قصف قافلة الإغاثة بحلب طعنة بظهر الأمم المتحدة

ميلاد فضل-ريف حلب

أشلاء بشرية متناثرة, ورائحة دماء تزكم الأنوف، وبزات ممزقة للهلال الأحمر السوري منتشرة، هذا ما شهدته الجزيرة لدى الوصول إلى مكان استهداف قافلة الإغاثة المحملة بالمساعدات الأممية.

فقد أدى قصف جوي لقافلة الإغاثة المكونة من 20 شاحنة إلى مقتل 14 شخصا من عمال الإغاثة ومتطوعي الهلال الأحمر بينهم عمر بركات مدير مركز الهلال الأحمر في أورم الكبرى بريف حلب الغربي.

المشهد المريع تضمن لافتات ممزقة وأخرى محترقة تحمل شعار الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية, وهو ما عُدّ شاهدا على سابقة في استهداف قافلة إغاثة تحمل مساعدات أممية.

في المكان نفسه مئات العبوات وقد تناثرت منها محتوياتها من مساعدات إنسانية تتضمن مواد غذائية وطبية, وثيابا وألعابا للأطفال, وغيرها من المواد.

القافلة كانت تحمل مساعدات مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان, ومنظمة الصحة العالمية, ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الهجرة الدولية, بإشراف الهلال الأحمر السوري.

المشهد الذي يحمل توقيع مقاتلات روسية وقوات النظام السوري، دفع ستيفن أوراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة إلى القول إنه يشعر "بالاشمئزاز والصدمة من الأخبار التي أفادت بتعرض قافلة للهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة للقصف".

الغضب أيضا هو الموقف نفسه لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا, لتطالب الأمم المتحدة تاليا بإجراء تحقيق فوري في الحادثة, ويعلق الصليب الأحمر الدولي وعدد من المنظمات عملها في سوريا احتجاجا على الحادث.

إحدى الشاحنات المحملة بالمساعدات بعد استهدافها بالقصف (ناشطون)
إحدى الشاحنات المحملة بالمساعدات بعد استهدافها بالقصف (ناشطون)

الجزيرة التقت في مكان القصف بعدد من الأهالي وعمال الإغاثة، ومن بينهم أبو علي أحد متطوعي الهلال الأحمر السوري حيث أوضح أن القافلة خرجت من مناطق سيطرة قوات النظام في حلب وكانت تضم 23 شاحنة, ووصلت إلى ريف حلب الغربي، وكان التنسيق يجري بين المعارضة المسلحة وقوات النظام, والأخيرة تعرف تماما مكان توقف القافلة وموقع مستودع الإغاثة التابع للهلال الأحمر السوري في أورم الكبرى في ريف حلب الغربي.

ونوه أبو علي إلى أن هذه المساعدات تدخل وبشكل دوري تقريبا كل شهر إلى المنطقة, ليصار فورا إلى توزيعها على الأسر والعائلات المستحقة لها.

وأضاف أنه بعد وقت قصير بدأ القصف واستمر لأكثر من ساعة, بدأ باستهداف المكان بغارة من مقاتلات حربية, ثم توالت البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات تابعة لقوات النظام, وختم أبو علي ودموعه تكاد تخنقه "خسرنا عددا من الزملاء وهم من خيرة الشباب إضافة إلى سائقي شاحنات بعضهم جاء من مناطق تحت سيطرة النظام, وذنبهم الوحيد أنهم جاؤوا بمساعدات إلى مناطق أنهكتها الحرب".

المصدر : الجزيرة