قيادي بالمقاومة: نستعد للتقدم نحو صعدة وعمران
حاوره/مأرب الورد
قال الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في محافظة الجوف عبد الله الأشرف إن المقاومة والجيش الوطني يواصلان استعدادهما للتقدم نحو محافظتي صعدة وعمران، وتحدث عن تلقي الحوثيين تدريبا على يد حزب الله اللبناني داخل اليمن.
وتمثل محافظة الجوف شمال شرق اليمن أهمية إستراتيجية في استعادة صنعاء وصعدة وعمران، نظرا لموقعها الجغرافي الذي يحاذي هذه المحافظات وسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة على ثلثي مساحتها.
وتشكل استعادتها من قبل قوات الشرعية ضربة موجعة للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذين كانوا يراهنون على التواجد على الحدود الجنوبية للسعودية لتهديد أمنها وابتزازها سياسيا، كما تمثل للحوثيين صمام أمان للحفاظ على معقلهم الرئيس بمحافظة صعدة.
وفي ما يلي نص الحوار مع الناطق باسم المقاومة في الجوف عبد الله الأشرف
أوضح لنا خريطة المواجهات حاليا في الجوف
المعارك تدور في مديريتي "خب والشعف" و"المتون"، حيث نواصل تقدمنا فيهما، ونحن نسيطر على معظم مساحة خب والشعف التي تمثل وحدها أكثر من 80% من مساحة الجوف التي تعد الخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية.
وقد سيطرنا على معسكر الخنجر الإستراتيجي الذي كان يتمركز فيه الانقلابيون وغنمنا ما فيه من أسلحة وكبدناهم خسائر بشرية كبيرة.
وفي مديرية المتون اقتربنا من سد العكيمي والمجمع الحكومي للمديرية وسيطرنا على مواقع قرن الأبرش وجبل السفينة وجبل الجرف، ولا تزال المواجهات مستمرة حتى تحرير كامل المديرية.
متى تتوقعون استكمال السيطرة على المديريتين؟
من الصعب تحديد موعد زمني محدد، لكننا نتوقع أن تكون الأيام القادمة حاسمة.
كم تقدر نسبة سيطرتكم على الجوف؟
نحن نسيطر على ثلثي مساحتها لكن الانقلابيين يوجدون في المديريات ذات الكثافة السكانية، وهي المديريات التي ليس لهم فيها حاضنة شعبية كبيرة، ونحن نتوقع الانتفاضة من الداخل بمجرد التحرك نحوها من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
ما أهمية الجوف بالنسبة لمعركة تحرير صعدة؟
الجوف تمثل لصعدة مثل ما تمثله محافظة عمران لصنعاء، وتحرير كامل الجوف بداية لاستعادة صعدة، لدينا ثلاث مديريات ترتبط بها، وهي خب والشعف، وبرط العنان، وخراب المراشي، وباستكمال السيطرة على مديرية خب والشعف فقط سنكون على أبواب مديرية كتاف، أولى مديريات محافظة صعدة.
بناء على هذه الأهمية هل تلمسون استماتة من قبل الحوثيين لمنع الوصول إلى صعدة؟
نعم، هم يقاتلون بكل ما لديهم من قوة لإدراكهم أن خسارتهم في الجوف تعني انتقال المواجهات إلى صعدة، ولهذا ينظرون إلى الجوف كصمام أمان الحفاظ على صعدة، ولكنهم في كل الأحوال يخسرون في الجبهات الإستراتيجية.
هل هناك تنسيق مع القبائل في صعدة؟
حاليا لا يوجد أي تنسيق ولكن هذا الأمر سيحدث لاحقا بمجرد الاقتراب من صعدة.
وهل تتوقعون أن تكون معركة استعادة صعدة سهلة أم صعبة؟
معظم قوات الحوثيين بشريا وعتادا خسروها خارج المحافظة في جبهات القتال المتعددة، وأعتقد أن قوتهم داخلها أضعف وأن المواجهات ستكون أسهل.
من جانب آخر، لا توجد حاضنة شعبية كبيرة للحوثيين بصعدة كما يعتقد ويروج إعلاميا، فالذين تعاونوا معهم أصبحوا ضدهم وإن لم يعلنوا ذلك بسبب ما تعرضوا له من بطش وتنكيل، ويضاف لهؤلاء المواطنون الآخرون وهم الأكثرية الذين تعرضوا على مدى السنوات الماضية للظلم والقمع وينتظرون الخلاص.
