ليس انكسارا أمام قوات النظام، فهو ليس سوى فقدان لبعض المواقع في إحدى جولات النزال، مؤكدا أن المعركة كر وفر.

وأضاف للجزيرة نت أن ما حصل كان بسبب الضغط الشديد الذي مارسه النظام وحلفاؤه على مواقعهم في منطقة الكليات الحربية، حيث كانت المعركة في هذه النقاط قوية جدا ما اضطرهم للانسحاب تدريجيا.

‪المهاجر: ما حصل في حلب ليس انكسارا أمام قوات النظام‬ (الجزيرة)
‪المهاجر: ما حصل في حلب ليس انكسارا أمام قوات النظام‬ (الجزيرة)

عامل الوقت
أما المحلل العسكري أديب العليوي فقال للجزيرة نت إن النظام عمد منذ فك الحصار عن مدينة حلب في منطقة الكليات الحربية إلى اتباع تكتيك إغراق العدو بموجات بشرية مدعومة بغطاء جوي كثيف، ما أسفر عن إرهاق جيش الفتح، لافتا إلى أن قصف الطيران الروسي بالأسلحة المحرمة دوليا جعل صمود جيش الفتح في غاية الصعوبة.

وأضاف أن جيش الفتح حقق تقدما كبيرا على حساب قوات النظام في معركة فك الحصار عن حلب خلال فترة قصيرة، إلا أن تردده في استكمال المرحلة الرابعة من معركته التي أعلن عنها وهي دخول المدينة منح النظام فرصة إعادة ترتيب صفوفه وإعادة الحصار مستفيدا من عامل الوقت.

وقال العليوي إن قوات المعارضة كثيرا ما كانت تحقق انتصارات على حساب قوات النظام في فترة قصيرة بعدة مناطق، مثل منطقة كسب والواجهة البحرية باللاذقية، وكذلك جبل زين العابدين في ريف حماة الشمالي، وهو ما تكرر في فك الحصار عن حلب الذي توقف فجأة ولم يتواصل بالتقدم إلى بقية أحياء المدينة.

وحسب العليوي فإن النظام لم يتبع تكتيكا جديدا في استعادة الكليات الحربية، بل اعتمد على مناوشة جيش الفتح يوميا من خلال ضخ قوات جديدة من المرتزقة.

ولم يستبعد المحلل العسكري أن يعيد جيش الفتح ترتيب صفوفه ويعيد فك الحصار عن حلب، لكنه يتساءل عن إمكان ذلك في ظل الحديث عن فرض هدنة في عموم سوريا من قبل الولايات المتحدة وروسيا، وقد تحدث قبل عيد الأضحى الذي بات قريبا.

المصدر : الجزيرة