شقيقان فلسطينيان يواجهان الموت طلبا للحرية

فلسطين رام الله أيلول 2016 والدة الأسيرين البلبول وشقيقتهما التي اعتقلت لثلاثة شهور خلال اعتصام للمطالبة بالافراج عنهما
والدة الأسيرين البلبول وأختهما المعتقلة السابقة خلال اعتصام للمطالبة بالإفراج عن محمد ومحمود (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

منذ مطلع يوليو/تموز الماضي، يخوض الشقيقان محمد ومحمود البلبول من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة إضرابا متواصلا عن الطعام رفضا لاعتقالهما الإداري بدون تهمة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حتى باتت حياتهما معرضة للخطر الشديد.

واعتقل الشقيقان ليلة التاسع من يونيو/حزيران الماضي، وتم تحويلهما للاعتقال الإداري مباشرة دون التحقيق معهما، كما تفيد العائلة. وسبق ذلك اعتقال شقيقتهما نوران (16 عاما) على حاجز إسرائيلي شمال بيت لحم، وقد أُفرج عنها بعد ثلاثة أشهر.

وظهر اليوم الاثنين، أعلنت هيئة الأسرى الفلسطينيين أن محمد البلبول يفقد البصر بشكل مؤقت، وحذرت من تدخل لجنة طبية إسرائيلية لتغذيته قسرا.

وقال المحامي طارق برغوث إن حقن الأسير بالمدعمات الغذائية قسرا يهدد حياته بخطر مضاعف، وينتهك حقه في الاحتجاج، ويتنافى مع القوانين والاتفاقيات الدولية.

ومن المقرر أن يتقدم محامي الشقيقين بالتماس إلى المحكمة الإسرائيلية العليا الأربعاء ويطالب بالإفراج عنهما بسبب تدهور حالتهما الصحية إلى درجة خطيرة، وذلك بعد رفض الاحتلال التماسات سابقة ضد اعتقالهما إداريا.

‪إحدى صور التضامن مع الأسيرين محمد ومحمود المضربين عن الطعام‬ إحدى صور التضامن مع الأسيرين محمد ومحمود المضربين عن الطعام (الجزيرة نت)
‪إحدى صور التضامن مع الأسيرين محمد ومحمود المضربين عن الطعام‬ إحدى صور التضامن مع الأسيرين محمد ومحمود المضربين عن الطعام (الجزيرة نت)

وضع متدهور
ويحتجز محمد وهو طبيب أسنان (25 عاما) في قسم العناية المكثفة بمستشفى "ويلفسون" بتل أبيب، وقالت والدته سناء إنه يتعرض لحالات إغماء شديدة ويعاني من ضعف القدرة على الحركة بالإضافة إلى إصابته بطفح جلدي، كما يواجه خطر تعطل الكبد والكلى.

وأبلغ محمد، وهو الابن الأكبر لعائلته، لجنة الأخلاقيات الطبية بالمستشفى الإسرائيلي رفضه تناول المدعمات والملح والسكر، وطلب إنعاشه فقط في حال تعرضه لغيبوبة.

أما شقيقه الأصغر محمود (23 عاما) -الذي سبقه بالإضراب عن الطعام في الأول من يوليو/تموز الماضي- فيعمل ضابطا في هيئة التوجيه السياسي الفلسطينية، ويكمل دراساته العليا في برنامج الدراسات الإسرائيلية بجامعة القدس، وقد نقل إلى مستشفى "أساف هاروفيه" الإسرائيلي بمدينة الرملة، بعد تدهور وضعه الصحي أيضا.

وتقول والدته إن محمود فقد قرابة ثلاثين كيلوغراما من وزنه، ويتعرض أيضا لحالات إغماء، ولا يستطيع شرب الماء عن طريق الفم بل بالوريد فقط.

والأسيران ابنا الشهيد أحمد خليل البلبول القيادي بكتائب شهداء الأقصى الذي اغتالته قوة إسرائيلية خاصة في مارس/آذار 2008. وتقول والدتهما إنهما لجآ للإضراب عن الطعام كسلاح وحيد لإنهاء اعتقالهما دون تهمة، ولمواجهة تهديد إسرائيلي بتجديده سنوات طويلة.

ومنذ أسابيع، يقيد الشقيقان من أيديهما وأقدامهما إلى سريريهما في غرف العناية المكثفة، وتقول الأم إن الاحتلال يخافهما رغم أنهما أصبحا جثتين هامدتين. وتنقل العائلة عن أطباء الاحتلال تحذيرهم من أن محمود مهدد بالإصابة بالشلل في أطرافه.

‪والدة الأسير مالك القاضي المضرب عن الطعام‬ والدة الأسير مالك القاضي المضرب عن الطعام (الجزيرة نت)
‪والدة الأسير مالك القاضي المضرب عن الطعام‬ والدة الأسير مالك القاضي المضرب عن الطعام (الجزيرة نت)

خوف الأم
تقول الأم سناء إنها تشعر بالموت يحيط بها كل يوم خوفا على ابنيها، وقد قضت أياما طويلة وحيدة بعد اعتقال جميع أبنائها بين أبريل/نيسان ويوليو/تموز الماضيين. وقالت "كدت أن أفقد عقلي".

وقالت إن نجلها الأكبر اعتقل بعد اغتيال والده بأيام، وكان في السابعة عشرة، وحرم من التقدم لامتحان الثانوية العامة، وتلقى عزاء والده في سجن عوفر الإسرائيلي. وأنهى محمد دراسة الطب في مصر منذ عام تقريبا، وعاد ليفتتح عيادته بمدينة بيت لحم لكن اعتقاله مع شقيقه وشقيقتهما حال دون اكتمال حلم العائلة باستقراره وزواجه.

وتمكنت الأم من زيارة محمد في عيد الفطر حين أبلغها أنه سينضم لشقيقه في الإضراب. وإلى جانب الشقيقين البلبول، يخوض الأسير مالك القاضي (20 عاما) من بيت لحم أيضا إضرابا متواصلا عن الطعام منذ 55 يوما، كما تؤكد عائلته.

وفي إفادة لوالدته، قالت إن صحته تدهورت مما استدعى نقله إلى مستشفى ويلفسون بعد 35 يوما من إضرابه، وهناك خضع لعملية جراحية. لكن العائلة صدمت بأخبار نقلها محامي نجلها عن تعرضه للضرب المبرح في حمام المستشفى بعد إجرائه العملية الجراحية.

وقالت الأم إن السجانين بدؤوا بمفاوضته والضغط عليه لوقف إضرابه بعد ضربه. لكنه رفض ذلك بدون اتفاق واضح يفضي للإفراج عنه.

المصدر : الجزيرة