الروهينغا.. لا مواطنون ولا لاجئون

Rohingya woman cries near after a fire accident at a Baw Du Ba Muslim (Rohingya) internally displaced person (IDPs) camp near Sittwe, Rakhine State, western Myanmar, 03 May 2016. The fire broke out in the morning of 03 May 2016 at Rohingya IDPs camp which burned down 55 buildings, each with 8 rooms, making 1744 IDPs from 435 households homeless.
امرأة من الروهينغا تبكي بعد احتراق مخيم للنازحين غربي ميانمار (الأوروبية)
سامر علاوي-كوالالمبور

دعت كل من منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة العفو الدولية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه عرقية الروهينغا في ميانماروحملت المنظمتان ميانمار مسؤولية معالجة قضية العرقية المسلمة في أراكان والتوقف عن اضطهادها، كما طالبتا دول المنطقة باحترام اللاجئين ومنحهم حقوقهم بدءا باعتبارهم لاجئين.

وتتفق المنظمات المعنية بالقضية على ضرورة إيجاد حل إقليمي لمشكلة لاجئي الروهينغا، فقد دعا الأمين العام لمنظمة لعفو الدولية سليل شيتي إلى تعاون إقليمي لحل المشكلة معتبرا أن دولة واحدة لن تتمكن من مواجهة الأزمة.

وفي الوقت ذاته، انتقد شيتي بشدة ما وصفها بالمعاملة غير القانونية واللاإنسانية من قبل الدول المستقبلة للاجئي الروهينغا.

من جانبه، اعتبر المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي إلى ميانمار حامد البار أن أزمة الروهينغا قضية إقليمية، ودعا منظمة آسيان إلى إدراجها ضمن أجندتها.

وأضاف البار في تصريحات للجزيرة أن وضع الروهينغا سيتغير لو أن "آسيان" تبنت القضية.

وبحسب رأيه، فإن ميانمار ترغب في أن تكون جزءا من المنطقة والمجتمع الدولي، وإذا ما وضعت هذه القضية ضمن أجندة "آسيان" فإن الدفاع عنها سيكون بشكل أفضل.

وضع اللاجئين
وتباينت مواقف التعاون الإسلامي والعفو الدولية حول ظروف اللاجئين في ماليزيا بشكل خاص، فقد رأى حامد البار أن لاجئي الروهينغا يعيشون واقعا أفضل من دول أخرى وضعتهم في مراكز احتجاز، وقال إن اللاجئين في ماليزيا يعيشون وسط المجتمع بما يسهل إيصال المساعدات لهم.

لكن شيتي قال إن ماليزيا تتعامل مع لاجئي الروهينغا على أنهم مجرمون، وذكّر بالمقابر الجماعية التي عثر عليها العام الماضي على طرفي الحدود الماليزية التايلندية.

وأضاف بأن أحدا لم يعتقل أو يقدم للمحاكمة حتى الآن في هذه القضية، كما أن الجثث التي استخرجت من القبور تم إعادة دفنها دون التعرف على هوية أصحابها.

ودعا شيتي الحكومة الماليزية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها ومنح لاجئي الروهينغا حقوقهم بداية من الاعتراف بوضعهم لاجئين، ومنحهم حق العمل والتعليم المناسب.

من ناحيتها، انتقدت منظمة "سوارام" الماليزية لحقوق الإنسان إجراءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.

وقال المدير التنفيذي للمنظمة سيفان دوراسايمي إنهم غير راضين عن إجراءات مفوضية اللاجئين حيث أن عملية التسجيل قد تستغرق أعواما.

وأشار دوراسايمي في رده على سؤال للجزيرة إلى أن منظمة سوارام تابعت حالات كثيرة مع مفوضية الأمم المتحدة، لكن اللاجئين يعودون في نهاية المطاف للمنظمة يشكون من بطء الإجراءات أو سوء المعاملة.

وشدد الحقوقي الماليزي على ضرورة الاعتراف بوضع اللاجئين حتى يمكن تسهيل خدمات التعليم والصحة والعمل لهم.

وقف الاضطهاد
واعتبر شيتي أن وقف الاضطهاد هو بداية لحل مشكلة الروهينغا، وهذا برأيه يوقف استمرار هروب اللاجئين.

‪‬ حامد البار: معالجة قضية الروهينغا تبدأ بنبذ خطاب الكراهية(الجزيرة)
‪‬ حامد البار: معالجة قضية الروهينغا تبدأ بنبذ خطاب الكراهية(الجزيرة)

أما المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي إلى ميانمار، فأكد أن جهود المنظمة تتركز على تغيير الواقع الذي تعيشه أقلية الروهينغا في ميانمار وتضميد جراحها، وهو ما يعني إعادة المواطنة التي سلبت منها بموجب دستور أقر عام 1982 واستثناها من أعراق بورما.

وقال البار -وهو وزير خارجية ماليزي سابق- إن معالجة القضية تبدأ بنبذ خطاب الكراهية ضد الروهينغيا والسماح للهيئات والمنظمات الإنسانية بالوصول لمساعدة المضطهدين.

وأعرب حامد البار عن أمله في أن يشمل التحول الديمقراطي الروهينغا، ورحب بإعلان زعيمة الحزب الحاكم أونغ سان سو تشي عن تشكيل لجنة للنظر في الأوضاع في أراكان، وقال المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي إلى ميانمار إن جهود المنظمة تتركز على تغيير الواقع الذي تعيشه أقلية الروهينغا في ميانمار وتضميد جراحها، وهو إعادة المواطنة التي سلبت من عرقية الروهينغا بموجب دستور أقر عام 1982 واستثناها من أعراق بورما.

وأضاف البار -وهو وزير خارجية ماليزي سابق- أن ما تطالب به منظمة التعاون الإسلامي هو نبذ خطاب الكراهية ضد الروهينغا والسماح للهيئات والمنظمات الإنسانية بالوصول إلى إقليم أراكان لمساعدة المضطهدين.

ورغم رفض حكومة ميانمار استقبال مبعوث منظمة التعاون الإسلامي أو فتح مكتب للمنظمة فيها، فقد شدد البار على ضرورة استمرار التواصل مع حكومة ميانمار لمعالجة الأزمة.

المصدر : الجزيرة