المسلمون في بلجيكا بين التنديد والخوف

epa02133521 A muslim woman dressed in niqab (veil which covers the body and leaves only a small strip for the eyes) walks through the streets of Brussels, Belgium, 27 April 2010. Last month, the chamber commission Interior Affairs (Binnenlandse zaken - Commission de l'Interieur) voted on a proposal of law to ban 'clothing that makes it impossible to identify a person', focussing on burqa and niqab veils. The law has not been voted in the plenary session of the chamber yet. EPA/JULIEN WARNAND BELGIUM OUT
مسلمو بلجيكا يتخوفون من الأفكار النمطية التي تتردد عقب كل هجوم إرهابي (الأوروبية-أرشيف)
لبيب فهمي-بروكسل

حمل طوفان ردود الفعل التي تلت الهجمات التي تعرضت لها بروكسل وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية مجموعة من الردود من الجالية الإسلامية أفرادا وجمعيات، وذلك رغم سيطرة حالة من الخوف والهلع على جالية معرضة دوما للأفكار النمطية.

وسارعت "رابطة أئمة بلجيكا" في الساعات الأولى التي تلت الهجمات إلى التنديد في بيان "بالأعمال الإجرامية والهمجية التي استهدفت المطار الوطني والحي الأوروبي في بروكسل، وأودت بحياة العشرات وجرح العديد من الآخرين".

وعبرت الرابطة في بيان لها عن "التضامن الكامل والمواساة لأسر الذين عانوا من هذه المأساة، ونتمنى الشفاء العاجل والسريع للجرحى"، ودعت إلى "التضامن والوحدة بين جميع المواطنين في بلدنا من جميع الأديان لتجاوز هذه المحنة وعدم الوقوع في الفخاخ التي وضعت لنا من قبل أولئك الذين يرغبون في هدم قيم التسامح والعيش معا".

كما أعرب صلاح الشلاوي الرئيس الجديد للهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا -التي تمثل مسلمي البلد أمام السلطات البلجيكية- في بيان عن تنديده "الشديد وبدون تحفظ بالهجمات الإرهابية".

وقال إن "هذه الأحداث المأساوية التي مست قلب أوروبا، تقوض الجهود المشتركة للهيئة وكامل الجالية المسلمة في بلجيكا، للعيش معا"، داعيا الجميع إلى الوحدة في مواجهة كل أشكال العنف والإرهاب. 

أفكار نمطية
وكالعادة بعد كل هجوم يتبناه تنظيم إسلامي، تتوجه الأنظار إلى الجالية المسلمة التي يعتبرها البعض طابورا خامسا لهذه المنظمات، وتعاني بالتالي من الأفكار النمطية وارتفاع حدة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين.

رئيس لجنة مكافحة رهاب الإسلام في بلجيكا مصطفى الشعيري شدد في حديث للجزيرة نت على أن هذه الأحداث يجب أن لا تزرع الانقسام والارتباك، مشيرا إلى أن منظمته تترقب ارتفاع مشاعر العنصرية في هذه الآونة، لكنه أكد أن "المسلمين وذوي النيات الحسنة في هذا المجتمع -وما أكثرهم- سيعملون معا لتجاوز هذه المأساة التي تمس الجميع".

من جانبها، أدانت الناشطة الإسلامية إيزابيل براي ما اعتبرتها "أعمالا وحشية"، وقالت للجزيرة نت "أدعو المسؤولين السياسيين إلى عمل كل شيء، سياسيا وماليا وأيدولوجيا وعسكريا وخاصة إنسانيا، لوضع حد لهذه الآفة وأصولها".

وذكّرت براي بأن "هذا الإرهاب الأعمى الذي ضرب الآن بلدنا قد سبق أن وجه سهامه إلى اليمن والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وباكستان ومالي ونيجيريا وأماكن أخرى كثيرة.. ولمواجهته علينا التعاون والتضامن مع أولئك الذين يكافحون ضده بالفعل".

المصدر : الجزيرة