هل يسعى بوتين لمساعدة ترامب؟

كومبو لمرشحي الرئاسة الاميركية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون
القراصنة الروس ركزوا في الهجوم على النظام المعلوماتي لحملة هيلاري كلينتون، على المعلومات الخاصة بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب (الأوروبية-أرشيف)
محمد العلمي-واشنطن

أثار الاهتمام المتزايد للقراصنة الروس بالانتخابات الأميركية قلق أجهزة الاستخبارات الأميركية، بعدما لاحظت نشاطا غير مألوف للمخترقين الروس في مختلف الحملات الانتخابية من الحزبين.

وكانت عمليات الاختراق طالت حملة جون ماكين قبل أربع سنوات، وحملة جيب بوش في وقت سابق من هذا العام، وتعرضت حملة المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون مؤخرا لاختراقين متتالين أواخر العام الماضي وفي هذا العام.

نشاط موروث
ويرى الخبير ريتشارد ويتز أن السلوك والنشاط الاستخباراتي الروسي نشاط حكومي موروث عن عهد السوفيات رغم نفي موسكو، وأنهم لايخفون رغبتهم في جمع كل المعلومات الممكنة.

‪‬ ويتز: الروس يفضلون المعلومة التي تمكنهم من ابتزاز الهدف المحتمل(الجزيرة)
‪‬ ويتز: الروس يفضلون المعلومة التي تمكنهم من ابتزاز الهدف المحتمل(الجزيرة)

وأكد ويتز -في حديث للجزيرة- أن الروس يفضلون المعلومة التي قد تمنحهم في وقت لاحق قدرة على الضغط على الهدف المحتمل لابتزازه، ولتحقيق ذلك يفضل أن تكون المعلومات الخاصة به تسبب له حرجا، من قبيل الخيانة الزوجية أو الفساد المالي أو الإداري أو أي نشاط مشبوه من ذلك القبيل.

لكن القراصنة الروس ركزوا في الهجومين المذكورين على النظام المعلوماتي لحملة هيلاري كلينتون، على كل المعلومات التي جمعتها الحملة عن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والتي يبدو أنها كانت ستشكل ذخيرة انتخابية ضده في الانتخابات العامة.

واستبعد المحللون السياسيون في واشنطن أن توظف المعلومات المقرصنة من طرف الروس ضد المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، نظرا للكلام المليء بالإعجاب الذي تبادله معه مؤخرا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

خدمة لترامب
واذا استبُعدت إمكانية ابتزاز دونالد ترامب -في المستقبل القريب على الأقل- يرجح المقربون والمتعاطفون مع حملة المرشحة هيلاري فرضية أن ورثة الـ"كي جي بي" يريدون مساعدة مرشحهم المفضل في الانتخابات الأميركية، ويذهبون إلى أن المخترقين الروس يجمعون تلك المعلومات لإطلاع دونالد ترامب عليها مسبقا أو تسريبها للصحافة الروسية أو غيرها للتقليل من منافسته.

ويخدم هذا الطرح الديمقراطيين من الناحية السياسية، لأنه يمكنهم من جمع خصمهم المحلي مع خصم دولي (بوتين) -لا يكن له الناخب الأميركي كثيرا من الود- في سلة واحدة. لكن المحللة السياسية أليس أوستاين ترى أن عملية اختراق أنظمة الحاسوب آفة كبيرة تطال جميع المرافق الحكومية وغير الحكومية في الولايات المتحدة.

وذكّرت أوستاين بالاختراق الكبير الذي مسَّ المعطيات الخاصة بعشرات الملايين من الموظفين الفدراليين في الحكومة الأميركية، وبغيرها من عمليات الاختراق التي تبدو أمامها عملية اختراق اللجنة القومية للحزب الديمقراطي أقرب إلى لعب الأطفال.

معلومات عامة
وقللت المتحدثة من أهمية المعلومات المسروقة، لكونها معلومات عامة تكفي نقرة واحدة على أي من محركات البحث المعروفة أو متابعة برنامج سياسي، للاطلاع على كل تفاصيلها.

وكانت معظم "الأسرار" التي كشف النقاب عن سرقتها من طرف المخترقين الروس، هي من قبيل اتهام الديمقراطيين لترامب بأنه متهور وكذاب، ومواقفه بخصوص البيئة والسلاح والاقتصاد والعلاقات الخارجية، وهي معلومات عامة تمّ تداولها في أكثر من محفل.

وكانت موسكو نفت ضلوعها في أي نشاط تجسسي على حملة هيلاري كلينتون أو غيرها، في حين اتهم دونالد ترامب حملة غريمته الديمقراطية بافتعال القصة بكل تفاصيلها، لكن المؤكد أن العالم الافتراضي فتح جبهات جديدة في حروب السياسة كما فعل في باقي مناحي حياتنا المعاصرة.

المصدر : الجزيرة