ارتفاع الحرارة يعطل خدمة الإنترنت بهولندا

 جورج كدر-ماستريخت

تسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق في هولندا بانقطاع خدمة الإنترنت عبر الشبكات الأرضية عن قسم كبير من المنازل في عموم البلاد.

وقد قدم عشرات آلاف الهولنديين شكاوى ضد شركات الاتصال، خصوصا "كا بي أن" التي تعتبر أكبر مزود للإنترنت في البلاد. 

ومنذ أيام تحاول شركات الاتصالات معالجة المشاكل في مضخات الطاقة التي عطلها ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى لتوقفها عن العمل.

وتشير بعض الإحصائيات إلى تعطل خدمة الإنترنت بنسبة 40% في العديد من مدن هولندا.

ولم تتمكن الجزيرة نت من الحديث إلى شركات الاتصالات للاستفسار عن المشكلة وإمكانيات إصلاحها.

وقد عطلت هذه الشركات خطوط الهاتف المؤدية إليها والتي كانت تستقبل شكاوى عبر مواقعها الإلكترونية.

أمر مضحك
وقد استقبلت إحدى هذه الشركات 29 ألف شكوى خلال 24 ساعة، من دون أن يتضح بعد الزمن الذي ستتمكن فيه الشركات من علاج هذه المشكلة.

وتقول شيلا فاندرفاخت -وهي طالبة في المرحلة الثانوية- إنه "أمر مضحك، هذه المرة الأولى التي نسمع فيها أن خدمة الإنترنت انقطعت بسبب ارتفاع درجات الحرارة".

وتضيف "أستطيع أن أصدق ذلك لو تحدثت عن انقطاع في الدول النامية، أما في بلدي هولندا فهذا أمر محرج بعض الشيء، خاصة أن أداء شركات الاتصالات كان مخجلا حتى أن بعضها عطلت خدمة الشكاوى حتى تتجنب الإحراج مع عملائها".

وقال الإعلامي الهولندي رينيه بوريه إن خزانات الطاقة في وضع حرج جدا، وحرارتها المرتفعة تؤثر على المعدات وتجهيزات الاتصالات، مضيفا أن هذا الأمر يتطلب تكلفة كبيرة لشركات أجهزة التبريد "وليس بمقدور شركات الاتصالات تلبيتها بشكل سريع".

حصر الخسائر
وأضاف أن شركات الاتصالات مشغولة بحصر خسائرها من التجهيزات المعطوبة، فالضرر لم يطل فقط خدمات الإنترنت بل إن الهواتف العمومية المنتشرة في الشوارع لا تعمل أيضا بشكل جيد، وهناك شكاوى كثيرة ضدها.

ويعد موسم الصيف الحالي ضمن المواسم العشرة الأكثر حرارة في هولندا منذ عام 1901.

وقد بلغت الحرارة الخميس 32 درجة في مناطق جنوب وشرق هولندا، ويعد هذا أكبر ارتفاع شهدته البلاد في الـ15 عاما الماضية.

وشهدت هولندا ارتفاعا مفاجئا في الحرارة في الثلث الأخير من أغسطس/آب الجاري، كما سجل أيضا هطول كميات كبيرة من الأمطار بلغت حتى الآن 245 ملم.

وبسبب الحر غير المسبوق اتبعت العشرات من المدارس في اليومين الأخيرين برنامجا خاصا لدوام التلاميذ، حيث حضروا في وقت أبكر من المعتاد واختصر الوقت المخصص للحصص الدراسية ليتمكنوا من العودة قبل اشتداد الحر.