نازحو مخيم بحركة.. آمال في العودة للموصل

يمر شهر رمضان على أسرة أم عبد الرحمن للعام الثاني على التوالي وهي في الخيمة نفسها في مخيم بحركة في شمال غرب أربيل شمالي العراق بعدما نزحت مع أسر أخرى من الموصل قبل عامين بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة.

أبصر أصغر أطفال أم عبد الرحمن الخمسة النور في المخيم منذ ستة أشهر، ولا يزال زوجها يبحث عن شغل. وقد حصلت الأسرة النازحة على حصتها التموينية لشهر رمضان، ولكن أم عبد الرحمن تقول إن التموين لن يكفي لسد الحاجيات.

وتضيف النازحة، وهي تغطي وجهها خوفا من تنظيم الدولة وبجوارها ابنتها تلعب بدمية، أن ظروف الشهر الكريم في المخيم صعبة، فالكهرباء تنقطع في النهار والليل.

افتتح المخيم في أغسطس/آب 2014 ويضم أكثر من أربعة آلاف نازح من الموصل والقرى المحيطة، وفيه ستمئة خيمة وثلاثمئة منزل منقول، وتقدم وكالات إغاثة دولية مساعدات لهم.

آمال
ويعيش سكان المخيم في آمن نسبي مع خوف مستمر من هجمات ينفذها تنظيم الدولة، وينعش التقدم الذي أحرزته القوات العراقية ضد التنظيم في مناطق في جنوب الموصل وفي الفلوجة آمال النازحين بالعودة إلى مدنهم وقراهم.

وتقول أم عبد الرحمن "أريد العودة إلى بيتي في الموصل وأن يعود الأطفال إلى مدارسهم". حسب التصريحات الحكومية فإن القوات الأمنية تسيطر على مناطق محيطة بالموصل وأنها ستستعيد المدينة قبل نهاية العام الجاري، غير أن صورا نشرها التنظيم تظهر أن معركة الموصل ستكون شاقة وطويلة، فتنظيم الدولة تجذر في المدينة.

الفلوجة
وتمتد صور المعاناة الإنسانية للنازحين إلى أكثر من مكان في العراق، وأبرزها الفلوجة، التي عبرت العديد من المنظمات الإنسانية عن قلقها من تدهور وضع المدنيين فيها، ويقول رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في العراق فابيو فورغيوني إن ألف شخص فروا من المعارك في الفلوجة ووصلوا إلى مخيمات لا تضمن تقديم الخدمات الأساسية لهم.

وتوقع فورغيوني المزيد من الانهيار في الوضع الإنساني والطبي، كما أن آلاف الأشخاص ما زالوا عالقين داخل الفلوجة، ودعا المتحدث منظمات أممية مثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى توفير المزيد من الخدمات للعائلات النازحة.

وذكرت ليز غراندي نائبة المبعوث الأممي إلى العراق أن أكثر من سبعة آلاف عراقي فروا من الفلوجة في الأيام القليلة الماضية عبر ممر آمن أقامته القوات العراقية، التي تعمل على فتح ممر آخر، وأضافت المسؤولة الأممية أن المخيمات المقامة خارج الفلوجة أصبحت ممتلئة بالنازحين.

وقد أدت الحرب الدائرة في العراق إلى تشريد ثلاثة ملايين شخص في السنوات الأخيرة، ويحتاج زهاء مليون عراقي إلى مساعدات إنسانية.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية