العلاقات التركية القطرية في محاضرة لأوغلو بجامعة قطر

رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو
أوغلو اعتبر جامعة قطر صرحا علميا مهما في منطقة الشرق الأوسط (الجزيرة)

محمد أزوين-الدوحة

ألقى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مساء الخميس محاضرة في جامعة قطر تناول فيها العلاقات التركية القطرية التي وصفها بالإستراتيجية، مرحبا باستضافة الجامعة له ومنحه فرصة المحاضرة في صرح علمي مهم بمنطقة الشرق الأوسط، ومعتبرا كل الجامعات وطنا له.

وبعد شرحه أهمية الجامعات في مسيرة التنمية للدول، تحدث أوغلو عن طبيعة علاقات بلاده بقطر، مشيرا إلى أنها ترتكز على خمسة محاور: سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية وإنسانية.

فعلى الجانب السياسي تربط قائدي البلدين قيم مشتركة ويلتزمان بالمثل العليا نفسها، ولديهما قنوات اتصال مفتوحة في كافة القضايا السياسية. ونتيجة للانفتاح السياسي الكبير فإن اللقاءات مستمرة بين قيادات البلدين بشكل دائم وبناء، بحسب أوغلو.

وأضاف أن هناك دولا تربطها علاقات روتينية، لكن العلاقات القطرية التركية تجاوزت الروتين السائد بين الدول إلى علاقة إستراتيجية أساسها الرؤية المشتركة لما يجري في المنطقة والعالم.

وذكر أوغلو في هذا الإطار أن تركيا وقطر تتفقان على قيم مشتركة، من ضمنها دعم حق الشعوب في الاستقرار والسيادة، ورفض الهيمنة على دول الإقليم أو تقسيمها ونهب خيراتها، إلى غير ذلك من القيم.

تابع محاضرة أوغلو في جامعة قطر العشرات من الطلبة (الأناضول)
تابع محاضرة أوغلو في جامعة قطر العشرات من الطلبة (الأناضول)

محاور هامة
وعن المحور الأمني، بيّن أوغلو أن البلدين يواجهان تحديات أمنية مشتركة في منطقة تعاني من عدم الاستقرار، وفي إقليم مضطرب، وهو ما يحتم اليقظة والتنسيق الأمني، لذلك يتم التركيز على الجوانب الاقتصادية كوسيلة للحماية من هذه التحديات، و"نتيجة لهذا التعاون الأمني وقّعنا قبل فترة الاتفاقية العسكرية بين البلدين التي هي محل اهتمام وتقدير كبير من الجانبين".

ولدى تناوله المحور الاقتصادي، أكّد أوغلو أن العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وأنقرة تتطور باستمرار، حيث صعد مؤشر التعاون الاقتصادي بينهما ليتضاعف ثلاث مرات خلال فترة قصيرة.

ولفت إلى أنه بالإضافة إلى مئات الشركات التركية التي تعمل في قطر، فإن حجم الاستثمارات القطرية في تركيا كبيرة، وهو ما من شأنه أن يعزز الشراكة الاقتصادية بين البلدين اللذين يتمتعان باقتصادين قويين وفعّالين.

وعلى المستوى الثقافي أوضح أوغلو أن تركيا وقطر ترتبطان بعلاقة متميّزة نتيجة العوامل المشتركة بين الشعبين المسلمين، وما يجمع بينهما من قيم الإسلام السمحة، وهذا ما يستدعي تطوير الشراكة بين المؤسسات الثقافية القطرية والتركية من أجل تعزيز الروابط بين الشعبين.

وفيما يتعلق بالجانب الإنساني، نوه رئيس الوزراء التركي بعلاقة بلاده بالدوحة في هذا المجال، حيث يتعاون الجانبان بشكل كبير، خصوصا فيما يتعلق بتقديم الإغاثة للاجئين والنازحين السوريين والعراقيين، "فتركيا فتحت أجواءها وأراضيها أمام المنظمات الإنسانية القطرية وسهّلت مهمتها النبيلة".

وختم حديثه بالدعوة إلى تصحيح صورة الإسلام وما علق به من شوائب بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وما تلاها، مؤكدا أن ذلك دور الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية، وهو جهد يمكن لجامعة قطر أن تلعب دورا كبيرا فيه.

حسن الدرهم في كلمته ثمّن زيارة أوغلو لجامعة قطر (الجزيرة)
حسن الدرهم في كلمته ثمّن زيارة أوغلو لجامعة قطر (الجزيرة)

ترحيب
بدوره رحّب رئيس جامعة قطر الدكتور حسن الدرهم بالضيف التركي الذي تأتي زيارته للجامعة بعد أشهر قليلة من زيارة مماثلة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وألقى فيها محاضرة.

وأشاد الدرهم بعمق العلاقات القطرية التركية التي أرسى دعائمها قادة البلدين، ووجدت صدى عميقا في وجدان شعبيهما اللذين يتوقان إلى مزيد من التعاون البناء في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية.

وقال "إننا ننظر بكثير من الإعجاب والتقدير إلى التجربة التركية الناجحة في كافة المجالات، ونعتبرها مثالا يحتذى على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وثمّن الدكتور الدرهم زيارة أوغلو لجامعة قطر كجزء من برنامج زيارته لدولة قطر، وذلك لمخاطبة طلبة الجامعة، وهم الشباب الذين يمثلون القلب النابض والمحرك الحقيقي لأي نهضة نرجوها، وتبقى الجامعات والصروح العلمية خير معبّر عن عظمة الشعوب ومكانتها.

المصدر : الجزيرة