الغارات الروسية تلاحق النازحين إلى إدلب

الغارات الروسية على القرية الطينية في ريف إدلب أدت إلى دمار واسع في الأبنية السكنية
دمار واسع خلفته الغارات الروسية على القرية الطينية بريف إدلب (الجزيرة نت)

أحمد العكلة-ريف إدلب

استهدفت الطائرات الروسية القرية الطينية في ريف إدلب التي تؤوي عشرات من العائلات النازحة فرت قبل من القصف الروسي على بلداتهم في ريفي حلب وحماة، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة عدد آخر معظمهم من النساء والأطفال وبعض المصابين في حالة خطرة.

وقد بنيت هذه القرية الطينية في قرية آفس بريف إدلب، لتكون حلا بديلا عن المخيمات الحدودية التي لم تعد تقي النازحين البرد في فصل الشتاء، إذ تتكون هذه القرية من 90 شقة بنيت من الطين، وجهزها بأثاث جيد الهلال الأحمر القطري.

وقال أحد قاطني القرية الطينية، ويُدعى أبا عبد الله، إن النازحين سكنوا القرية قبل أيام بعدما جهزوا الشقق السكنية ووضعوا أثاث منازلهم في تلك الوحدات السكنية.

وأضاف أبو عبد الله أن الطائرات الروسية أتت على حين غرة وقصفت المكان بصاروخين، في حين كان بعض الأطفال يلعبون في الخارج، مما أدى إلى تهدم واسع في المباني ومقتل خمسة أطفال وعجوزين.

وأشار أبو عبد الله إلى أن الأهالي ورجال الدفاع المدني أزالوا الأنقاض وأسعفوا الجرحى، مشيرا إلى أن بعض الحالات حرجة، في حين بقي طفل مفقود تحت الأنقاض.

وقال أبو جمال والد أحد الأطفال الضحايا إن الطائرة الحربية استهدفت مكانين بالقرية، مما أدى إلى تهدم أجزاء واسعة منها، وسقوط الشقق السكنية فوق رؤوس أصحابها، فيما أصبحت جميع الشقق السكنية غير صالحة للسكن وتحتاج إلى إصلاح من جديد.

وأضاف أن جميع قاطني المخيم حملوا بعض أمتعتهم وهربوا من القرية الطينية، حفاظا على أرواحهم بعد سقوط قتلى بسبب القصف وخوفا من عودة الطيران للقصف من جديد.

مشروع حياة كريمة بناه الهلال الأحمر القطري ولم يكتمل بسبب القصف الروسي (الجزيرة نت)
مشروع حياة كريمة بناه الهلال الأحمر القطري ولم يكتمل بسبب القصف الروسي (الجزيرة نت)
مخاوف
ولفت أبو جمال إلى أنه لاحظ عملية دوران مكثفة لطائرتين روسيتين فوق القرية التي يسكنون بها، ثم استهدفتاها، وبعد هروب النازحين عادت الطائرتان لعمليات الدوران والاستطلاع مرة أخرى.

والقرية الطينية من أعمال الهلال الأحمر القطري في الداخل السوري، فقد أشرف عليها وبناها، من أجل إيواء النازحين والمشردين الأكثر تضررا وفقرا وتأمين حياة كريمة لهم.

وقال أحمد الحسين المسؤول في الهلال الأحمر القطري إن الهدف من المشروع تأمين حياة أفضل للنازحين، خاصة في ظل الشتاء شديد البرودة، إذ يؤوي عددا من العائلات النازحة التي كانت تعيش في خيم عشوائية ممزقة، وعندما أصبح جاهزا للسكن آوى تلك العائلات على دفعات.

وأضاف الحسين أن مئات الطلبات قدمتها العائلات النازحة حيث اختير 40 عائلة اعتبرت أكثر عوزا وفقرا للسكن في القرية منذ سبعة أيام فقط، وبعد حادث اليوم سيوقف تسليم بقية المساكن.

المصدر : الجزيرة