ماذا عن محافظة صنعاء؟
تبعد الجوف عن صنعاء 170 كيلو مترا، وتحدها مديريتا المصلوب والمطمة، وهما تحت سيطرة الانقلابيين.
نسعى حاليا لاستكمال السيطرة على مديرية المتون ثم المصلوب كي نقطع أهم خطوط إمداد الحوثيين.
حدثنا عن محور الجوف-عمران
هذا المحور مرتبط باستكمال السيطرة على مديرية خب والشعف ثم مديرية الحميدات، وبعدها سنكون أمام مديرية حرف سفيان، وهي أكبر مديريات محافظة عمران.
يقال إن الحوثيين وصالح راهنوا على التواجد في المناطق الحدودية مع السعودية لاستخدامها ورقة مساومة سياسية.. إلى أي حد أفشلتم هذا الرهان؟
الحقيقة أن أحد أهداف الانقلابيين من السيطرة على الجوف هو الاقتراب أكثر من الحدود الجنوبية للسعودية من خلال مديرية خب والشعف، فقد كانوا يريدون أن تكون منطلقا لتهديد جنوب المملكة واستخدام هذه الورقة للابتزاز السياسي في أي مفاوضات، لكن الجيش الوطني والمقاومة أفشلا هذا الرهان بدعم جوي من طيران التحالف، وتمكنا من استرجاع أغلب مساحة مديرية خب والشعف.
هل فارق القوة العسكرية هو ما يعيقكم عن تحرير الجوف؟
الطرف الآخر يمتلك أسلحة جيش دولة وذخيرة تساعده على المحاربة في كل الجبهات دون أن يضطر للانسحاب لتأخر التعزيزات، فهم يخزنون الأسلحة في جبال برط والزاهر وحامه، بخلاف التعزيزات التي يستقدمونها من صعدة وعمران وصنعاء.
أما نحن فنقاتل بإمكانيات بسيطة، لكن الناس يضحون بكل ما يملكون ويتسابقون للجبهات للدفاع عن محافظتهم، ولا ننسى دعم دول التحالف التي وقفت مع الشعب اليمني والسلطة الشرعية في مواجهة الانقلاب.
ما أبرز التحديات التي تواجهكم بالمناطق المحررة؟
التحديات كثيرة، سواء غياب الخدمات أو تأمين عودة النازحين، وهناك تحدي الألغام التي زرعها الانقلابيون، خاصة بمديرية خب والشعف والتي نقدرها بـ11 ألف لغم، والتي تحصد أرواح أبرياء من المواطنين ورعاة الأغنام والإبل.
تمكنا من نزع وتفجير جزء بسيط منها، ولكنها مجرد صورة مصغرة لما حل بالجوف من تدمير وخراب وتفجير للمنازل والمنشآت الحكومية والخاصة ونهب للممتلكات من قبل المليشيات الانقلابية.
كيف تقيمون الأوضاع في مركز المحافظة؟
الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى مدينة الحزم، حيث فتحت المحال التجارية، كما تزاول السلطة المحلية مهامها وتحاول تحسين أوضاع المواطنين حسب الإمكانيات المتاحة.
هل وجدتم من خلال التحقيق مع الأسرى أي معلومات عن علاقتهم بحزب الله اللبناني أو الحرس الثوري الإيراني؟
اعترف عدد من الأسرى بأنهم تلقوا دورات عسكرية على يد عناصر من حزب الله في صنعاء، وأن بعضهم سافروا قبل الحرب إلى جنوب لبنان وإيران، حيث تلقوا دورات عسكرية مكثفة من قبل حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
تعرف الجوف بمعالمها الأثرية الغنية التي تعود لمملكة معين، ومن أشهر مدنها براقش التاريخية التي يسيطر عليها الحوثيون ويرفضون الخروج منها، هل لديكم معلومات عن وضعها؟
الحوثيون يسيطرون على براقش منذ 2011 ولا يسمحون لأحد بدخولها، ولكن من خلال تجربتنا معهم فمن غير المستبعد أن تكون الآثار قد تعرضت للأضرار، خاصة أنهم حولوها إلى منطقة عسكرية مغلقة.
نوجه الدعوة للمنظمات الدولية المعنية بحماية التراث -وفي مقدمتها منظمة اليونسكو– إلى تسليط الضوء على ما يقوم به الحوثيون من تدمير للمعالم الأثرية في اليمن وتحويلها إلى مواقع عسكرية، ونطالبها بتشكيل لجنة لزيارة المدينة للاطلاع على وضعها عن قرب.